طباعة
sada-elarab.com/728882
فى رحلتى اليوم من القاهرة إلى الصعيد اخترت ركوب قطار منخفض السعر ،حيث سعر التذكرة ٦٥جنيه فقط لا غير ، ومع شروق الشمس، اتجهت إلى محطة القطار بالجيزة، حيث كانت الحركة مستمرة كخلية نحل خلال أجازة العيد،المحطة كانت تعج بالركاب، وكل منهم يحمل قصته الخاصة ، زحام شديد على الرصيف، لكن هناك إحساس جديد بالانتظام والتنسيق ،الساعة تشير إلى قرب موعد مغادرة القطار للرصيف.
صعدت إلى القطار، وكانت المرة الأولى لي على متن هذا النوع من القطارات الاقتصادية ،داخل العربة كان المشهد مألوفًا بلمحة من الحنين ،المقاعد بسيطة لكنها مريحة، والنوافذ الواسعة تتيح للركاب فرصة الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية المتغيرة ، ويفتح أبوابًا لرؤية زوايا متعددة من الحياة اليومية للمصريين .
انطلق القطار في الوقت المحدد، بسلاسة تُشعرك بأنك تسير على خطى راسخة نحو وجهتك، كان يسير بسرعة منتظمة، ليست بالسرعة العالية لكن كافية لتضمن وصولك في الوقت المحدد دون عجلة أو تأخير.
أثناء الرحلة، كان القطار يمر بالقرى والمدن الصغيرة، حيث المشاهد الجميلة تتبدل بين الحقول الخضراء، والأحياء السكنية، والتجمعات البشرية على أرصفة المحطات.
بعد رحلة استمرت لساعات قليلة، وصل القطار إلى محطة "طما" بسوهاج وجهتى الأخيرة التى أتجه من خلالها إلى قريتى قاو العتمانية شرق النيل التابعة لمحافظة أسيوط عبر محور طما الذى يربط بين الشرق والغرب، المحطة بدت هادئة وبسيطة، لكنها تحمل طابعًا خاصًا من الترحيب ،نزلت من القطار وأنا أشعر بالرضا عن هذه التجربة،لقد كانت رحلة اقتصادية، لكنها حملت الكثير من الجمال والتفاصيل التي تجعلها لا تُنسى.
وفي الختام ،هذه الرحلة القصيرة كانت أكثر من مجرد تنقل من محافظة إلى أخرى؛ لقد كانت نافذة صغيرة أطل من خلالها على نبض الحياة في مصر، وعلى التطور الذي طال هذا القطاع العريق قطاع سكك حديد مصر.