اقتصاد
الشركات الناشئة ستحول نهج الأعمال والمشهد الاقتصادي خلال السنوات المقبلة
الأربعاء 27/مارس/2024 - 02:15 م
طباعة
sada-elarab.com/719648
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 27 مارس 2024: تشير الدراسات والتقارير
الاقتصادية إلى أن الشركات الناشئة ستحول نهج الأعمال والمشهد الاقتصادي بالتزامن مع
التوجه العالمي المتزايد نحو التحول الرقمي. كما ستعمل على إحداث تغيير كبير في سوق
العمل من خلال توفير مساحة أكبر لمهارات ومواهب متخصصة بالأتمتة والرقمنة للعمل
بكفاءة عالية.
وتعد الشركات الناشئة واحدة من المحاور الرئيسة لقمة (AIM) للاستثمار، الهادفة
لاستكشاف الحلول المبتكرة والفرص الاستثمارية وإقامة الشراكات وتبادل المعرفة مع
رواد الأعمال، فضلاً عن فرص تمويل المشاريع الريادية الفائزة.
وانطلاقّا من أهمية قطاع الشركات الناشئة في الاقتصادات الوطنية، تسعى قمة AIM
للاستثمار 2024 إلى توفير منصة مثالية للمستثمرين الذين يبحثون عن سبل ومشاريع
جديدة للاستثمار في التنمية المستدامة والمبتكرة، وكذلك الحكومات التي تبحث عن مشاريع
ناشئة لدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في مختلف المجالات.
وأظهر تقرير Tracxn Geo السنوي، المشهد المزدهر للشركات الناشئة بمجال
التكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغ إجمالي تمويلها خلال عام 2023
ما قيمته 638 مليون دولار، موزعة على مراحل مختلفة، وبلغت قيمة استثمارات مرحلة
بدء التشغيل 223 مليون دولار، ومرحلة التمويل الأولي 240 مليون دولار، بينما حصلت
مرحلة النضوج على تمويل بقيمة 175 مليون دولار.
وصنف تقرير Tracxn Geo أداء الشركات الناشئة في الدولة بحسب القطاعات وكان
أفضلها قطاع التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا البيئية، وتكنولوجيا البلوك تشين، بقيمة
174 مليون دولار، و168 مليون دولار، و167 مليون دولار على التوالي. ومن الجدير
بالذكر أن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في أبوظبي جمعت 54 مليون دولار، مما
أظهر الأهمية المتزايدة للإمارة في النظام البيئي التكنولوجي.
وبحسب تقرير النظام البيئي العالمي للشركات الناشئة (GSER 2023)، حافظت
منطقة وادي السيليكون على مكانتها الأولى في صناعة الشركات الناشئة حول العالم،
يليها مباشرة مدينة نيويورك ولندن. وأشار التقرير إلى التحولات الملحوظة في مراكز
المدن ومنها صعود لوس أنجلوس وتل أبيب إلى المركزين 4 و5 على التوالي، ودخول
سنغافورة المراكز العشرة الأولى لأول مرة بعد تقدمها 10 مراكز بشكل مثير
للإعجاب، حيث حازت على المركز الثامن مقارنة بالمركز 18 خلال تقرير عام
2022، وهو ما يشكل أكبر تحسن في التصنيف ككل. كما حققت ميامي صعودًا
ملحوظًا إلى المركز 23 متقدمة 10 مراكز.
وشهدت النظم البيئية للشركات الناشئة الرئيسية في الصين تراجعًا، كان أبرزها تراجع
شنتشن 12 مركزًا، وبكين مركزين، وشانغهاي مركزًا واحدًا. وفي المقابل شهدت النظم
البيئية الهندية حركة تصاعدية، حيث احتلت مومباي المركز 31 وصعدت مدينة بنغالور
عاصمة ولاية كارناتاكا ودلهي إلى المركزين 20 و24 على التوالي.
وحققت زيورخ تقدمًا ملحوظًا بتقدمها 10 مراكز عن العام الماضي، ودخلت ضمن
أفضل 30 مركزًا بالإضافة إلى حصولها على المركز الثاني للمرتبة 36، محققة أكبر
تحسن على أساس سنوي في قارة أوروبا.
وفي تقرير نشرته Medium أظهر تركيز المستثمرين على قطاعات متنوعة خلال
عام 2023، حيث قادت التكنولوجيا المالية 14% من إجمالي الاستثمارات، ما يعكس
الطلب المتزايد على الرقمنة والابتكار في الخدمات المالية. وجاءت الرعاية الصحية في
المرتبة الثانية بنسبة 13% من إجمالي الاستثمارات، مع التركيز بشكل ملحوظ على
خدمات الرعاية الصحية الرقمية والحلول الطبية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
ومع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا المناخ وارتفاع نسبة الوعي لتبني وتنفيذ مبادرات
مستدامة لحماية البيئة وخفض الانبعاثات الكربونية، وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات
المستدامة، شكلت الاستثمارات في تكنولوجيا المناخ ما نسبته 8%. وأخيرًا اجتذبت السلع
الاستهلاكية 7% من إجمالي الاستثمارات. ويتوقع قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي بلغت
قيمته السوقية 130 مليار دولار في عام 2023، معدل نمو سنوي مركب بنسبة 37%
خلال الفترة من 2023 إلى 2030.
وتشير هذه التقارير والدراسات إلى مسار تصاعدي للشركات الناشئة خلال عام 2024،
ما يجعل من قمة AIM للاستثمار واحدة من أهم الأحداث التي يجب على المستثمرين
والشركات الناشئة المشاركة بها.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة الثالثة عشرة من قمة (AIM) للاستثمار، يتم تنظيمها تحت
شعار ;التكيف مع تحول المشهد الاستثماري: تسخير إمكانات جديدة لتعزيز التنمية
الاقتصادية العالمية خلال الفترة من 7 إلى 9 مايو المقبل في أبوظبي، بدعم من وزارة
الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي (الشريك الرئيسي).
وتجذب قمة (AIM) للاستثمار جمهورًا متنوعًا، يشمل الجهات الحكومية والخاصة
ومنظمات المجتمع المدني الدولية والإقليمية والجمعيات والمؤسسات الأكاديمية ورجال
الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. للمشاركة في مناقشات هادفة، والتواصل،
واستكشاف آفاق الاستثمار في مختلف القطاعات.