تعقد غداً الإثنين 14 أغسطس، قمة العلمين الثلاثية المصرية، الأردنية، الفلسطينية، والتي تهدف إلى "التشاور تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية".
قمة العلمين الثلاثية
ومن جانبه، قال سفير دولة فلسطين بمصر دياب اللوح، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيصل إلى جمهورية مصر العربية اليوم الأحد في زيارة رسمية تلبية لدعوة شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في أعمال القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية.
وأكد السفير دياب اللوح، بحسب بيان لسفارة دولة فلسطين في القاهرة، أن لقاء قمة ثلاثية سيجمع الرئيس محمود عباس مع شقيقيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مدينة العلمين، تجسيدًا للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية ولتوحيد الرؤى بين القادة الثلاثة للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية، وعملًا على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
وعبر السفير دياب اللوح عن شكره للشقيقة الكبرى مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، لاستضافة هذه القمة ومساعيها المقدرة لدعم الشعب الفلسطيني، ونصرة قضيته العادلة على درب الحرية والاستقلال، كما أعرب عن تقدير فلسطين قيادة وشعبا للجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، دفاعا عن القدس ومقدساتها.
وكان الرئيس السيسي قد استقبل نظيره الفلسطيني نهاية الشهر الماضي، كما استقبل ملك الأردن الملك عبد الله الثاني، أبو مازن، في عمان، قبل أيام، وأكدت القمتين في مصر والأردن مع رئيس فلسطين، دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، إن القمة الثلاثية التي تعقد اليوم في العلمين، تأتي لتنسيق المواقف لمواجهة الاحتلال الذي انقلب على مخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القمة ستناقش اعتداءات الاحتلال على المقدسات ورغبة المتطرفين اليهود بذبح البقرة الحمراء التي جلبوها من الولايات المتحدة الأمريكية داخل الحوض المقدس وحرقها كمبادرة من اليهود المتطرفين لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم كما تقول خزعبلاتهم.
وتابع الرقب أن هذا السلوك قد يفجر صراعًا دينيًا في المنطقة، وسيتم تنسيق المواقف ليس فقط للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، ولكن أيضًا التحرك للضغط على البيت الأبيض لثني الاحتلال عن هذا السلوك العدواني ضد الشعب الفلسطيني، وقد يتم ترتيب لقاء قريب بحضور الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة مصر والأردن وفلسطين والاحتلال الإسرائيلي لإكمال ما تم الاتفاق عليه في لقاء شرم الشيخ. مؤكداً أن هذا الاجتماع الطارئ لا يأتي إلا لمناقشة أمر كبير وترتيب مواقف دول لها دور كبير في القضية الفلسطينية.
محاربة الديمقراطية الفلسطينية
وقبل أيام، عقد في مدينة العلمين اجتماع الفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس الفلسطيني، لاستكمال "الحوار حول القضايا والملفات المختلفة بهدف الوصول إلى إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وبعدها عقدت قمة مصرية فلسطينية بين الرئيس السيسي وعباس، ناقشت سبل تنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، خاصةً ما يتعلق بإعادة إحياء عملية السلام، حيث تم التشديد على "ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار الجهود لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين".
وأكدت القمة "التشديد على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب المنطقة".
واستضافت كل من مدينة العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية اجتماعات مشابهة خلال شهري فبراير، ومارس الماضيين، إذ جرى الإعلان عن وقف الإجراءات الأحادية وتجميد الاستيطان، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بذلك. وتوقفت منذ أبريل 2014، المفاوضات بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية قد دعا الثلاثاء الماضي "الكونجرس إلى الضغط على إسرائيل للسماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية بحيث تشمل القدس، وفقاً للاتفاقيات الموقعة"، معتبرًا أن "عدم سماح إسرائيل بذلك يعد محاولة لمحاربة الديمقراطية الفلسطينية".
ويذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وعدت في أكثر من مناسبة، بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي أغلقته الخارجية الأمريكية عام 2018، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة، التي أغلقها الرئيس السابق، دونالد ترامب، عام 2019، وهو ما لم يتم حتى الآن.