طباعة
sada-elarab.com/667416
ظاهرة الغش تفشت ، وتحولت لمنهج حياتي عند الكثيرين ، فصار الغشوالتزوير مستباحا عند الكثيرين بعد اعتمادهم لمنهج " الغاية تبرر الوسيلة " ،الأمر الخطير الذي أصبح من جملة المناكير الخطيرة التي تحتاج إلى إنكار ..
_وهذا ما دفع أستاذنا د. ياسر حسن أن يجهر بتلك الكلمات المدوية ، فيقول:
لم تعد ظاهرة الغش على مستوى المراحل الابتدائية فحسب ، بل تجاوزتها إلىالثانوية و الجامعة .
_فكم من طالب قدّم بحثا ليس له منه إلا كتابة الاسم على الغلاف ؟
_و كم من طالب قدّم مشروعاً ، و لا يعرف عمّا فيه شيئاً ؟
_وإن تعجب..فعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطلاب ، فيرمي من لم يغشبأنه معقد ، و متخلف ، و...... الخ .. .
_و لربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعده على الغش بأنه لا يعرفمعنى الأخوة و لا التعاون .
_هذه الظاهرة التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجالاتشتى .
_نعم لما عاش كثير من طلابنا فصاما نكداً بين العلم و العمل ، ترى كثيرا منهميحاول الغش في الامتحانات ، فإذا ذكرته بالله ورسوله فإن ذلك لا يحرك فيهساكناً .
_لأنه قد استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه و بين العمل الذييجب أن يأتي بعد هذا العلم .
_و لا أبالغ إن قلت :
إن ظاهرة استحلال الغش قد تسرّبت إلى بعض المدرسين و المراقبين .
_أيها الكرام :
تذكروا قول الرسول صلى الله عليه و سلم :
( مَنْ غش فليس منا ) ...رواه البخاري
_ لاحظ أن الرسول قال :
( مَن غش ) ليشمل كل صور الغش ، كبيره و حقيره ، في المواد الشرعية أوالأجنبية ، فكل ذلك داخل في الحديث .
_فهل ترضي أن يتبرأ منك النبي "صلى الله عليه و سلم "؟
_وأي خير ترتجي إذا تخلى عنك الرسول صلى الله عليه و سلم و أعلن البراءةمنك .
_ تذكر أنك بمجرد تفكيرك في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلىبها ....ألا و هي الإخلاص لله ؛فلا يكن همك هو تحصيل الدرجات و الشهادةفقط ، ولو بطريق زائف محرّم ...
_ هل تدري أي خطر في هذا ؟
__
إن هذه العلوم التي تدرسها ، وتنفق فيها الساعات الطوال ؛_و إن كانت منعلوم الدنيا _ فقد ضيّعت على نفسك أعظم الأجر .
_و إن كان فيها بعض العلوم شرعية ( كالفقه و الحديث..) (وهي مما يجبابتغائها لوجه لله )، فلو طلبها العبد لغير الله فيُخشى أن يكون من أصحاب هذاالحديث :
( مَنْ تعلم علماً مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا لغرض من أغراض الدنيازائل ، لم يرح رائحة الجنة ) . ...يا لله ؛ لم يرح رائحة الجنة !
_و أعظم من ذلك كله ، أنك جعلت الله أهون الناظرين إليك .
نعم جعلت الله الذي ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ) أهون من المراقب.
_كم من طالب لو وقف المراقب بجواره لأصبح قلبه يرتجف ، و أوصاله تضطرب، و العرق يتحدر من جبينه ، وبمجرد أن يبتعد المراقب عنه تراه يسترق النظرات، ويكرر المحاولات للغش و الخداع .
_أو ليس حاله يقول :
يا رب أنت عندي أهون من هذا المراقب .
يا رب أنا أخشي المراقب أعظم و أكثر منك .
_ أخي الطالب ....تذكر :
أن الشهادة التي تحصل عليها عن طريق الغش، و التي قد تكون سبباً فيتوظيفك هي شهادة مزورة ، و بالتالي فسوف يكون الراتب حراماً ،
أو فيه شبهة حرام...
_ أتدري معنى أن يكون مالك من حرام ؟
يعني أنك سوف تغذي أبناءك بالحرام ، و زوجك بالحرام ، وهذا من موانع إجابةالدعاء ..
_ شبهات وسلوكيات لا بد من التنبيه عليها :
__
١_ أن بعض الطلاب يوسوس إليه الشياطين فيقولون له : أنت لا تغش ، و لكنتغشش غيرك ، وهذا أهون .
_فأقول :
لا والله ليس بأهون بل هو أخطر .
_فإنك إن غششت ، ثم تبت فإنك قد تعمل لتصحح شهادتك ، لكن إذا غشّشتغيرك ، ثم تبت أنت من ذلك ، فأني لك التأكد من أن مَنْ غششته سوف يتوب ،وأنى لك أن تعلمه أن أكله قد يكون من حرام .
٢_و نقطة أخرى :
أن بعض الطلاب اعتاد السلبية فتراه يرى غيره يغش و لا يحرك ساكناً ، بلربما قال : هذا ليس من شأني ، فأنا و الحمد لله لا أغش .
_و هذا في الحقيقة شيطان أخرس ، لأنه رأى منكرا و لم يغيّره ،
و الواجب عليه أن ينصح ذلك الطالب ، فإن لم يستطع ذلك ، فيجب أن يبلّغالمراقب ، و أن لا تأخذه في الله لومة لائم ، و لا يخش إلا الله .
٣_ وأخيرا ..
لكل من يسهّل أمر الغش ، أقول له :
أنت قد تكون سبباً في أن يعيش هذا الطالب بعد دراسته في " متتالية الغش " ، فيستحل الغش والتزوير بعد ذلك في كل ما سيستقبله في حياته.
بقلم د/سهير سيد محمد
خبير تعليمي و تربوي __