سنوات من الجد والعمل والنجاح، تعيشها مصر في كل المجالات، حيث كانت حركة التنمية التي شهدتها البلاد هي المحصلة التي لا تخطؤها العين.
تحركات في كل اتجاه ومشروعات عملاقة، فلا تتوقف إعادة تأهيل ما كان قائمًا وإرساء دعائم الجمهورية الجديدة، الأمر الذى ترتتب عليه إحداث نقلة نوعية تاريخية في كافة قطاعات الدولة بين الاقتصاد والعمران والتنمية والمرافق والصحة والطاقة والصناعة، وإنتاج آلاف المشروعات الجديدة ، وكلها تتوزع على كل شبر من أرض مصر.
الآن نشهد إنجازًا جديدًا يضاف إلى آلاف الإتجازات الكبيرة، وهذه المرة من خلال جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الذي يعد قاطرة التنمية الزراعية، كأحد أكبر الكيانات في العالم، في مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعي والاقتصاد البيئي والمشروعات التكاملية.
هذا الجهاز تدرجت مشروعاته منذ عام 2017، بمشروعات استصلاح زراعي بمساحات صغيرة، من خلال ستخدام أساليب الري الحديث وتكنولوجيا الزراعات الدقيقة، ثم مشروعات الاستصلاح الزراعي الأخرى، حتى استطاع ترك بصماته في صحاري مصر الشاسعة، ووصل إلى ما يقارب 800 ألف فدان من الأراضي المستصلحة بنهاية عام 2023.
كما تعددت مشروعات الجهاز، فكان أساساً لدلتا مصر الجديدة، وامتدت حتى المنيا وبنى سويف والفيوم وأسوان والداخلة والعوينات لتحقيق حلم 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027.
الآن، يقوم الجهاز بتنفيذ مخطط التكامل مع الزراعة يتمثل في منطقتين صناعيتين، الأولى المناطق الصناعية للدلتا الجديدة على مساحة 1000 فدان وتشتمل على مصانع (العلف والبصل الثوم والمجفف والمركزات والخضار والفواكه المجمدة وبطاطس نصف مقلية وسكر ونشا وجلوكوز)، وغيرها من مشروعات التصنيع الزراعي، حيث تصل كميات الخام المستخدم في المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية حوالي 3 ملايين مليون طن بإنتاج يصل إلى حوالي 1.5 مليون طن منتجات سنويًا، بالإضافة الى مجمع الصناعات الغذائية (قها وإدفينا) الذي يحتوي على صناعات (العصائر، البقوليات، الوجبات الجاهزة، المربى، الصلصة، اللحوم المصنعة)، بطاقة استيعابية للخام 470 ألف طن خام وإنتاج يصل إلى حوالي 550 ألف طن منتجات سنويًا.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل يقوم الجهاز بالتوسع في مشروعات التخزين الاستراتيجي المتمثل في (صوامع تخزين الغلال بطاقة 600 ألف طن وثلاجات تبريد وتجميد سعة 90 ألف طن)، كما حرص على انشاء السوق التجاري والبورصة السلعية، الذي يقع على تقاطع الطريق الدائري الإقليمي مع محور الضبعة ويمثل ربط لتداول المنتجات الزراعية بين الدلتا القديمة والجديدة.
توسعات الجهاز شملت أيضًا مشروعات الثروة الحيوانية حيث تصل قدرات المزارع الحالية إلى 18 ألف رأس تسمين و11 ألف رأس حلاب 4.5 ألف رأس أغنام، كما يقوم الجهاز أيضاً بإنشاء مزارع للإنتاج الحيواني على مراحل تنفيذية لتحقيق هدف الإكتفاء الذاتي من اللحوم وسد إحتياج السوق المحلى .
إنجازات كبيرة لا تتوقف ولا يتسع المجال لذكرها، خصوصًا تخطيط عمران الدلتا الجديدة وإنشاء أول مشروعات التنمية العمرانية الخضراء، إضافة إلى التعاون في أنشطة ومجالات الزراعة مع صغار وكبار المستثمرين والشركات، والشراكات مع القطاع الخاص.
يمكننا القول بعد ما شاهدناه من نجاحات حقيقية على أرض الواقع، أن القيادة السياسية حريصة منذ عام 2014 على تحديد رؤيتها بأهمية دور الزراعة وقيمتها المضافة في تعزيز الأمن القومي المصري، وزيادة الصادرات والاكتفاء المحلي.
