طباعة
sada-elarab.com/665648
بذلت قطر مجهودا كبيرا منذ أن وقع عليها الاختيار لتنظيم كأس العالم، واستطاعت أن تحقق نهضة كبيرة من أجل هذا الحدث العالمى الذى يقام لأول مرة فى الشرق الأوسط بعدما أنفقت ٢٥٠ مليار دولار ما يعادل ٢٠ ضعف تكلفة كل نسخ كأس العالم منذ انطلاق البطولة، وأنشأت من خلالها ٧ ملاعب جديدة على أحدث طراز عالمى شاملة ملاعب مكيفة لأول مرة وأخرى قابلة للتفكيك بعد انتهاء المونديال، بجانب مشروعات فى البنية التحتية وقرى وفنادق وغيرها.
وجاءت اللحظة التى اتجهت فيها عيون العالم للمرة الثانية على التوالى خلال أسبوع واحد، فبعد انتهاء قمة المناخ التى استضافتها مدينة شرم الشيخ بحضور رؤساء وزعماء قادة الدول، كان العالم على موعد مع انطلاق حفل افتتاح مونديال قطر الذى جاء مبهرا فى كل تفاصيله موجها رسالة واضحة للعالم بأننا هنا بهويتنا وتراثنا وعاداتنا وشريعتنا الإسلامية نرحب بالجميع شريطة احترام قيمنا وتقاليدنا.
وتصدر الرؤساء وقادة الدول العربية الصفوف الأولى وكأن قطر أرادت إيصال رسالة للعالم بأنه مونديال العرب، لكن المشهد الذى خطف الأنظار على هامش الافتتاح كانت المصافحة التاريخية التى جرت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره التركى رجب طيب أردوغان فى أروقة استاد البيت الذى استضاف المباراة الافتتاحية بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
لا شك أنها لقيت حفاوة كبيرة خاصة وأنها هى المصافحة الأولى بين الرئيسين كونها تعد خطوة وبداية مهمة لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين لتأكيد عمق الروابط التاريخية التاريخية التى تربط البلدين والشعبين كما جاء وفقا للمتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، وأيضا كانت لها صدى على الجانب التركى بتأكيد الرئيس أردوغان بأنها خطوة أولى لإطلاق مسار جديد بين القاهرة وأنقرة، معربا عن آماله فى أن تمضى المباحثات الدبلوماسية التى بدأت على مستوى الوزراء عبر محادثات رفيعة المستوى.
ومن المؤكد أن هذا اللقاء العابر سيشكل خطوة كبيرة على استعادة العلاقات الكاملة خاصة أن الجانبين مشتركان فى عدد من الملفات فتركيا تأمل فى حل الخلافات بغاز شرق المتوسط عبر القاهرة التى تتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع اليونان وقبرص الخصمين الرئيسيين لتركيا، خاصة بعد تعيين الحدود البحرية، وكذلك الملف الليبى المتوقع أن يشهد تفاهما بشكل أكبر بين البلدين.
وحينما كان الرئيسان يتصافحان كان الرعب يدب فى صفوق الجماعة الإرهابية وعناصرها فى تركيا وازداد خوفهم مع التصريحات الإيجابية للمسئولين الأتراك بتحسين العلاقات مع مصر الأمر الذى يعجّل من كتابة شهادة الوفاة الأبدية للجماعة ما جعلهم يغيرون أسماء الروابط والجمعيات والشركات التابعة للتنظيم فى تركيا خشية تعرضها للتجميد أو الإلغاء من السلطات التركية وبدأوا فى نقل الكيانات التابعة للجماعة إلى أوروبا، ناهيك عن خشية تسليمهم للسلطات المصرية كبادرة على رغبة أنقرة فى سرعة تحسين العلاقات.
ومن هنا يمكننا القول إن مصر ثبتت على موقفها الصحيح فخرّست إعلام الجماعة الإرهابية وتنازلت تركيا عما كان يسمى مشروع الإخوان واتجهت لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة كما حدث مع الإمارات والسعودية نهاية بالمصافحة وإبداء الرغبة فى تحسين العلاقات ورفع مستوى التفاوض.