طباعة
sada-elarab.com/645529
تحتفل مصر اليوم بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو 2013، التي سطر المصريون خلالها ملحمة عظيمة، عندما خرجوا جميعا وعلى قلب رجل واحد في الشوارع والميادين، مُعلنين رفضهم لمن أرادوا اختطاف هويتها، ولتصحيح المسار، لتبدأ مصر صفحة جديدة من البناء والتنمية.
وقد ضرب الجيش المصري مثالا رائعا بوقوفه الكامل مع إرادة الشعب المصرى بكل فئاته وطوائفه وتقدم رجاله الصفوف دفاعًا عن الوطن، وحمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه إنقاذ مصر من الانقسام والدخول في مرحلة اللا عودة، وعمل بكل عزيمة وإرادة صلبة على مواجهة كل التحديات وبناء الجمهورية الجديدة وانطلاق مسيرة التنمية الشاملة.
وهنا تعود بي الذاكرة عندما التقيت بالرئيس السيسي – لأول مرة – عندما كان نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للدفاع في نوفمبر 2013 عقب ثورة 30 يونيو، وقد أتاح لنا اللقاء الذي استمر طويلا الحديث حول أوضاع مصر آنذاك، ويومها كتبت ذلك في أكثر من افتتاحية بـ «الخليج»، أنه يمتلك رؤية إستراتيجية شاملة لتشخيص مشكلات مصر بدقة متناهية ، وتدشين مرحلة جديدة من العمل والبناء والتنمية، من أجل إعادة مصر الرائدة إلى مكانتها اللائقة والمستحقة.
وأكدت يومها أن الرئيس السيسي نموذجا للقائد، فهو صاحب رؤية ثاقبة، ونظرة شمولية، وإحاطة دقيقة بكل قضايا مصر ومشكلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا على إحاطته بقضايا أمته العربية، ودور مصر تجاهها، تماما بالقدر نفسه الذي يدرك خصوصية العلاقة بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، وضرورة الحفاظ عليها قوية ومتينة وبعيدة عن أي مؤثرات جانبية قد تضعف منها أو تنال من قوتها.
وها قد أثبتت الأيام صدق ما خرجنا به من انطباعات، فطوال السنوات الماضية تمكن الرئيس السيسي باقتدار وعبر سياسات منهجية متزنة أن يوحد المصريين خلفه في معركة التنمية والبناء وتحقيق الإنجازات في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وحافظ على أمن الكنانة واستقرارها، وعمل بلا كلل ولا ملل، وأعاد عجلة الإنتاج إلى الدوران، بعد أن تعطلت طويلا وكاد العطب يصيبها من كثرة جمودها وتوقفها.
لقد تأكد للجميع أن مصر تشهد في عهد الرئيس السيسي طفرة تنموية ونهضة حضارية غير مسبوقة، تبعث على الفخر والاعتزاز، من خلال إطلاق إستراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030 ، وتنفيد المشاريع القومية العملاقة مثل قناة السويس الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمشاريع التنموية العملاقة التي في مجالي الطرق والكباري والأنفاق ، وتطوير قطاع الطيران المدني وإنشاء 5 مطارات وأكثر من 3 آلاف مدرسة فضلا وإطلاق نظام التعليم المصري الجديد ، وإنجاز 28 محطة طاقة كهربائية لزيادة القدرة الكهربائية بأكثر من 25 ألف ميجاوات، و تنفيذ المئات من المشاريع في قطاع الصحة وإطلاق العديد من المبادرات الرئاسية على رأسها مبادرة 100 مليون صحة ، وإنشاء مدن صناعية جديدة وحل مشكلات المستثمرين وتطوير قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية ، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة والمشروع القومي لتبطين الترع وتطوير قرى الريف المصري والتطوير الشامل للقاهرة التاريخية ومشروعات تنمية الصعيد وغيرها.
كما نجحت مصر بقيادة الرئيس السيسي في استعادة مكانتها في المشهد الدولي كقوة عظمى لا يمكن الاستغناء عنه، كما استعادت مصر دورها الرائد في المنطقة، وامتدت جسور مصر لكل الأشقاء ـ، وفي إفريقيا عادت مصر إلى عمقها التاريخي عبر سياسة ناجحة لتتحول القاهرة مرة أخرى إلى قبلة الأشقاء الأفارقة.
واختتم بالتأكيد على ما ذكره الرئيس السيسي في كلمنه بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو إن مصر تسير على الطريق الصحيح بإرادة وطنية صلبة لا تبتغي إلا الصالح العام ولا تضع نصب أعينها إلا تطلعاتكم نحو الحياة الكريمة والمستقبل الآمن المزدهر.
حفظ الله مصر وشعبها وادام وحدتها وأفراحها.