طباعة
sada-elarab.com/691035
الضيف من الدولة الخليجية الشقيقة الذي زار شارع صعصعة بالمنامة، وحاول في مقطع فيديو صغير أن يبعث طرفة وبسمة ويقارن بين شارع في البحرين ونظيره في دولته، لم يأتِنا بشيء غريب أو غير مألوف بل إنها حلقة ضمن مسلسل تتكرر مشاهده يومياً منذ عشرات السنين.
لكن الغريب والذي لفت انتباهي وانتباه الكثيرين هو ردة فعل الجهات المعنية والذين أصابتهم فزعة وصعقة كهربائية ليتحركوا في اليوم التالي ويتم القبض على الباعة المخالفين في هذا الشارع المسمى بشارع صعصعة، ويتم نشر صور للمفتشين وبيان صحفي مُحكم، بأنه قد تم التعامل مع المشكلة وحلها جذرياً.
لكن نسيت أن أذكر لكم أنني عندما بحثت عن تفاصيل الخبر، اكتشفت أن هناك أخباراً منشورة في حقب زمنية سابقة تتحدث عن نفس المشكلة وفي ذات الشارع، فمن خلال بحث بسيط على محرك البحث عثرت على خبر في عام 2021 وآخر قبله في عام 2020، يتطرق كل خبر منهما عن نفس القضية والإجراءات المتخذة في اليوم التالي.
لقد استفاضت الصحافة البحرينية في كتابة أخبار وتقارير عن الباعة المخالفين في شوارع المملكة، ولم يكن لدى الجهة المسؤولة نفس ردة الفعل التي حدثت مع دقيقة البث التي سجلها أخونا الكويتي من هاتفه، فهل يتحرك المسؤولون بقوة تبعاً لمصدر المحتوى، ومدى تداوله وتناقله بين الناس؟
والأكثر غرابة في الأمر هو أننا لم نصل إلى حل للمشكلة، بل أكاد أجزم أن هؤلاء الباعة قد عادوا إلى أماكنهم بعد سويعات من الحملة التفتيشية، ولو قمنا بزيارة سريعة مع كاميرا هاتف -بحريني وليس خليجياً– لشارع صعصعة لرأيناه قد عاد لطبيعته المتعارف عليها منذ سنين.
أرجو من الجهة المعنية أن تترك عنها الحملات التفتيشية الطارئة، وتضع خطة لمنع تكرار الظاهرة أو عودتها مرة أخرى، كما أرجو منهم أن يتابعوا الصحافة المحلية بدلاً من البحث عن مقاطع فيديو عفوية من زائرين للبحرين، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، وصحافتنا تحملت المسؤولية منذ زمن للدفاع عن البحرين والحفاظ على جمالها.
أمر أخير بالنسبة لأخينا صاحب مقطع الفيديو، فقد انتقده أهل بلاده على فعلته، رغم أنه لم يقصد الإساءة للبحرين، وخرج أبناء بلده يدافعون عن البحرين كعادة الأشقاء، ودعا أحدهم أخانا صاحب مقطع الفيديو لكي يطلعه على شوارع مماثلة في بلده، فشكراً لأهلنا هناك ولا تثريب على أخينا الزائر.
قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية