طباعة
sada-elarab.com/680995
لا ينكر أيا كان دور الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من قبل ومن بعد جهودها التاريخية وعلى مدى فترات ماضية على لم الشمل العربي بكل ما أوتيت من قوة وجهد ومسعى حقيقي وفعال.
وبذلت الكثير من الجهود المضنية لتحقيق تلك الغاية المنشودة، وذلك من واقع يقينها التام بأن هذا الهدف يخدم واقع الأمة العربية ويرفع من شأنها بين الأمم والمجتمعات والدول في العام أجمع.
وبالتالي فإننا هنا لسنا في معرض أن نذكر تلك الجهود أو نحصيها فهي متعددة وكبيرة. ولكن أشرنا إليها هنا من وحي المناسبة وهي عقد القمة العربية القادمة في المملكة العربية السعودية والمقررة في مايو القادم، فبالإضافة للعديد من الموضوعات المعتادة.
يأتي على رأس تلك الموضوعات وعلى الصعيد السياسي لم الشمل العربي الذي يشكل أهمية بالغة لكافة دوله لإرساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني على صعيد تلك الدول، كما وأنه من المتوقع أن تحقق تلك القمة مفاعيلاً وترددات إيجابية تنعكس على سائر الملفات المطروحة في المنطقة.
وفي جميع الأحوال فإن تقدير المراقبين السياسيين لتلك القمة تؤكد ارتفاع كما أسلفنا على أكثر من صعيد وتخفف من التوترات التي حصلت في الماضي وعطلت الكثير من المسارات السياسية والاقتصادية والتنموية.
وهي بالتالي تشكل جهوداً مشكورة للمملكة في هذا السياق وهو أمر له أهمية قصوى خصوصا في ظل المرحلة الحالية من عمر الأمة العربية وطوال مؤتمرات القمة التي عقدت في السابق.
ومن جانب آخر نقول بأن تلك القمة جاءت في وقتها المناسب بالنظر لواقع الامة العربية في هذه الفترة العصيبة من عمرها التي تتطلبها وجود مثل هكذا قمة في هذا الوقت بالذات. فقد آن الأوان للتهدئة والسعي لتحقيق أفضل الظروف المواتية لأحوال الدول العربية التي عانت في الماضي من الكثير من عدم الاستقرار الكامل لها في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والتي تتأثر بها بطبيعة الحال وتعطل الكثير من تطورها ونموها بما يتناسب ومقتضيات الظروف.
ومن ناحية أخرى نقول بأن نثني على جهود المملكة في رأب الصدع العربي وتقريب وجهات النظر والعمل على لم الشمل العربي، وأن يكتب النجاح لتلك القمة بما يحقق مصلحة الأمة العربية جمعاء في ظل التحديات التي تشهدها في هذه المرحلة من عمر المنطقة بشكل عام. فنتمنى من الله العلي القدي أن يسدد خطى قادة المملكة العربية السعودية لتحقيق كل خير وأمن وأمان للأمة العربية جمعاء. وصولاً لتحقيق رأب الصدع والتوفيق بين دولها.
والله الموفق.
بقلم الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي
كاتب كويتي