استوقفني مشهدين خلال مونديال قطر، عزف خلالهما الزمن على"سيموفنية الخيانة"، وأثبت أن البشرية ستبقى ضعيفة أمامه.
المشهد الأول ل"كريستيانو رونالدو" الذى خرج باكيا، عقب الهزيمة من المغرب، لم يكن بكاء على الهزيمة فقط، بل على القهر الذى تعرض له من مدرب منتخب بلاده، وعدم مشاركته أساسيا، والخروج بهذه الصورة فى "الظهور الأخير" له فى المونديال، والذي يتواكب مع فسخ تعاقده مع مانشستر يونايتد، ولم يعد على ذمة أى ناد.
وكأن "سماء الزمن" قررت أن تمطر فوق رأس رونالدو ب"الهزائم المتتالية"، وخرج "كريستيانو" فى تصريحات إعلامية ليقول: "أنا حزين..وبكيت كثيرا..وأحتاج إلى دعمكم"..أتدرون من الذى يتحدث بهذا "القهر" هو أحد أعظم لاعبى العالم..ورجل الأعمال الذى يملك مئات الملايين من الدولارات.. وصاحب سلسلة فنادق عالمية، فلا التاريخ ولا المال ولا النجومية، استطاعوا حمايته من"لدغة الزمن" و"الأحساس بالقهر".
كم نحن ضعفاء أمام "عقارب الساعة" التى تدور ولا ندرى, إلى أين ستذهب بنا؟ وماذا ستفعل بنا؟
لا أخفى عليكم سر، لقد حزنت بشدة على هذه النهاية المأساوية ل"رونالدو"، وأرى أنه لاعب يعتلى قمة بمفرده فى عالم كرة القدم، فلست هنا بصدد مقارنته ب"ميسى" ولا "مارادونا"، أو "بيليه"، فهؤلاء نزلت عليهم الموهبة من السماء، ولم يجتهدوا، بينما "رونالدو" بنصف هذه الموهبة "نحت فى صخر الجبال" لينافس ميسي، ولم يمنح النجم الأرجنتيني فرصة اعتلاء القمة بمفرده، طيلة السنوات الماضية.
ما حدث ل"رونالدو" رسالة بأن الزمن إذا أراد أن يقسو على أحد، فلن يستطيع أحد مقاومته، وسيكون مجرد "فريسة سهلة" أمامه.
بينما المشهد الثانى فى مسلسل "خيانة الزمن"، هو ظهور المعلم حسن شحاتة، فى مدرجات ملاعب الدوحة، وهو يمشى بصعوبة، ويتكىء على الصقر أحمد حسن، فهل هذا هو "المعلم" الذى كان "يتنطط" فى الملاعب، عندما كان يدرب المنتخب؟!!
أنها "خيانة الزمن" ياسادة..ليس إلا.