طباعة
sada-elarab.com/687928
يمثل مجلس التعاون الخليجي أهمية قصوى للدول الأعضاء في كونه المحيط الجامع لكل الأفكار، والمنصة الحافظة للمصالح المشتركة لشعوب تلك الدول، وهذا ما يحلم به كل مواطن خليجي ويأمله من المجلس الموقر.
ولقد حدد النظام الأساسي للمجلس عدة أهداف من أبرزها: تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في الميادين جميعها وصولا إلى وحدتها، وتوثيق الروابط بين شعوبها، وذلك من خلال وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية، والتجارية والجمارك والمواصلات، وفي الشؤون التعليمية والثقافية، والاجتماعية والصحية، والإعلامية والسـياحية والتشـريعية والإدارية والدفع بعجلـة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية، وإنشاء مراكـز بحـوث علميـة وإقامـة مشـاريع مشـتركة، وتشـجيع تعـاون القطاع الخاص.
هذه الأهداف تحقق منها الكثير في عمر المجلس، وبذل فيها رجال أوفياء جهوداً مخلصة لكي يتم ترجمتها إلى حقائق على الأرض، ويواصل هؤلاء الرجال العمل في صمت مفعم بالإنجاز.
ولذلك أجد أن أمانة المجلس يتطلب منها الكثير في تعريف أصحاب المصلحة من شعوب دول التعاون، بالجهود المبذولة والعمل اليومي الذي ينشغل به المسؤولون والعاملون في الأمانة، وإداراتها، وكافة التفاصيل التي لا يتم الكشف عنها إلا ضمن تصريحات مختصرة لا تعطي لهؤلاء المسؤولين حقهم الذي يستحقونه من إشادة ودعم.
كذلك يحتاج مجلس دول التعاون إلى جرعة تنشيطية من العمل الدولي، وخاصة أن التقارير الدولية اليوم ترى أننا الدول الوحيدة في هذا الكون التي لم تعانِ من الركود أو التضخم، بل إنهم يحسدوننا على الازدهار الذي تشهده دول المجلس بالمقارنة مع دول كانت قبل أشهر توصف بالعظمى أو الدول صاحبة القرار العالمي والتي تسير الأمر من بعد الله.
لقد بدأت الشمس تغيب عن الغرب لتشرق في أرضنا، ونحن اليوم نمثل بقيادات دول مجلس التعاون الخليجي، قوة مؤثرة لها قرارها الخاص بها الذي يرعى مصالح شعوبها، وتبدلت موازين القوى ومازالت خريطة العالم يعاد رسمها لتظهر قوى أخرى عظمى، وسيكون لدول مجلس التعاون نصيب كبير في هذه الخارطة ونسب توزيع القوى فيها.
لكن يبقى أن نعظم من قوة المجلس ونعزز من الوحدة الخليجية أكثر وننظر إلى المستقبل بعين ترى الواقع وتتحدث بلغته، فالعالم اليوم نصف إنجازاته إعلامية، وما أكثر الأخبار المضخمة في وسائل الإعلام بينما لا أثر لها في الواقع! ولهذا وجب علينا إيلاء الإعلام أهمية كبيرة في عمل أمانة المجلس؛ لكي يعلم الجميع قدرنا بالطريقة التي تعزز مكاسبنا الدولية.