فن وثقافة
"اعترافات نص الليل".. الكاتب الصحفى جمال قنديل يروى تفاصيل كتابه الجديد
الأحد 29/يناير/2023 - 12:32 م
طباعة
sada-elarab.com/673124
الزواج حلم يداعب خيال كل الفتيات والشباب، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التى تواجه الشباب وزحمة الحياة وتعدد المسئوليات يكاد هذا الحلم الجميل أن يتوارى، بل يوشك أحيانا أن يتحول إلى سراب تلهث وراءه الفتاة حتى تنقذ نفسها من شبح العنوسة الذى أصبح رقما مخيفا يهدد أمن واستقرار المجتمع سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية ، وصار يشكل خطرا كبيرا من الناحية الأمنية..
هذا ما عبر عنه الكاتب الصحفى جمال قنديل من خلال أحدث إصداراته (اعترافات نصف الليل ) وهو يبرز فيه اعترافات نسائية خطيرة من خلال عمله الصحفى الذى امتد لأ كثر من ثلاثين عاما ويروى في هذا الكتاب قصصا من واقع الحياة عن مغامرات الشباب والفتيات ومعارك الازواج داخل أروقة المحاكم ودهاليز النيابات واسرار غرف النوم وغيرها ممن يندى له الجبين بجانب حكايات يرويها الرجال دون حياء وايضا الزوجات اللائى رفعن برقع الحياء طمعا في تحقيق انتصار زائف تدفع ثمنه الاسرة المنهارة وقصص الكتاب تعتبر وثيقة جديدو لكل شاب وفتاة بل كل زوج وزوجة يفكران في الانفصال ويرز الكاتب ان التمسك بأخلاق الزمن الجميل هى طوق النجاة للجميع وبدونها ستغرق السفينة .
وتعتبر أرقام وإحصائيات الزواج والطلاق وحدها كفيلة بإبراز حجم المشكلة ، ومدى المخاوف والهواجس التي تفرض نفسها بقوة على مستوى نخبة المثقفين وعلماء النفس والاجتماع ، بل أيضا على مستوى الصفوة السياسية ,وربما كان من الضروري أن نشير إلى أن الانحلال الخلقي والزواج العرفي ليس الطريق الحتمي لهروب الفتاة العانس من دوامات القلق والخوف والاكتئاب ، فمن البديهي أن ذلك يرتبط في نهاية المطاف بمدى تدينها وبثقافتها وتعليمها ، بالإضافة إلى طبيعة شخصيتها.
هذا الكتاب خلاصة تجربة عاشها المؤلف صحفيا داخل قاعات المحاكم وأقسام الشرطة بحثا عن الخبر المفيد والقصة الإنسانية الرائعة لكن قضايا الأحوال الشخصية كان محط اهتمامى لما فيها من عبرة لكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج والحقيقة أننى شاهدت بحكم عملى الصحفى واطلاعي على أوراق القضايا صراعا مريرا بين الرجل والمرأة، وكثيرا ما تساءلت هل المرأة ضحية الرجل ،أم العكس ؟00فهناك نساء استمررن في حياتهن الزوجية ما يقرب من نصف قرن ، وتكون نهاية هذه العشرة الطويلة الطلاق أو الخلع00 وأحيانا يكون الطلاق أو الخلع رغم أنه يعتبر جريمة اجتماعية لا يعاقب عليها القانون حلا سهلا دون إراقة دماء بين الزوجين .
عزيزي القارئ إنها ليست كلمات يضمها كتاب وإنما هى رحلة صحفية امتدت لثلاثين عاما حملت الكثير من المعاني والمتناقضات عاشها المؤلف بين أروقة المحاكم وشاهد فيها قصصا أغرب من الخيال تقشعر منها الأبدان ،لكنها فى النهاية حقيقة من واقع الحياة التى نعيشها ، سوف تشاهد على صفحات هذا الكتاب نماذج من النساء اللائي سعين للحصول على الطلاق أو الخلع بشتى الطرق دون اعتراف بحياء الأنثى أو خجلها الزائد الذي اشتهر به المجتمع الشرقي0
هيا بنا نبحر معا فى صفحات هذا الكتاب وندخل دون استئذان فى حياة الكثير من الرجال والنساء،وخاصة الحياة الخاصة جدا والتى أصبح الدخول إليها مستباحا الآن فى ظل قوانين الأحوال الشخصية التى تتغير وتتبدل مع الزمن ، فلنبحر سويا لنعرف أدق الأسرار التى دارت فى حجرة المداولة بالمحكمة ،ونقرأ العبارات والجمل التى قيلت عن خصوصيات الزوجين ،لنعرف فى النهاية أن كليهما يخرج من المعركة مهزوما0 هناك حقيقة أنني لم أسع للحصول علي تقديم لهذا الكتاب من أحد عمالقة الصحافة ،فقد رأيت أن يقدم العمل نفسه بنفسه ، ويكفيني فطنه وذكاء القراء الأعزاء ليستخلصوا بأنفسهم الجديد والمفيد من هذا الكتاب ، وأخيرا رأيت أن تكون صفحات هذا الكتاب شاهدا على هذا العصر الذي يختلف عن الماضي الجميل فى العلاقة الزوجية وعلاقة الأشقاء بعضهم ببعض ،بل أيضا علاقات طلبة الجامعة الآن التى تضمها صفحات هذا الكتاب ، ولم أنس علاقة الأم والأب بالأولاد00 ويسعدني أن أهدى هذا العمل إلى جميع الشباب والشيوخ آملا أن أكون قد حققت شيئا مفيدا للجميع والله هو الموفق