طباعة
sada-elarab.com/707352
لا شك أن فعالية تحيا مصر للتضامن مع فلسطين خرجت برسائل قوية للعالم أجمع بدأت بالمشهد الكبير لعشرات الآلاف فى ستاد القاهرة الدولى للتأكيد على أن جميع المصريين خلف القيادة السياسية فيما تتخذه من إجراءات لحماية الأمن القومى، وكذلك التأكيد على أن الشعب يسير فى نفس اتجاه الدولة تجاه القضية الفلسطينية.
من المؤكد أننا تابعنا كلمة الرئيس السيسى القوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإثبات موقف مصر الواضح فى دعم القضية الفلسطينية والوقوف أمام أى محاولات من شأنها تصفية القضية للأبد والاستيلاء على الأراضى الفلسطينية.
تطرق الرئيس فى كلمته إلى عدة نقاط لتأكيد أن دور مصر ليس أقوالا بل أفعالا، وفيما يتعلق بالمساعدات بلغت 12 ألف طن منها 8.4 ألف طن قدمتها الدولة المصرية بنسبة 70% من إجمالى المساعدات، وكذلك تحدث عن معبر رفح مؤكدا أنه لم يغلق أبدا ردا على ما أثير مؤخرا لكن حقيقة ما حدث كما كشفها الرئيس أن المعبر من الجانب الفلسطينى تعرض للقصف الإسرائيلى 4 مرات وكان من المهم الحفاظ على أرواح القائمين على إعداد المساعدات الإغاثية.
حديث الرئيس عن المعبر جاء لنفى الشائعات التى رددها البعض بأن مصر تخلت عن دورها فى إرسال المساعدات، وهو مخالف للواقع، لكن الموقف احتاج تنسيقا لمرور الشاحنات بأمان وبرعاية أمريكية، فضلا عن استقبال عشرات الإصابات والجرحى من الفلسطينيين على مدار الساعة عبر المعبر وعلاجهم فى المستشفيات المصرية وتوفير أفضل خدمة طبية.
لكن أقوى ما جاء فى الكلمة هو الخط الأحمر الجديد الذى أعلنه الرئيس السيسى فيما يتعلق بمحاولات التهجير القسرى لأهالى قطاع غزة إلى مصر، وأكد مجددا أن الوضع فى غزة مختلف تماما مقارنة بـ9 ملايين «ضيف» فى مصر كون دولهم موجودة لكن ليست مستقرة وكذلك أرضهم وباقية لهم على عكس غزة التى لو هاجر سكانها فلن يعودوا لها مرة أخرى، ليعلنها صراحة «التهجير بالنسبة لنا خط أحمر لن نقبل أو نسمح به.. لا تهجير للفلسطينيين فى قطاع غزة إلى مصر».
الخط الأحمر لم يكن الأول وسبق أن رسمه الرئيس عندما قال إن سرت والجفرة خط أحمر كون أمن ليبيا مرتبط بالأمن القومى المصرى وعدم السماح بأن يكون ورقة ضغط على القاهرة كما اعتقدت بعض القوى هناك التى لم تستطع تجاوزه، وسبقه خط أحمر آخر فى المياه الإقليمية المصرية شرق البحر المتوسط للدفاع عن حقوق مصر فى الغاز، قبل أن تعود تلك القوى وتمد يدها للقيادة السياسية نحو التعاون والتشارك.
رسائل الرئيس فى كلمته جاءت للتأكيد على أن موقف مصر منذ 7 أكتوبر الماضى قوى للغاية فى دعم القضية الفلسطينية ولا يمكن أن يزايد عليه أحد خاصة وأن مصر تتعامل مع الأمور بحكمة وعقلانية وليس ضعفا أو تهاونا وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى الذى اتخذ موقفا تاريخيا سيخلد فى صفحات تاريخه بالوقوف أمام محاولات التهجير القسرى للفلسطينيين.