عربي وعالمي
مصر والإمارات والسعودية تستعرض تجربتها في إصلاح التعليم في الجامعات
الخميس 08/ديسمبر/2022 - 04:43 م
طباعة
sada-elarab.com/667269
استعرضت مصر والإمارات والسعودية تجربتهم في إصلاح التعليم خلال أعمال المؤتمر السنوي العلمي الدولي الثاني عشر ويعقده الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة تحت رعاية جامعة الدول العربية بالقاهرة خلال يومي 7- 8 ديسمبر 2022 ويناقش" التعليم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة" – (استدامة النمو في العالم العربي).
وعرض الدكتور محمد فكري خضر نائب رئيس جامعة الازهر تجربتها في تطويرالتعليم الثانوي من خلال توجيه الانتباه إلى أهمية التعليم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال: تعزيز الوعي والاهتمام بالقضايا الاقتصادية والسياسية والبيئية المتعلقة بالتنمية وتطوير المناهج لتزويد الطلاب بفرص كافية للابتكار والابداع والتفكير النقدي وإحياء المراكز الاستكشافية في بالأزهر لدعم المواهب، وتوفير فرص التطوير المهني المستدام للمعلمين لرفع مستواهم التعليمي وتوفير تكنولوجيا محددة للطلاب ذوي الإعاقة وإقامة العديد من المؤتمرات الخاصة بالتنمية المستدامة للمساهمة في كافة المؤتمرات الخاصة بذلك، ونشر ثقافة الجودة بين جميع منسوبي الأزهر بحيث تصبح أسلوب حياة، وتحديث وتطوير رقمنة الوحدات ذات الطابع الخاص. وضع سياسات لتحفيز المشاركة المجتمعية لتمويل التعليم الأزهري وتطوير أساليب التقويم من خلال اعتماد نظام التقويم الشامل كما يؤكد الأزهر الشريف على تعليم الوافدين والتحول الرقمي، ليواكب أجندة التنمية المستدامة مصر 2030 والذي يعد استجابة لتوجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية نحو تحديث منظومة التعليم في مصر، والمشاركة المجتمعية محليا ودوليا من خلال القيام بالقوافل الطبية والاجتماعية في ظل برنامج حياة كريمة بالتعاون بين مشيخة الأزهر، وجامعة الأزهر، وتطبيق نظام الكتاب الاليكتروني التفاعلي.
واستعرض الاستاذ الدكتور جمال سوسة رئيس جامعة بنها تجربة الجامعة في التعليم والتنمية المستدامة تطبيقا على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وقال في ورقة العمل المقدمة "إننا في جامعة بنها نستخدم استراتيجيات متطورة ومستدامة، نستثمر عبقرية المكان والانسان لتحقيق التنمية والارتقاء بجودة الحياه والحفاظ علي حق الاجيال القادمة في الموارد، إن التنمية الشاملة والمتطورة في أي بلد هي إحدى الدعائم الأساسية للقوة الاقتصادية".
وأضاف "هدفنا تقديم تعليم جيد ( الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة):لدينا قناعة بأن التعليم هو أحد أكثر الوسائل قوة وثباتا لتحقيق التنمية المستدامة. من خلال تفعيل نظم الجودة فى التعليم وحصول معظم كليات الجامعة علي شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان الجودة و الاعتماد، تطوير البرامج واستحداث برامج بينية جديدة بما يتواكب مع تطور العصر واحتياجات وظائف المستقبل ، التوأمة بين الجامعات وخاصة الدولية، تفعيل مراكز اللغات الاجنبية مركز المعلومات والخدمات البحثية، ووحدات تكنولوجيا المعلومات ،تفعيل منصة الجامعة للتعليم عن بعد ومركز التعليم الالكتروني كنموذج رائد قامت به الجامعات المصرية أثناء جائحة كرونا".
و"لهذا نولى اهتماما بزيادة تمويل صندوق حساب البحوث العلمية بجامعة بنها لدعم المشروعات القومية والبحثية، تفعيل مكتب دعم الابتكار ونقل وتسويق التكنولوجيا بجامعة بنها ( مشروع مشترك بين أكاديمية البحث العلمى وجامعة بنها)، نؤكد على تكثيف العمل فى الحاضنات التكنولوجية وتكوين شركات ناشئة".
"نهتم بتنفيذ المبادرات الرئاسية لتنمية المهارات الفنية لطلاب التعليم الفني ( مبادرة صنايعية مصر)، نؤكد على تفعيل دور جامعة الطفل ( مشروع مشترك بين أكاديمية البحث العلمى وجامعة بنها) فى تنمية مهارات الطلاب العلمية والتطبيقية بكليات جامعة بنها.
نهتم بالمشاركة المجتمعية وترسيخ دور وسمعة الجامعة في المجتمع من خلال المشاركة الفعالة فى المبادرات الرئاسية وعلى رأسها مبـــادرة حيــــاة كريمـــة التى تعد أعظم مبادرة على مستوى العالم توفر حياة كريمة للمواطنين.
فيما يخص الهدف الأول والثانى (القضاء على الفقر، القضاء على الجوع) تقوم جامعة بنها بدور فعال لسد الفجوة الغذائية وتحقيق مبدأ الأمن الغذائى من خلال التطبيقات الحديثة للبحث العلمى والتوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية ( القمح - الذرة ) .
نتبنى أيقونة جامعة بنها ، جامعة منتجة، وتوسعنا في مشروعات الاستزراع السمكي والزراعات المحمية المطورة تكنولوجيا، ونقيم المعارض السنوية لمنتجاتنا الغذائية، ونعمل على استنباط سلالات واصناف جدبدة ، ونهتم بوضع حلول واقعية لمكافحة التصحر والحفاظ علي الاراضي ، فى مجال الصحة الجيدة والرفاه( الهدف الثالث): نؤكد على أن الانسان هو المحرك الرئيسى للتنمية، لذلك تسعي جامعة بنها لتحقيق التغطية الصحية الشاملة لمنسوبى الجامعة ، كما نعمل على توسعة وتطوير المستشفي الجامعي، واستكمال إنشاء المستشفى الجامعى الجديد على مساحة 900 متر مربع، ونهتم بتطوير الوحدات الصحية التى تقدم خدمات صحية لطلاب بالكليات.
بهتم باستدامة القوافل المتكاملة( طبية، تمريضية، إرشاد نسائى، علاج طبيعى، قوافل بيطرية، قوافل لرصد الملوثات البيئية، قوافل تثقيفية ورياضية وزراعية) التي تخدم المجتمع في قري محافظة القليوبية وقرى مبادرة حياة كريمة (36قرية مركز شبين القناطر).
فى مجال المياة النظيفة والنظافة الصحية( الهدف السادس) : تسعي الجامعة لتحقيق هذا الهدف من خلال محور الموارد المائية وكيفية المحافظة عليها الموجود في الخطة البحثية للجامعة والدولة.
واكد على إن الحقيقة التى لا تحتاج إلى تأكيد، مفادها أن التنمية المستدامة عملية تحول المجتمع في سلوكه وتصرفاته، وهذا الأمر لا يتم بقانون ولا بتغيير في الدستور، ولابقرار إداري، ذلك أن التنمية لا تتم إلا بوجود مؤسسات تعرف ماذا تريد، تحتوى علماء معارفهم العلمية متقدمة ، ويعملون على نشر هذه المعارف من أجل إيجاد رأي عام مستنير ، إنها الجامعات .
ورسالة الجامعة لا تقف عند حدود التعليم والتدريب فحسب ، بل تمتد لتشمل دعم متطلبات النماء والانتماء والبناء والتنمية والتحديث والتطوير.
لذا فتحقيق التنمية المستدامة من أبرز تحديات التعليم بوجه عام والتعليم العالي بوجه خاص لما تملكه الجامعات من طاقات بحثية وإنتاجية تساهم في التنمية المستدامة وصولا إلى مخرجات مفيدة تساهم في زيادة الانتاج ، لهذا كان لزاما على الجامعات بأن يكون لديها دور رئيسي في تطوير الصناعة وتحقيق التنمية المستدامة، وأشار إلى ان جامعة بنها تسعى دائما لخلق خريج متميز، معتز بذاته وفخور بتاريخ بلاده".
كما استعرض الدكتور محمد العثمني رئيس اكاديمة العلوم الشرطية بالشارقة تجربة الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة بشكل عام والتعليم بشكل خاص وانه من اجل التعليم واوضح في ورقة العمل المقدمة ان الإمارات ومـن أجـل الوصول إلى أعلى درجـة مـن الكفاءة في تحقيق أهداف التنميـة المستدامة ، تبنـت دولة الإمارات العربية المتحـدة نهجـاً حكوميـا شـاملاً انبثقـت عنـه لجنـة وطنيـة معنيـة بأهـداف التنمية المستدامة ، والتـي تضـم جـهـات حكوميـة اتحاديـة ومحليـة ، وتعمل هذه اللجنة على مواءمة أهداف التنمية المستدامة ومشاركة المعلومات وتقديم الدعـم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ، كمـا تتعـاون اللجنـة مـع مختلـف أصحـاب العلاقة المعنيين محلياً ودولياً لتوسيع نطاق الشراكة في تنفيذ أجندة الإمارات 2030 في عام 2014 أطلقت دولة الإمارات العربية المتحـدة الأجندة الوطنية والتي جاءت نتيجـة لسلسـلة مـن ورش العمـل التـي أطلـق عليهـا اسـم " مختبرات الرؤيـة وحضرها اكثر من 300 مسؤول من 90 جهة حكومية اتحادية ومحلية، وفي عام 2018 أطلقت حكومة الإمارات االاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة لتحقيق الرفاهية في الحياة بدولة الإمارات، واشار إلى ان وزارة التربية والتعليم بالإمارات اهتمت بتطوير البنية التعليمية الذكية لتخدم 25 ألف معلم ومعلمة وما يزيد عن 300 ألف طالب وطالبة وقد اعتمد مجلس الوزراء ميزانية اتحادية قياسية تم تخصيص 17% منها لقطاع التعليم، وتضـع دولة الإمارات العربية المتحـدة التعليـم في صلـب رؤيتهـا لعام 2071 ولذلك فقد عملت وزارة التربية والتعليم في الدولة بالتعاون مع شركاتها الإستراتيجيين على إعداد استراتيجية للتعليم تقـوم علـى أسـس متينـة تهدف إلى تسخير الإمكانيات الكاملـة لـرأس المال البشري الوطني تكفل تحقيق أعلى مستويات المشاركة في التعليم عالي الجودة وتشجيع تنظيم المشاريع وتقديم الرعاية لقـادة القطاعين الحكومـي والخاص . ومن هنا جاء قرار دمـج وزارة التربية والتعليـم مـع وزارة التعليم العالي والذي مكـن الدولة من التركيز على تحقيق عاملي المساواة والجـودة بدءاً مـن مرحلـة رياض الأطفال إلى مرحلة التعليم العالي لسد الفجوة بين المتطلبات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل كما عملت وزارة التربية والتعليم أيضا على تسريع تحقيـق أهـداف التنميـة المستدامة مـن خـلال إدراج مـواد تكنولوجيا المعلومات والإتصالات مثل الذكاء الاصطناع ضمن نظامها التعليمي باعتمادها لبرنامج التعلم الذكي ومركز البيانات المتخصصة.
كما شارك الدكتور مصطفى عبدالخالق رئيس جامعة سوهاج في المؤتمر بورقة عمل اوضح من خلالها الدور الفعال والإيجابي للجامعات في تحقيق التقدم المجتمعي والنمو المستدام، وذلك في إطار أهداف التنمية المستدامة، لافتاً الي ضرورة خلق رؤية عامة ونظم تعليمية جديدة ومتطورة لضمان النمو المستدام من أجل مستقبل أفضل للدول النامية، إلي جانب تضمين أهداف التنمية المستدامة في المناهج التعليمية للمراحل والمؤسسات التعليمية المختلفة، موضحاً أن المؤتمر يهدف إلى التأصيل العلمي لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، والإسهام في توجيه التعليم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك لتمكين النمو المستدام في العالم العربي، وبناء تصور للمشروعات التعليمية الداعمة، إلى جانب دمج مهارات القرن الواحد والعشرين في نظم التعليم العربية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح رئيس جامعة سوهاج أن الجامعة قد وضعت خطة متكاملة باعتبارها منارة للعلم والمعرفة بجنوب الصعيد هدفها التعليم من أجل التنمية المستدامة، وذلك من خلال تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات والقيم والسلوكيات اللازمة للتصدي للتحديات العالمية المترابطة التي نواجهها، وخاصة فيما يختص بالتغيرات المناخية وفقدان التنوّع البيولوجي وغيرها من المشكلات البيئية، داعياً الي ضرورة التكاتف كمؤسسات تعليمية من أجل إعداد جميع الطلاب والدارسين على إختلاف أعمارهم بطريقة تخولهم إيجاد حلول لصعوبات اليوم والغد، ليتم تأهيل جيل قادر على اتخاذ القرارات المستنيرة والإجراءات الفردية والجماعية من أجل إحداث التغيير لضمان النمو المستدام في مجتمعاتنا.
كما قدم الدكتور وئام بن حسني تونسي نائب جامعة الاعمال والتكنولوجيا بالمملكة العربية السعودية ورقة عمل ركزت على دور التعليم العالي الخاص في تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وأوضح في تحقيق خمسة من أهداف التنمية المستدامة : التعليم الجيد ( الهدف الرابع ) ، المساواة بين الجنسين ( الهدف الخامس ) ، العمل اللائق ونمو الاقتصاد ( الهدف الثامن ) ، الحد من أوجه عدم المساواة ( الهدف العاشر ) ، وأخيراً عقد الشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وهو ( الهدف السابع عشر)، وقال الدكتور وئام إن التعليم الجيد بالنسبة لنا هو التعليم الذي يسهم في بناء الانسان لمواجهة متطلبات الحياة وليكون عنصرا فاعلا في مجتمعه من خلال رفع جاهزيته للعمل والتي تتحق بكسب المتعلم القيم والمعارف والمهارات التي يتطلبها سوق العمل، ولذلك اتخذت الجامعة منذ التأسيس "التعليم من أجل العمل" شعارا لها.
الجدير بالذكر أن المؤتمر افتتحت أعماله أمس بحضور المستشار الخميس البوزيدي المشرف على إدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، والدكتور أشرف عبدالعزيز أمين عام الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والمشاركون والخبراء والسادة مقدمي أوراق العمل من 10 دول عربية، وتستمر أعمال المؤتمر اليوم بقاعة هيئة التدريس بجامعة الأزهر ويقدم في اعمال اليوم الثاني 23 ورقة عمل وعرض تقديمي.