اخبار
خبير أثري يكشف كيفية اختيار الحُكام في عهد المصريين القدماء
السبت 09/ديسمبر/2023 - 07:06 م
طباعة
sada-elarab.com/708373
قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر، أن اختيار الحاكم في مصر القديمة، كان يسير وفقًا لتقاليد معينة، حيث كان ذلك بأكثر من طريقة، فنجد أولها بالميراث حيث يُحدد الملك من يخلفه في حياته وفي بعض الأحيان كان الملك يجعل خليفته يشترك معه في حكم البلاد أثناء حياته، أما عن الحالة الثانية كان تتم بواسطة المعبودات، فنجدها تختار من يتولى منصب الملك، وقد عرفنا ذلك من إشارة بردية "وستكار"، وبردية "هاريس"، أما الحالة الثالثة هي الأحلام التي تعتبر نبوءات مقدسة تخبر بتولي شخص ما منصب الملك مثل الرؤيا التي تركها "تحتمس الرابع" بين قدمي أبي الهول.
وأشار "عامر" أن الديانة والطقوس لعبت دورًا هامًا في حياة الملك، فكان الملك هو الكاهن الأعلي لكل الآلهة، ف دائمًا ما نجد الملك يصور في المناظر علي جدران المعابد وهو يقوم بتقديم القرابين للآلهة، ف الملك هو ابن هؤلاء الآلهة وما يقدمونه من خير للبلاد، فهو من أجل ابنهم وهذا يعني أن الملك يمثل وسيطاً بين البشر وبين الآلهة، وكان الملك وحده من دون الناس سوي الكاهن الأكبر هو المسموح له بالدخول إلي قدس الأقداس وهو وحده الذي يحق له فتح أبواب الهيكل الصغير ليري والده الإله، أما عن الأعمال الإدارية فكانت ترفع إليه تقارير عن كل صغيرة وكبيرة ليري فيها رأيه، كما كان هو الذي يشرف علي توزيع المنازل علي العمال، ويجوب البلاد بنفسه حال المباني والمحاجر ومحطات الآبار.
وتابع "عامر" أنه كان لابد من وجود موظفين كبراء يعاونون الملك في هذه الأعمال يأتي علي رأسهم الوزير الذي كان بمثابة رئيسًا للحكومة في عصرنا الحالي، وكان هناك المُبلغ الذي يبلغ الملك بكل ما يحدث في البلاد، وكان للملك مستشارين، ومنذ عصر الدولة الوسطي كان الملك إذا تقدم به العمر أشرك معه ابنه في الحكم، وكان الملك يدير البلاد ويدير شئونها من قصره، ومن هنا نجد أن القصر لم يكن مجرد مكان يقيم فيه وإنما كان مركزاً للشئون الإدارية كلها.