طباعة
sada-elarab.com/712764
من حقّنا إذا ما وجدنا خدمة تقدّم إلينا بأريحية ونفس رضيّة وبحرفنة ومهنية في المجال الطبي أو المجال الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي أو التوعوي الثقافي والأدبي والديني أن نشيد بمن أسدى لنا هذا الصنيع ونفسه رضية ويقدم لك الخدمة وهو راضٍ عنها، بل إذا ما وجد نقصًا فيقوم بإكماله دون أن يمُنّ عليك، وإنما يشرح لك بأريحية لماذا لجأ إلى هذا الصنيع من التطوير والأداء.
عندما نفهم لغة بعضنا فإن ذلك يعني أننا شركاء في التنمية، وشركاء فيما ننجزه لوطننا العزيز، ونشعر مجتمعين أننا نسير في مركبٍ واحد هدفنا المصلحة العامة المشتركة، ونحن إزاء هذه التصرفات والأفعال لابد لنا من الإشادة بتلك الجهود المبذولة، بل والبناء عليها ودعمها والمثابرة على تشجيعها وضرب الأمثلة على جدواها؛ لأن في ذلك إحساسًا جماعيًا بأهمية أن نكون داعمين ومؤيدين ونبني صروحًا تفيدنا وتفيد أوطاننا وتزرع الأمل في النفوس.
كان الأجداد والآباء يؤمنون بالعمل الجماعي وإسداء النصيحة لبعضهم بعضًا كانت الأعمال التي تقلدوها جامعة لهم وكانت الحرف التي امتهنوها ميدانًا لهم للتعاون فلم يكن الواحد منهم يعمل كل شيء بنفسه وإنما ينشد مساعدة الآخرين ويستعين بمن هو أعلم وأدرى بالجزئية التي تكمل العمل وبإتقان، فتجربة كل واحد منا فيها إغناء وإثراء للعمل الجماعي.
نحتاج لأنْ نوطّن النفس للعمل سويًا من أجل خير أوطاننا وخير مواطنينا تطورت الأوضاع وأصبحنا أمام تحدي حضاري ماثل في كل الخطوات التي نخطوها وفي كل الأعمال التي تسند إلينا أو نقوم نحن بتبنّيها.. وجدت كل عون ومساعدة من أبناء وطني في الغربة، ووجدت كل عون من أبناء وطني ومن العاملين في مرافقنا ومؤسساتنا ومصالحنا يحدوها الأمل في أن ما يقدم يرضي المراجعين ويدخل السرور إلى نفوسهم، والكلمة الحلوة اللازمة لتشجيع هؤلاء على البذل والعطاء من أوجب الواجبات، ليس المهم أن يعرفوك أو يعرفوا مكانتك ولكنهم يؤمنون بأن الوظيفة العمومية تتطلّب الإخلاص في الأداء وإسداء النصح والمشورة لمن يطلبها.
أصبحنا في أيامنا هذه نجد بعض شبابنا وقد بدأ في أعمالٍ حرّة ووجد في مؤسسات المملكة من يوفر له العون والمساعدة والأخذ بيده، ونحتاج في مجتمعنا إلى الإكثار من هذه المبادرات والمؤسسات الراعية لشبابنا وشاباتنا، فالمسؤولية كبيرة ولازمة ويتحتّم علينا أن نكون مخلصين في أداء واجباتنا ومسؤولياتنا.
التحديات كثيرة نعلم ذلك ونعلم أننا مطالبون بأدوار لابد من القيام بها خير قيام، ولا يتسنى لنا ذلك إلا بالتعاون والبذل والعطاء والتفاني وأن يساعد بعضنا بعضًا... مجالسنا التي انتشرت في مملكة البحرين مطلوب منا دعم أصحاب هذه المجالس من خلال التأكيد على أدوارهم الاجتماعية في البناء، والتعمير، والاستفادة من تجارب رجالنا الذين وجدناهم في يوم من الأيام في مؤسساتنا الحكومية والمؤسسات الخاصة وهم يقومون بأدوار لا نملك إلا الفخر والاعتزاز بها، تحدثنا في مجالسنا عن أهمية الاستماع إلى رجال مجتمعنا وتجربتهم في الحياة، ونقل كل ذلك لأجيالنا الحاضرة، والبناء عليها قطعًا سيحتاج مجتمعنا إلى كل أيدٍ تعمل ونحن بحاجة من خلال التشريعات والقوانين إلى إيجاد الوظائف التي يشغلها أو يجب أن يشغلها أبناء الوطن بمهنية وحرفية متفوقة، والحاجة إلى التدريب لم يكن بالأمر الجديد على مجتمعنا، فمراكز التدريب التي أُنشئت من قبل شركة نفط البحرين بابكو وفي الشركات الأخرى التي أُنشئت فيما بعد، بالإضافة إلى جهود الحكومة في التدريب بمختلف أقسامها وتفرعاتها في الدوائر والمؤسسات الحكومية أضافت الكثير إلى خبرات أبناء الوطن، ولازلنا بحاجة إلى التدريب كحاجتنا إلى العلم والمعرفة. ونحن بحاجة أيضًا إلى أن نكون منتجين ومبدعين وساعين إلى كل خير يحفظ الوطن ويبني المستقبل ويسهم في أن يكون المواطن صاحب خبرة وتجربة، وهذا لا ينفي أن نستفيد من خبرات الأخرين فالعلم يطلب أينما وجد، ونأخذ ما يناسبنا ويضيف إلى خبراتنا ويشحذ الهِمم للبناء والإعمار، ونتكاتف مجتمعين لخير بحريننا وخير مواطنينا فالعلم النافع الذي عرفته بلادنا منذ بواكير التعليم النظامي أفادنا في الكثير من المنجزات التي تحققت وستتحقق إن شاء الله.
من حقّنا أن نشيد بأبناء وطننا في كل المرافق ونؤكد على أهمية الوقوف معهم صفًا واحدًا، وأن نتصارح من أجل خيرنا جميعًا، ونشيد بمن يقدم لنا صنيعًا ونقوم من لا يجيد الخدمة التي تقدم للآخرين؛ فالنصيحة واجبة وهي غير تصيد الأخطاء والتشهير بالأعمال غير الصائبة، فالبناء فعلاً أصعب من الهدم، والنية الصادقة خير من النية المبيّتة، فأوطاننا عزيزة علينا والمواطنون أعزاء وعلينا أن نكون معهم في كل الخطوات البناءة التي يقومون بها!
وعلى الخير والمحبة نلتقي...