طباعة
sada-elarab.com/665530
محمد مصيلحى، رئيس نادى الاتحاد، عندما تكتب عنه الصحف تجد سيل من كلمات المديح، عندما يتكلم عنه الناس، يتكلمون وكأنه "ملاك" يمشى على الأرض بيننا، وليس بشرا مثلنا، وإذا تحدث أحد معى عنه، أجد "قطار الألسنة" تحرك ب"أقصى سرعة" فى اتجاه محطة "رضى الله عنه".
شعبية "مصيلحى" كانت "تستفزنى" ك"صحفى"؛ يزعجني أن يكون هناك "مصدر" ليس له "كارهين" أو "أعداء" فإذا أردت أن أتحدث عن سلبياته، من يسمع لى؟!!
جميع من يعملون فى المجال الرياضى، بلا استثناء تعرضوا ل"دغدغة عظام" من الأقلام الصحفية، إلا "مصيلحى"، رغم أنه يقع فى فخ الأخطاء الإدارية أحيانا، غير أن "محبته" تجعل الجميع يتغاضى عن أخطاءه.
أعرف "مصيلحى" منذ قرابة "20 عام"، واعترف أنه"نقيا"، لايعرف الكراهية، فشلت أوبئة "الحقد" و"الخبث" و"الغل" فى الوصول إلى "عاصمة أفكاره".
لم يتغير طيلة هذه السنوات، كنت أصطدم معه، وانتقد تغليب "العاطفة" على قراراته الإدارية.
كنت اضطر إلى اللجؤ إلى سياسة "دس السم فى العسل"..ل"مهاجمته" دون الدخول فى صدام مع "مريديه"، فيبدو كلامى فى الظاهر "معسول" ولكن فى باطنه يحمل انتقادات شديدة، فكان يهاتفنى"مصيلحى" قائلا: " انت هتدخل النار من أوسع أبوابها..ربنا هيشوفك هيقولك اتفضل على النار..ما تبطل بقى طريقتك دى..عامل نفسك بتمدحنى..وأنت بتخبط من تحت لتحت".
ذات مرة قلت ل"مصيلحى": "انا مندهش..كيف تملك المال والنفوذ والشعبية..وتترك من هو (سنة أولى منصب) فى النادى، يحاول أن يضع رأسه برأسك".
فكان يرد قائلا: "مش مستاهلة ياأحمد"؟..وهذه الأجابة تكشف "الخيط الأول" فى "شخصية مصيلحى"، وهو"الزهد"، فهو يرى أن الحياة لا تستحق"الكراهية" و"الصراعات", ولا حتى الإلتفات لمن "يلهو"هنا وهناك.
فى "أزمتى الأخيرة" مع جاسر منير، مدير النادى، كان يقول لى "مصيلحى" دائما: "جاسر ده صاحبك..ليه كده.. مافيش داعى".
وكلما شرحت له مبرراتى للكتابة عنه بهذه الطريقة، كان يقول لى: "برضو صاحبك".
ورغم ذلك كان يعتقد"جاسر" أن "مصيلحى" هو الذى يحرضنى على الكتابة ضده، وهذا هو الفارق بين "نقاء رئيس النادى" و" سوء ظن مدير النادى"؟ (لكن هذا منطقيا بعد أن ترك جاسر نفسه فريسة للمقربين منه يوسوسون له..فلم يعد صديقي..بل أصبح هؤلاء الأشخاص الذين ينهشون فى رأسه).
ولكن رغم شعبية "سيد العرش الأخضر" و"النقاء" غير أنه فى نفس الوقت يملك "ذكاء حاد" و"عبقرية" فى قراءة معادن البشر.
فى ذات مرة كنا نتحدث عن أعضاء مجلسه الحالى، فقال لى: "أحمد عبد المجيد بيحب النادى..ولا يبخل عنه بشىء..بس هو منطوى وخجول وهادئ.. عشان كده البعض بيفتكره مغرور..انما محمد خميس محترم وجدع وابن ناس.. ومحمد سلامة غلبان".
إياك أن تستهين بذكاء شخصية وصلت لتلك "المكانة المرموقة" التى وصل إليها "مصيلحى" وإلا عليك الذهاب ل"طبيب أمراض الغباء المستعصية".
"الفلسفة" التى تستطيع استخلصها من شخصية "مصيلحى" أن "من يحتمى بحب الناس..لايمكن هزيمته أبداً".. لذلك يترك "سيد العرش الأخضر" المتآمرين هنا وهناك يلعبون حوله كما يشاؤون..فهو يدرك فى النهاية أن "محبة الناس" ستقف لهم بالمرصاد..وتصد عنه تلك المؤامرات..قبل أن يفكر فى النزول إلى أرض المعركة بنفسه.
ربما يكون سر "محبة الناس" ل "مصيلحى" أنه أصبح "رمز النقاء" فى "زمن الخبثاء"..و"سيد الأخلاق" فى"مدن الشيطان".