طباعة
sada-elarab.com/638836
وسط صمت تام ونكران من المجتمع الدولي للجرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني تحل غدا الاحد 15 مايو الذكري 74 للنكبة.
وتاتي الاحتفالات هذا العام وسط صفحات سوداء جديدة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تتمثل في حالات من الخرق للمواثيق الدولية ومحاولات عديدة لاقتحام المسجد الاقصي ومنع دخول الفلسطينيين لاداء الصلوات بجانب اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين والتي تم خلالها قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بعد اصابتها برصاصة في الراس أودات بحياتها
وتعد شيرين أبو عاقلة أحد أبرز الأصوات الفلسطينية التي كانت تنقل لنا تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة منذ تسعينيات القرن الماضي ولا ننسى تقاريرها المؤثرة والمدوية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 والتي وثقت خلالها على مدار أشهر جرائم إسرائيل في مدن الضفة الغربية، وهي الفترة التي شهدت أوج نضوجها الإعلامي والصحفي
ولقد طالت يد غدر جيش الاحتلال الإسرائيلي شيرين أبو عاقلة خلال عملية للاحتلال في جنين صباح يوم الاربعاء 11 مايو حيث هرعت شيرين لنجدة زميلها الصحفي علي السمودي الذي أصيب برصاصة جندي إسرائيلي ما أدى لإصابته في الكتف، وهرعت شيرين أبو عاقلة لنجدته إلا أن القناص الإسرائيلي استهدفها برصاصة اخترقت رأسها ما أدى لاستشهادها على الفور.
وبمقتل شيرين يصل عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 50 صحفيا فلسطينيا تقريبا استشهدوا من عام 2000 وحتى الآن.وتعد شيرين الصحفية السادسة ممن قتلوا من الصحفيات الفلسطينيات بيد قوات الاحتلال .
ولعل حادث اغتيال شيرين أبو عاقلة التي وثقتها عدسات الكاميرات تعيد إلى الأذهان جريمة مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذى استشهد عام 2000 خلال اختباءه رفقة أبيه خلف جدار أسمنتي إلا أن القناص الإسرائيلي حينها أقدم على اغتيال طفل يبلغ من العمر 12 عاما، وذلك لإرسال رسالة للعالم إلى أن الاحتلال وجنوده لن يتوقفوا عن جرائمهم في اغتيال المدنيين سواء من الأطفال أو النساء أو حتى الصحفيين في الأراضى المحتلة.
و الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ان جرائم الاعدامات الميدانية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي تكررت كثيرا خلال الفترة الماضية حيث ارتكب جنود جيش الاحتلال في الأسبوع الأول من أبريل الماضي جريمة تقشعر لها الأبدان في نهار شهر رمضان المبارك بإعدام غادة سباتين بالرصاص الحي، استشهدت غادة سباتين وهي من قرية حوسان التي تقع جنوبي الضفة الغربية وهي أرملة وأم لستة أطفال وتعاني من ظروف صحية صعبة ولديها صعوبة في الرؤية بعينها اليمنى، ورغم ذلك أعدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق رصاصات في الفخذ وتركها الجيش المحتل تنزف حتى استشهدت وهي صائمة.
اما عن احتفال الشعب الفلسطيني بهذة الذكري فقد طلب الرئيس الفلسطيني ابو مازن من كل فلسطيني رفع علم فلسطين في هذا اليوم علي البيوت في الداخل والخارج و علي المصالح الحكومية احياء لهذا اليوم وهو ما يعني عدم قدرة الشعب الفلسطيني من احياء ذكري النكبة علي الارض وهو ما يظهر مدي القمع الاسرائيلي .
وأما المحزن حقا ان المجتمع الدولي يكتفي بدور المتفرج لهذة الانتهاكات والجرائم الانسانية فقد منعت المانيا اي فاعليات فلسطينية علي اراضيها احياء لذكري النكبة . وهو ما يعبر عن موقف المجتمع الدولي الذي طالما سعي للعمل ضد حقوق الشعب الفلسطيني للحصول علي حقة في العودة ففي اخر تقرير صدر عنالجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ان عدد سكان الشعب الفلسطيني 14 مليون نسمة نصفهم من اللاجئين وهو احصاء لم يختلف كثيرا عن احصاء عام 2020 الذي ذكر فيه الجهاز أن عدد الفلسطينيين تضاعف أكثر من 9 مرات منذ أحداث النكبة الفلسطينية في عام 1948، أكثر من نصفهم (6.64 ملايين نسمة) في فلسطين التاريخية، منهم 1.6 مليون في أراضي الداخل.
فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم نهاية العام الماضي حوالي 13.4 مليون نسمة، رغم تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام 1948، ونزوح أكثر من 200 ألف غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران 1967.
وأفاد الجهاز ، بأن عدد الفلسطينيين نهاية 2019 بالضفة الغربية بما فيها القدس بلغ 3.02 ملايين نسمة، وحوالي 2.02 مليون نسمة في قطاع غزة.
وبلغ عدد السكان بالقدس حوالي 457 ألف نسمة، منهم حوالي 65% (حوالي 295 ألف نسمة) يقيمون في المناطق الشرقية من المدينة.
وبناءً على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون حوالي 49.7% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، في حين يشكل اليهود ما نسبته 50.3% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2)، بما فيها من موارد وما عليها من سكان.
وأشار التقرير إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1,682 كم2 من أرض فلسطين التاريخية وتشكل ما نسبته 6.2%.
وأضاف "بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي عام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود".
وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود الى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني، حيث تضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي.
وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ عام 1948 وحتى عام 1975 تدفق إلى فلسطين أكثر من 540 ألف يهودي، وفق التقرير.
وأكد التقرير أن أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير، شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته هذه النكبة وما زالت من عملية تطهير عرقي، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يزيد على 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.
وسيطر الاحتلال خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير531 منها بالكامل، وما تبقى تم اخضاعه الى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني.
وأشارت سجلات وكالة "الأونروا" إلى أن عدد اللاجئين المسجلين لعام 2019، حوالي 5.6 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيش حوالي 28.4% منهم في 58 مخيمًا رسميًا تابعًا لوكالة الغوث، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وقال تقرير الإحصاء الفلسطيني إن هذه التقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف الأونروا"، ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب، الذين لم يكونوا لاجئين أصلا.