طباعة
sada-elarab.com/697822
ما صدق الطلاب وأولياء الأمور من انتهاء العام الدراسي قبل نحو شهرين، ولكن المدرسين ماخلصهمش أن تلتقط الأسرة المصرية أنفاسها فإذا باعلانات السناتر تنتشر ع السوشيال ميديا عيني عينك لتعلن عودة التلامذة للهم تاني من أول أغسطس، حيث الدروس الخصوصية وإذا بمطابع الكتب الخارجية تهاجم المكتبات بكتب أسعارها لا تناسب سوي رجال الأعمال وأثرياء مصر امام صمت الجميع واستسلام ملايين الأسر المصرية لسياسة الأمر الواقع الذي فرضه المدرسين ممن تضخمت ثرواتهم من دم وجيوب الشعب دون رادع ما ذنبا وأولادنا الذين يهرولون في الشوارع في حرارة لم تشهدها مصر من قبل.
الدولة مشكورة تحاول تحسين وضع المدارس في حدود الإمكانات المتاحة وتحاول إلا تقترب من مجانية التعليم ولكن المدرسين ضربوا المجانية في مقتل بحرب الدروس الخصوصية وأصحاب مطابع الكتب الخارجية اكملوا المنظومة التي حولت التعليم لسبوبة.
كنت في مكتبه أقوم بشراء كتب لابنتي ووجدت طفل يبكي بيد أمه تريد شراء عدة كتب تجاوز ثمنها ألف جنيه وهي لا تملك هذا المبلغ وأبنها يبكي بيدها ويقول لها مش عاوز أتعلم حاطلع من المدرسة وأروح ورشة أتعلم صنعه، تلك الكلمات كانت سهام أصابت قلبي من هذا الصغير هل عدنا لعهد ما قبل ثورة يوليو هل أصبح التعليم ليس من حق الجميع هل أصبح المواطن فريسه لجشع المعلم وأصحاب المطابع لابد من تدخل حاسم وحازم من قبل الجهات المعنية لأن هذا أمر أقل ما يوصف أنه ترسيخ للعنصرية والطبقية التي قد تدمر المجتمع.
بعض الأسر اتجهت لشراء كتب قديمة من الروبابيكيا لعدم قدرتها علي شراء الجديد منها ولكن ما ذنب التلميذ أن يشعر بأنه أقل من زميله الذي يجلس بجانبه ويتحسر ما ذنب ولي الأمر أن يظهر بالرجل العاجز أمام طفله الصغير وأن ينكسر في نظره لأنه لا يستطيع شراء كتاب له الأمر جد خطير ومردوده النفسي خطير علي المجتمع ولابد من التدخل السريع لإنقاذ أولادنا من الدمار النفسي ، الناتج عن معركة الدروس الخصوصية وغلاء الكتاب الخارجي ما المانع أن تتوقف وزارة التعليم عن طباعة الكتب وتتسلم الكتاب الخارجي من أصحاب المطابع وتسلمها للتلاميذ بسعر معقول ما المانع أن تجرم الدروس الخصوصية بعقوبات رادعة حتي يعود الطالب والمعلم لمدرسته ويكون البديل المجموعات المدرسية فقط حتي تتوقف معركه الدروس الخصوصية ويتمتع الجميع بقدر متوازن من التعليم.