طباعة
sada-elarab.com/666394
سرعة التحول من "النقيض" إلى "النقيض" آفة جماهير الكرة، على خارطة الشرق الأوسط، وهى كاشفة لأمراض "الهزات العنيفة" التى تعانى منها الجماهير فى منطقتنا.
فلو ضربا مثالا بنادى الاتحاد السكندرى، فاز الفريق الكروى فى ثلاث مباريات متتالية، فرفعت الجماهير المدرب الصربى زوران على أعماق "جمل المديح"، وكادت ان تبنى له مقاما وتطلق عليه أسم "مولانا زوران"، وتحدثوا عن اللاعبين ب"حفاوة" تفوق حفاوة العالم ب"رونالدو" و"ميسى".
وأصبح محمد مصيلحى رئيس النادى "العبقرى" الذى فاق كل مصطلحات النجاح، فى اختيار المدرب واللاعبين.
وعاشت "جماهير الثغر" عقب "ثلاثية الانتصارات" فرحة من زمن "الليالى الملاح" وتراقصت قلوبهم فى الشوارع، وعلى "السوشيال ميديا".
وفجأة تبدد هذا المشهد الراقص على "كمنجات الانتصارات"، إلى "سرادق عزاء" فى أعقاب هزيمة الفريق من المحلة، وتحولت "جمل المديح" إلى "غابة انتقادات" ممزوجة ب"إيقاع الجحيم"، وتحول "مولانا زوران" إلى "مدرب خائب"، واللاعبين إلى "سيقان فاشلة"، ومصيلحى العبقرى، أصبح لايملك رؤية فى اختيار المدرب واللاعبين، وعاد إلى الظهور "فلاسفة الأوانى الفارغة" بجمل "النقد الكروى" وكأنهم أبناء "أل مورينيو"، لدرجة أنني أصبحت أشك أن هناك من يسعده هزيمة الاتحاد ل"تصفية الحسابات"، وضمان عدم بقاء "مصيلحى" مرتاحا على عرشه، ليضمنوا تحقيق أكبر استفادة منه.
هذه الشريحة تجيد اللعب على مشاعر السواد الأعظم من جماهير الثغر، لتضخم بداخلهم مشاعر "الحزن"، وتنسيهم "الانتصارات"، وتنساق ورائهم الجماهير، لأننا شعوب بطبيعتها تميل إلى "الأوجاع" أكثر من الأفراح.
ولكن هل من المنطقى هذا التحول من "الفرح الهائج" إلى "اللطم على خدود الهزيمة" بهذه الطريقة؟ أين"التريث" والتماسك فى "الهزيمة"، لضمان بقاء اللاعبين على "موجة التفاؤل" بدلا من "رسائل الأحباط" التى أمطرت فوق رؤوس الجميع.
فى عالم تدريب كرة القدم الحديث، أصبح "رفع المعنويات" و"تحفيز اللاعبين" نصف الطريق نحو "الانتصارات"، فهل تدرك "جماهير الثغر" أنها بهذه الطريقة تجعل الفريق "محنى الرأس" فى مواجهة "عواصف المباريات" القادمة؟.