اقتصاد
بناء مستقبل أكثر استدامة يستلزم تبنّي الممارسات الصديقة للبيئة في قطاع التطوير العقاري
الخميس 28/ديسمبر/2023 - 05:06 م
طباعة
sada-elarab.com/710984
يتميز قطاع العقارات بأنه أحد أكبر القطاعات في العالم التي تتمتع بتأثير كبير على البيئة والمجتمع. وتبرز أهمية الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية من خلال قرارات واستراتيجيات شركات التطوير العقاري على مستوى العالم. وفي هذا السياق، تتميز مجموعة بيركلي، العلامة الشهيرة بتطوير المنازل والأحياء السكنية الفاخرة في لندن وبرمنجهام وجنوب إنجلترا، بوصفها شركة رائدة في تطوير العقارات المستدامة، حيث تعتمد منهجيات متعددة لضمان توافق مشاريعها الجديدة مع المجتمعات والطبيعة وسوق العقارات بصورة عامة.
تطبيق الممارسات المستدامة في التطوير العقاري
من أبرز العوامل الرئيسية لزيادة الإقبال على العقارات المستدامة هو القيمة طويلة الأمد التي توفرها، والتي تتخطى أهداف حماية البيئة. ويسهم اعتماد ممارسات الاستدامة في توفير العديد من المزايا بالنسبة للسكان والمستثمرين والجهات المعنية الأخرى. كما يثمر تطوير الأبنية التي تتوافق مع معايير الاستدامة في القطاع عن خفض التكاليف التشغيلية، لا سيما وأن هذه العقارات مصممة لتستهلك الموارد بكفاءة مثل المياه والتدفئة والكهرباء وغيرها.
وبالنسبة للسكان، يمكن أن يؤدي العيش في منازل تتميز بمستويات عالية من الاستدامة إلى بناء مجتمعات أكثر مرونة، من خلال اعتماد الطاقة النظيفة والممارسات المستدامة الأخرى، فضلاً عن زيادة الجمال الطبيعي للمنطقة اعتماداً على تحسين التنوع الحيوي.
شركات التطوير العقاري تعتمد منهجية متعددة لتحقيق أهداف الاستدامة
تعتمد شركات التطوير العقاري في معظم الأحيان منهجيات مختلفة لتحقيق أهداف الاستدامة، وذلك حسب حجم المشروع وموقعه ومميزاته. وتُعد قضية مواجهة التغير المناخي من أبرز هذه المنهجيات، حيث يتم اتخاذ تدابير جديدة للحد من انبعاثات الكربون، مثل دمج التقنيات منخفضة الانبعاثات الكربونية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة في مواقع البناء. ومن جهة أخرى، قد يتطلب الحفاظ على الطبيعة تطبيق منهجيات مختلفة، مثل تعزيز التنوع الحيوي من خلال توفير أماكن عامة وتحقيق الحياد المائي على نطاق المشروع عن طريق تعديل أجهزة ترشيد المياه.
وتولي شركات التطوير العقاري التي تركز على السكان الأولوية لإنشاء مجتمعات صحية، مثل إعادة بناء المساحات غير المرغوبة وغير المستخدمة. كما تتخذ بعض شركات العقارات خطوات إضافية للحد من النفايات، مثل تنفيذ برامج مراقبة النفايات وإعادة استخدام مواد البناء، مما يؤدي إلى تأثيرات إيجابية على البيئة.
وأدى التركيز المتزايد في السنوات الأخيرة على القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة إلى إحداث تغيير إيجابي. ووفقاً لاستبيان أجرته شركة جيه إل إل، يبحث 83% من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع العقارات عن أساليب من أجل ابتكار وتسريع استراتيجيات الاستدامة الخاصة بهم، إدراكاً منهم لأهميتها في نجاح شركاتهم على المدى الطويل[2].
مجموعة بيركلي في صدارة الشركات التي تعتمد ممارسات مستدامة
لطالما كانت مجموعة بيركلي رائدة في اعتماد منهجيات استدامة جديدة من خلال بناء منازل عالية الجودة وتمكين المجتمعات وإحداث تأثير إيجابي في حياة أفرادها، لا سيما وأنها تتخذ تدابير جديدة لمكافحة التغير المناخي وحماية البيئة، وهو ما يمثل جوهر استراتيجية أعمالها والطريقة التي تطور بها عقارات جديدة.
وتعتمد مجموعة بيركلي استراتيجية استدامة واضحة تتماشى مع الأهداف العلمية بهدف الحد من انبعاثات الكربون. ونؤكد أن المشاريع العقارية الجديدة يجب أن تحسن الطبيعة بدلاً من التعدي عليها. وأصبحت مجموعة بيركلي في عام 2016 أول شركة لبناء المنازل تلتزم بزيادة التنوع الحيوي بشكل ملحوظ في كل موقع جديد يتم تطويره. وتنشط المجموعة حالياً في استكشاف منهجيات جديدة للاستدامة، إلى جانب دعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
مستقبل العقارات المستدامة
يلعب القطاعان العام والخاص دوراً بارزاً في زيادة الاهتمام بالعقارات المستدامة، حيث يسعى القطاع الخاص، الذي يضم شركات التطوير العقاري، إلى استكشاف سبل جديدة لتعزيز الاستدامة والحد من الانبعاثات، مما يشجع الشركات النظيرة الأخرى على أن تحذوا حذوها وتساعد في إحداث نقلة نوعية إيجابية على مستوى القطاع. كما تدعم العديد من الحكومات في مختلف أنحاء العالم هذا التحول الإيجابي تزامناً مع ارتفاع سقف المعايير التنظيمية.
وتبرز أهمية عملية قياس الاستدامة نتيجة اعتماد العديد من الشركات منهجية أكثر مسؤولية في عملياتها، ويمكن أن يوفر وجود إجراءات سلسة وإعداد التقارير حول الاستدامة مزيداً من الشفافية للمستثمرين والمشترين والجهات المعنية الأخرى. ويمكن لجميع الجهات المعنية تبني التزام جماعي ببناء مستقبل أكثر استدامة ومساءلة، من خلال وضع سياسات واضحة ومتسقة مع البيئة والمجتمع.