محافظات
اللواء أحمد الجعلي يؤكد علي وطنية " البابا شنودة في ندوة لاهوت اكسبلورنيشنز
الأربعاء 02/نوفمبر/2022 - 09:57 ص
طباعة
sada-elarab.com/662093
عقدت كلية لاهوت اكسبلورنيشنز بالشراكة مع لاهوت مجمع المثال التابعة للطائفة الانجيلية ، ندوة حول رسالة الدكتوراة "البابا شنودة الثالث ( 1923 : 2012 ) دراسة تاريخية ، التي حصل عليها الباحث في الشأن القبطي اللواء أحمد الجعلي في كلية الآداب بجامعة عين شمس.
عقدت الندوة بقاعة كنيسة المثال المسيحي بشبرا، بحضور نخبة من القيادات الدينية والسياسية .
بدأت الندوة بكلمة ترحيب من الدكتور هاني سميح نائب المدير والعميد الاكاديمي للكلية ، ، وأدار الندوة الزميل رضا عزت المستشار الإعلامي للكلية.
وتحدث اللواء أحمد الجعلي عن أسباب دراسته للتاريخ علي الرغم من انه كان ضابطاً بالأمن الوطني وعن سر اختياره لشخصية البابا شنودة، كما تحدث عن محتوي رسالته والتي
دارت حول شخصية قداسة «البابا شنودة الثالث»، من عام 1923 الي عام 2012 كدراسة تاريخية.
في مراحل ميلاده ومروراً بمحطات هامة في حياته، وتوليه كرسي البابوية وحتي انتقاله.
أكد الدكتور اللواء أحمد الجعلي ان الرسالة تتضمن خمسة فصول رئيسية ، بالإضافة الي فصل تمهيدي احتوي علي نبذة صغيرة عن بطاركة الكنيسة الارثوذكسية في الفترة من 1796 : 2012، تحدث خلالها عن تاريخ كل بطريرك بداية من البابا مرقس الثامن البابا رقم 108 وحتي البابا 117 البابا شنودة الثالث وتحدث عن ابرز الأحداث التاريخية التي شهدها عصر كل بطريرك منهم .
وأشار " الجعلي " الي ان الفصل الأول من الرسالة تحدث فيه عن ميلاد ونشأة البابا شنودة ودخوله الجامعة والتحاقه بالدير وسيامته راهباً، فيما احتوي الفصل الثاني علي سيامته اسقفاً للتعليم وهي بداية شهرة البابا الواسعة ، كما يتناول بعض المشكلات التي تعرض لها ، حتي يوم سيامته بطريركاً للكرازة المرقسية .
وأوضح " الجعلي " ، ان الفصل الثالث تناول الفترة من بداية جلوسه علي كرسي مار مرقس ومروراً بأحداث الخانكة الطائفية ووصولاً للصدام مع الرئيس السادات وإلغاء القرار الجمهوري بتعيين البابا بطريركاً في 3 سبتمبر 1971 وقرار التحفظ علي قداسة البابا بالدير .
وأشار اللواء الجعلي ، ان الفصل الرابع يتناول محاولات اللجان البابابوية مع الرئيس مبارك لإعادة البابا الي الكاتدرائية ، وزيارة وزير الداخلية و نقيب الصحفيين للبابا بالدير ، وصولاً الي صدور القرار الجمهوري بتعينه مرة أخري بطريركاً للكرازة المرقسية ليلة عيد الميلاد 6 يناير 1985، كما يتضمن علاقته بالرئيس مبارك ، والاستقبال الحافل من أبناء الكنيسة لأبيهم البطريرك الذي غاب عنهم من 1981 الي 1985 ، ثم ابرز الاحداث الطائفية في فترة التسعينات وانتهاء بحادث كنيسة القديسين . ويشير " الجعلي " في الفصل الخامس من رسالته الي أحداث ثورة 25 يناير 2011 ، وموقف البابا منها في اثناء الثورة وبعدها وصولاً الي لحظة انتقاله والجنازة الأسطورية لقداسته وكلمات الرثاء التي دونها أبرز زعماء العالم .
وأشار " الجعلي " الي انه استعان بالكثير من الوثائق لسرد تاريخ حياة البابا ، منها وثائق أمريكية من المخابرات الامريكية سي آي ايه ، ووزارة الخارجية الأمريكية، والتي تناولت فترة التسعينات وفترة التحفظ عليه وما بعد فترة التحفظ ، وقد قام بإرفاقها بالرسالة ، إضافة الي إجراء بعض المقابلات مع بعض الأساقفة مثل نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها – والذي يرتبط معه بعلاقة صداقة - والذي أمده بمجموعة قيمة من الكتب تحتوي علي معلومات كثيرة جداً وكان لها اثر كبير جداً في كتابة الرسالة .
وحول السبب الذي دعا " الجعلي " لإختياره شخصية البابا ليقدم عنها تلك الدراسة التاريخية ، قال ، عملت لفترة في جهاز الأمن الوطني " أمن الدولة سابقاً " وكنت مسؤولاً عن ما يسمي الملف القبطي والنشاط الطائفي بالمنيا ، وخلال هذه الفترة اقتربت من قادة الكنيسة ورجالها ، ولفت انتباهي شخصية رأس الكنيسة ، البابا شنودة الثالث ، وادهشتني شخصيته ، وقد كان محبوباً وملء السمع والبصر ، فقررت ان ادرس شخصيته واتعرف اكثر علي ملامح شخصيته ، والتقيت بقداسته في حفل تدشين مطرانية بني مزار ، وكنت مكلف بحراسته وتأمين زيارته ، ومن هذا اليوم قررت الدراسة بمنهج علمي ، فالتحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس ، وحصلت علي درجة الليسانس ، ثم بدأت دراسة الماجستير في تاريخ مصر المعاصر وكان موضوع رسالتي " الأقباط والسياسة المصرية في عهد السادات في الفترة من 1971 : 1981 ، وحصلت علي درجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، ثم اتجهت الي تحقيق هدفي الرئيسي وهو دراسة شخصية البابا شنودة ، دراسة تاريخية علمية.
وحول ابرز ملامح تلك الدراسة ، أكد " الجعلي "، انها اعتمدت علي السرد التاريخي وانه تم الإستعانة بعدة عوامل مساعدة منها الوثائق واللقاءات الصحفية وما تم كتابته عنه في الكتب والصحف والمجلات ، وما تم سرده عن الشخصية في موقع التواصل الإجتماعي ، وعدة مقابلات مع شخصيات عاصرت البابا او عرفته عن قرب.
كما أشار " الجعلي " الي خفة ظل البابا شنودة وروحه المرحة .
وأكد علي مواقف البابا الوطنية ، فهو صاحب المقولة الخالدة والشهيرة ، مصر ليست وطناً نعيش فيه ، لكنها وطناً يعيش فينا ، وقد قالها في أثناء وضع حجر الأساس لمستشفي مار مرقس بحضور الرئيس السادات ، وأضاف اللواء الجعلي ، من المواقف الوطنية للبابا شنودة ، عندما سأله الدكتور مصطفي الفقي - وكان وقتها مندوب الإتصال بين رئاسة الجمهورية والبابا في عهد الرئيس مبارك -،عن من يرغب في تعينهم في مجلس الشعب ، فقال البابا اختار الكاتب فرج فودة ، فاندهش الدكتور مصطفي الفقي وقال للبابا : لكن فرج فودة مسلم وليس قبطي ، فرد البابا: لا يفرق معي ، طالما انه رجل وطني ويستطيع التعبير عن مطالب الاقباط ،أكثر من الاقباط انفسهم .
ويسرد اللواء الجعلي موقف اخر يدلل علي وطنية البابا شنودة فيقول : تعددت اللقاءات بين البابا والرئيس مبارك ، وفي إحدي اللقاءات اعرب الرئيس مبارك عن سعادته برد فعل الاقباط تجاه قراره جعل عيد ميلاد السيد المسيح يوم 7 يناير ، إجازة رسمية ، وقال الرئيس مبارك للبابا ، افكر في ان اجعل عيد القيامة ،أجازة رسمية ، فقال البابا ، سيدي الرئيس ، نحن نتفق في موضوع الميلاد ولكن نختلف في موضوع القيامة ، ولو أصدرت قراراً بجعل عيد القيامة إجازة رسمية ، سوف تحدث مشاكل طائفية ، وبهذا تجلت وطنية البابا الذي رفض فكرة الإحتفال حفاظاً علي الوطن .
وتحدث خلال الندوة القس رفعت فكري الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط ورئيس مجمع القاهرة الإنجيلي ، والكاتب الصحفي سامح محروس مدير تحرير جريدة الجمهورية ، والقس عادل جاد الله عضو المجلس الإنجيلي العام ، والكاتب الصحفي د. أسامة الكرم رئيس تحرير جريدة حديث المدينة ، القمص بولا فؤاد راعي كنيسة مار جرجس بالمطرية.
وفي نهاية الندوة قدم الدكتور نادر ميشيل كلمة شكر للحاضرين وأكد علي أهمية رسالة الدكتورة للباحث في الشأن القبطي اللواء الدكتور أحمد الجعلي لأنها سلطت الضور علي حقبة زمنية مهمة في التاريخ الحديث وأيضا لأن الكثيرين لا يعرفون عنها سوي القليل ، كما أشاد الدكتور نادر ميشيل بوطنية الكنيسة المصرية عبر العصور وأكد علي ان الكتاب المقدس يعلمنا بل ويلزمنا بالصلاة من أجل بلادنا العزيزة مصر ، وأشاد د. نادر ميشيل بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يؤكد كل يوم انه رئيس لكل المصريين ويعمل دائما من أجل تعزيز وترسيخ قيم المواطنة بكل صورها واننا نعيش ابهي وازهي عصور التسامح في عهده .
وفي نهاية الندوة أهدي الدكتور نادر ميشيل درع الكلية للواء الدكتور أحمد الجعلي تقديراً له.