اقتصاد

أسعار الذهب تحت الضغط بسبب قوة الدولار

الأربعاء 25/مايو/2022 - 01:45 ص

sada-elarab.com/640392

شهدت أسعار الذهب تراجعًا في الأسابيع القليلة الأخيرة متأثرة بقوة الدولار الذي سجل أعلى مستوياته في 20 عام، بالإضافة إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكي بدعم من مضي البنك الاحتياطي الفيدرالي في تشديد سياسته النقدية، يأتي تراجع الذهب على الرغم من ارتفاع مستويات التضخم الأمريكية خلال شهر أبريل والتي كانت داعمة لأسعار الذهب خلال الربع الأول من العام.

من يتابع أسعار الذهب مباشر من خلال منصات التداول سوف يجد أن الذهب قد انخفض بنسبة تزيد عن 13% منذ أن وصل إلى ذروة قياسية بلغت 2069.89 دولار للأونصة في شهر مارس حتى الآن، ولا يزال الذهب يتعرض للضغط حيث يستقر مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في 20 عامًا، وتشير التوقعات أن الطلب على الدولار قد يستمر في الجانب الإيجابي، مدفوعًا بمواصلة البنك الاحتياطي رفع أسعار الفائدة خلال هذا العام.

السياسات النقدية المتشددة تقلص من جاذبية الذهب

في الاجتماع الأخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي تم عقده في مايو رفع البنك الاحتياطي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في أكبر زيادة منذ عام 2000 في معركته ضد التضخم المتصاعد، وأشار البنك إلى مضاعفة نصف نقطة في الاجتماعات القادمة، لكنهم أكدوا أنهم لا يفكرون في زيادة مقدارها ثلاثة أرباع نقطة مئوية، وفي مسار مماثل رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية للمرة الرابعة على التوالي، وقد بدأ البنك تشديد سياسته النقدية منذ ديسمبر وهي الأعلى مستوى منذ 2009 في محاولة لكبح جماح التضخم دون عوائق بل وحذر من مخاطر حدوث ركود.

وقد أصبحت الأسواق قلقة من ارتفاع التضخم الذي تعاني منه الاقتصادات الكبرى وكذلك المخاطر الناشئة عن دورة التشديد الحالية التي تدعم أسعار الذهب، لكن الارتفاع في مؤشر الدولار الذي استقر بالقرب من أعلى مستوى في 20 عاما يعمل على تقليل جاذبية الذهب.

ومن جهة أخري، كانت سلسلة من الإصدارات الاقتصادية التي صدرت في الأسبوعين الماضيين محبطة بعض الشيء، مما عزز المعدن الثمين قليلًا، بينما ارتفعت المطالبات الخاصة بإعانات البطالة الأمريكية إلى أعلى مستوى لها في شهرين في الأسبوع الأول من شهر مايو، انكمش قطاع الخدمات الصيني بثاني أكبر وتيرة على الإطلاق خلال شهر أبريل، وشهدت ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا انخفاضًا أكثر من المتوقع في الإنتاج الصناعي في مارس، ومع ذلك، زادت الوظائف الأمريكية الشهرية أكثر من المتوقع في أبريل لكن نمو الأجور تباطأ.

من المتوقع أن يستمر الطلب على الدولار الأمريكي في المدى القريب بدعم من الموقف المتشدد بشأن رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي سيكون ذلك عامل هبوطيًا لأسعار المعدن الثمين.

المحفزات التي قد تدعم الذهب

فيما يتعلق بالمحفزات التي قد تستمر في دعم أسعار الذهب على المدى القريب، يقول أحد محللي سوق السلع "على الجبهة الجيوسياسية، اقتراح الاتحاد الأوروبي بفرض حظر تدريجي على الإمدادات الروسية من النفط الخام والمنتجات المكررة بحلول نهاية عام 2022، واستمرار ارتفاع أسعار الغاز، إلى جانب قرار أوبك بلس برفع إنتاج يونيو بمقدار متواضع 432 ألف برميل يوميًا، وتوقعات بارتفاع الطلب على النفط من الولايات المتحدة حيث يخططون لشراء 60 مليون برميل من الخام لتجديد مخزونات الطوارئ هذا الخريف، الأمر الذي سيساهم في ارتفاع أسعار النفط والتي بدورها ستدعم ارتفاع التضخم ومن المرجح أن يعزز ذلك من الطلب على الذهب كتحوط ضد التضخم".

وبرغم ذلك، تشير أغلب التوقعات إلى أن أسعار الذهب ستظل متقلبة في المستقبل القريب بسبب التوترات الجيوسياسية والاقتصاد العالمي غير المؤكد.