طباعة
sada-elarab.com/643392
على مدار الأسابيع القليلة الماضية عاش الشارع المصري حالة من اللغط والضوضاء الكروية وصلت زروتها بعد هزيمة المنتخب الأول من إثيوبيا بهدفين دون رد وهو ما أشعل النار في الهشيم وتزداد النار اشتعال بعد الهزيمة المذلة من كوريا الجنوبية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد مما جعل الأصوات تتعالى اكثر فأكثر تطالب بالاطاحة بالجهاز الفني بقيادة إيهاب جلال وتقديم اتحاد الكرة برئاسة جمال علام استقالتة
والحقيقة التي لا يختلف عليها عاقل ان هذة المطالب الجماهيرية في قمة المشروعية ولكن لم يقدم أي من المطالبين اقتراحات لإنقاذ الكرة المصرية وكأن برحيل جلال سيأتي مدير فني يحصل على كأس العالم
وهذا لن ولم يحدث أبد طالما ان الحلول هي الاستقالة والاقالة دون النظر الي القاعدة الممارسة للكرة في الأندية وتعديل نظام الاختبارات واختيار المواهب الحقيقية من خلال انتشار الكشافين في كل ربوع مصر بعيدا عن الهبل وشغل الثلاث ورقات والضحك على الدقون فعن تجربة سوف اقوم بسرد عدد من المشاهد المحزنة تحدث في اختبارات الأندية وقطاع الناشئين
المشهد الأول
حيث تنتشر عدد من الاكاديميات التي تحمل اسماء أندية القمة الاهلي والزمالك والإسماعيلي وأسماء بعد النجوم منهم محمد ابراهيم وجمال عبد الحميد وعبد الستار صبري في مختلف الأحياء الشعبية
و يقوم بعض المدربين بالتغرير بالأطفال من خلال مداعبة احلامهم واحلام الأسر الفقيرة من جعل هؤلاء الأطفال لاعبين كبار مع وعود بعقود احترافية مقابل ٢٠٠ جنية في الشهر للطفل علي ان يحضر الطفل شهادة ميلاد وصورة شهادة الاب وموافقة كتابية من ولي الأمر وتدور الدائرة دون تحقيق اي من الأوهام التي وعد به المدربين
المشهد الثاني
اللمسة ب٠ ٥ جنية والحسابة بتحسب لم يتوقع الكثير من المواهب الكروية في مصر ان تتحطم احلامهم علي أعتاب أندية من المفترض أن ترعي المواهب الكروية دون جدوي ففي كل موسم الاختبارات لاختيار موهوبين جدد بقطاع الناشئين نجد أندية الصف الأول بالدوري الممتاز تقوم ببيع استمارات بالملايين لاطفال في سن الزهور لترودهم احلام النجومية والثراء في عالم الساحرة المستديرة ولكن عبثا يضيع الحلم دون جدوي علي صخرة الاستمارة ب٥٠ جنية ليدخل الناشئين النادي وبالكاد يصل الطفل الي خط التماس ويخرج دون لمس الكرة بعدما يقوم الكوتش بقولة يلا يا كابتن للي بعدة ليتحطم حلم النجومية والثراء علي أعتاب البزنس والمحسوبية والوساطة دون النظر الي الموهبة
المشهد الثالث
شهدت عدد من الوقائع منها أن اللاعبين الذين يصلون إلي التصفية النهائية يتم استبدالهم في اليوم الاخير بالاعبين لم يختبروا اصلا حيث يتم كتابة عقود للناشئين الذين مرو علي مكتب رئيس النادي دون النظر الي الموهبة لدرجة ان احد للاعبين ذهب للاختبارات في نادي كبير بمدينة ساحلية وعندما طلب المدرب كتابة عقد للاعب فؤجي إن ريئس النادي ارسل لاعب اخر مع احد العاملين الذي طلب من المدرب كتابة عقد وهو ما جعل المدرب يقول للاعب الموهوب معليش يا كابتن رئيس النادي مقدرش اقول له لا يا سادة هذة رسالة موجهة لكل القائمين على أمر الرياضة في مصر ياريت يتم اختيار المواهب بشفافية وحيادية بعيد عن الوساطة والمحسوبية
اذا أردنا ان يكون لدين كرة قدم حقيقية فلابد من توسيع قاعدة الممارسة واختيار الحريفة بجد وليس قيد كل من له واسطة دخل النادي
وأخير هل تتذكرون منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم عام ٢٠٠٢ كوريا واليابان هذا المنتخب تم اختيارة من ٥٠٠ الف طفل تم تصفيتهم الي ٣٠ الف ناشئ ووقع الاختيار على ٢٢ لاعبا الذين حصلوا على البطولة
يا سادة الكرة علم وتخطيط واستثمار ودراسة وإدارة وارادة من المسؤولين والقائمين عليها وليس فهلاوة وضحك على الدقون وصناعة ابطال ونجوم من ورق يحصلون على الملايين في حين إن أغلى لاعب في مصر من النواحي الفنية والمهارية بالمقايس العالمية لا يساوي ١٠٠ الف جنية واسألوا كيروش الذي فضح هؤلاء للاعبين انهم لا يملكون مهارات الاستلام والتسلم والتحرك في الملعب بدون كرة.