طباعة
sada-elarab.com/714043
رداً علي مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في أحد القواعد الأمريكية علي الحدود الأردنية تتوقع الغالبية رد أمريكي قوي ضد إيران ومايُطلق عليه مجموعات المُقاومة بِحسب العقيدة الإيرانية التابعة لها والمنتشرة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن خصوصاً أن الفصائل الشيعية وأهمها ميلشيات الحشد الشعبي في العراق وجههت أكثر من 150 هجوم علي القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
أقليه وأنا منهم عكس الغالبية العظمي من المتابعين للأحداث في المنطقة نتوقع رد فعل قد لايرتقى للتعبير عن الهيمنة والسطوة الأمريكية كرد فعل علي هذا الهجوم الشيعي الذي أودي بحياة الجنود الأمريكيين وخلف عدد كبير من الإصابات ولكل منا من المُبررات مايساند وجهه نظره.
عِدة أسباب بلاشك تُضعف من قوة الرد الأمريكي علي الهجوم الشيعي في الوقت الحالي:
أحداث غزة والحرج الذي وضعت فيه الأدارة الأمريكية نفسها تأتي بالتأكيد علي رأس هذه الأسباب حيث الدعم الأمريكي المفتوح والمتنوع في بداية الأحداث الذي شجع دولة الإحتلال علي تضخيم رد الفعل بشكل جنوني وضع العالم علي المحك رداً علي عملية طوفان الأقصي.
بلا شك أن هذا الدعم كان وراء إحتمالية نشوب حرب شاملة في المنطقة وهو مايُهدد المصالح الأمريكية قبل أن تعود الإدارة الأمريكية المُتخبطة وتُغير وجهه نظرها وتطالب حكومة دولة الكيان بضرورة أنهاء الحرب بعد أن وجدت نفسها في قفص إتهام واحد مع إسرائيل من قبل المجتمع الدولي.
إقتراب موعد الإنتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم وإرتفاع وتيرة مطالب الأمريكيين بضرورة إنهاء الحرب وبخاصة بين الشرائح الشبابية أحد الدوافع التي تحُث الديموقراطيين علي تقليل دائرة الصراع في المنطقة عكس الجمهوريين الذين يدفعون الرئيس الأمريكي نحو رد فعل عنيف وقوي.
الرغبة الأمريكية أيضاً في عدم إقحام الأردن كساحة قتال بين أمريكا والفصائل والحركات الإرهابية في المنطقة أحد الدوافع التي يمكن تقف حائل أمام قوة رد الفعل الأمريكي.
أحداث البحر الأحمر والتي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن تُطل كذلك برأسها وتُقلل من الشهية الأمريكية في إتساع دائرة الصراع معها في الوقت الراهن.
العلاقة بين الولايات المتحدة والدولة الإيرانية نفسها منذ بدايتها وحتي الآن والتي يمكن تصنيفها أحياناً وبشكل قاطع علي أنها علاقة عداء أبدي ثم تأتي بعض المواقف وتؤكد أن المصالح المشتركة هي من تحكم وتُحدد طبيعة العلاقة.
الملف النووي الإيراني والرغبة الأمريكية في عدم حسمه بشكل نهائي ما أعطي الدولة الشيعية فرصة الوصول إلي نتائج متميزة في هذا الشأن خير مثال علي عدم وضوح بوصلة هذه العلاقة إلي جانب إعتبار الأمريكيين أن وجود إيران بهذا الشكل أحد الفزاعات المهمة التي تُحقق للولايات المتحدة مصالحها مثلاً في منطقة الخليج.
يُذكرنا رد الفعل الإيراني الهزيل علي إغتيال قاسم سُليماني قائد فيلق القُدس برفقة أبو مهدي المُهندس وتسعة من مُرافقيهم بعد عملية إغتيال علي القوات الأمريكية الخاصة حول مطار بغداد في يناير 2020 بما يمكن أن نتوقعه من رد فعل أمريكي علي الجنود الثلاثة في الظروف الراهنة خصوصاً بعد نفي إيران أي علاقة لها بالهجوم وتبنيه من أحد الفصائل الشيعية.
إصدار قادة حزب الله العراقي الذي تبني الهجوم بيان بتعليق العمليات ضد القواعد الأمريكي في المنطقة عقب إنتهاء إجتماع البيت الأبيض حول دراسة كيفية وقوة وتوقيت الرد وماجاء علي لسان الرئيس الأمريكي بعد نهاية الإجتماع خُطوات كلها مُتزامنة.
هذه الخُطوات يُمكن إعتبارها مؤشر علي إتجاة رد الفعل الأمريكي الذي يمكن أن يتأخر كثيراً أو قد يكون كلاكيت ثاني مرة من رد الفعل الإيراني الهزيل علي إغتيال سُليماني بعد قصائد من التهديد والوعيد داخل وخارج إيران علي لسان المسئولين الإيرانيين والتابعين لهم إنطلاقاً من قاعدة المصالح التي تُحدد كل شيء في عالم السياسة.