عربي وعالمي
أبوالغيط: الأمن السيبراني أصبح ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي للدول
الإثنين 03/يونيو/2024 - 12:02 م
طباعة
sada-elarab.com/727408
أكد أحمـد أبـو الغيـط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الحروب السيبرانية صارت واقعاً قائماً، وسلاحاً يُستخدم من قبل الدول وكذلك من جانب الفاعلين من غير الدول من الجماعات ذات الأنشطة الهدامة والإجرامية، مشددا على انه سلاح بالغ الفاعلية بسبب اعتماد الكثير من أنظمة الحياةالحديثة على التكنولوجيا والشبكات الرقمية، بما يجعلها عُرضة للهجمات القاتلة، أو لمن يُمارسون جرائم الابتزاز وما يُسمى بـ "برامج الفدية".
جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الدولي الثالث لأمن المعلومات والأمن السيبراني الذي عقد اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة ، تحت رعاية معالي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية.
وأكد أبو الغيط أن الأمن السيبراني أصبح ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي للدول، وأمن المجتمعات والأفراد والكيانات الاقتصادية.
وقال الأمين العام إن العالم الرقمي صار عالماً موازياً مكتمل الأركان، لا يقل، من حيث كثافة الأنشطة أو تعدد وتعقيد المجالات التي يشملها، عن العالم الحقيقي، إن لم يكن يزيد ويتجاوز هذا العالم في أحيان كثيرة، منوها إلى أن التجارة والبحث العلمي والتسلية والتواصل الاجتماعي والخدمات الحكومية وغير ذلك من الأنشطة تمر عبر العالم الرقمي ومنصاته المتعددة.
ولفت إلى أنه بهذا المفهوم فقد صار الأمن السيبراني مفهوماً يتجاوز بكثير قضايا حماية الرسائل والمعاملات المالية والإدارية الالكترونية، بل يضم أيضاً أمن البيانات وتخزينها.
وذكر أبو الغيط أن الدروس المستقاة من استخدام الشباب لمنصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أحداث 2011 الخطيرة، كشفت عن الأثر الهائل لانتشار المعلومات المغلوطة والدعوات إلى العنف والكراهية وخطابات التشكيك في نزاهة الأشخاص والمؤسسات الوطنية.
ونوه إلى أن هذه الأخطار الجديدة من المرجح أن ترتفع في ظل انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطورها الفائق الذي سيتيح للتنظيمات الإجرامية والإرهابية قدرات ومهارات خارقة لتنفيذ الهجمات السيبرانية وحملات المعلومات المغلوطة والمُضللة.
وأكد الحاجة إلى بناء قدرات جديدة مناسبة لتعزيز خط الدفاع التكنولوجي وفق مقاربات مبتكرة يتم تحديثها باستمرار لتتواءم وطبيعة المخاطر المستجدة.
وقال ان الجرائم السيبرانية تستهدف كافة القطاعات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية... وتسعى للتأثير على جميع فئات المجتمع خاصة الشباب... وترتبط أيضاً ارتباطاً وثيقاً بمجالات الجريمة الأخرى كالابتزاز وطلب الفدية وجرائم الدارك ويب والمخدرات وغيرها لكن شرائح واسعة من المجتمع العربي لا تدرك بالقدر الكافي خطورة تلك الجرائم... ولا تملك المعلومات والمهارات اللازمة لحماية حياتها الشخصية وبياناتها... وتتعامل مع هذا التهديد الخطير بقدر من الاستهانة الناتجة عن غياب المعرفة".
ودعا أبو الغيط الى إطلاق حملات توعية لتنبيه المواطن العربي، والمؤسسات العربية المختلفة، بأهمية حماية البيانات من مخاطر الجريمة السيبرانية.
وذكر أنه على صعيد العمل العربي المشترك، وإدراكاً لأهمية هذه التحديات، فقد طرحنا هذا الموضوع المهم على أجندة القمة العربية الرابعة ببيروت في عام 2019 ضمن ملف "التحول الرقمي العربي"، حيث أصدرت القمة قراراً بتكليف الجامعة العربية بوضع رؤية مشتركة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني.
ولفت إلى أن مؤتمر اليوم سيشهد إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي أعدتها المنظمة وأقرها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في اجتماعه الأخير بأبو ظبي، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة التي أقامتها المنظمات والاتحادات العربية والتي لا يسعني المجال هنا للإشارة إليها.
ونوه إلى أنه في ذات السياق أيضاً، ومن أجل تدعيم المنظومة العربية بجهاز متخصص لحوكمة الأمن السيبراني، فقد وافقت القمة العربية الأخيرة على المبادرة السعودية لإنشاء مجلس وزاري عربي للأمن السيبراني تدعمه أمانة فنية دائمة مقرها الرياض، معربا عن أمله في أن نشهد إطلاقه في أقرب الآجال الممكنة حتى يضطلع بالمهام المنوطة به، معتبرا أن هذا المجلس سيكون إضافة استثنائية للمنظومة العربية لتعزيز الأمن السيبراني، عبر دعم التنسيق بين الحكومات العربية في هذا المجال، وتوفير الإمكانيات لتبادل الخبرات والتجارب والممارسات المختلفة.