طباعة
sada-elarab.com/630197
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" (صدق الله العظيم)
تحتفل مصر اليوم بيوم الشهيد، في التاسع من مارس من كل عام، وهو اليوم الذي نفتخر فيه بأبناء الوطن، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى إستشهاد البطل الفريق أول "عبدالمنعم رياض" الذي إستشهد في نفس هذا اليوم من عام 1969
ويوم الشهيد هو مناسبه وطنيه عزيزه وغاليه علي قلوبنا، نتذكر فيها تضحيات نخبه من أعز وأوفى وأنبل أبناء الدوله المصريه، الذين جادوا بأرواحهم الطاهره ودمائهم الزكيه في أشرف المعارك من أجل رفعة هذا الوطن المعطاء، نتذكر في هذا اليوم عطاء هذه الكوكبه من شهداء مصر الأبرار، الذين وهبوا حياتهم من أجل أن يبقى هذا الوطن شامخاً عزيزاً. هذا اليوم "يوم الشهيد" هو رمز الإعتزاز والفخر بأشرف دماء سالت دفاعاً عن تراب الوطن.
فمن أعظم أيام المجد والفخر في تاريخ أي أمه هو ذلك اليوم الذي تحيى فيه ذكرى شهدائها، وتخلد تضحياتهم في سبيل كرامة بلادهم وعزتها، وتستحضر بطولاتهم التى لا يمحوها الزمن أو تطوى ذكرها الأيام، فلم يعرف التاريخ الإنساني كله أجل ولا أشرف ولا أنبل من الذين يهبون أرواحهم إلي أوطانهم، لأنهم بإختصار يجسدون من خلال ذلك أنبل القيم والمبادئ في كل المجتمعات والثقافات والأديان والمعتقدات، وأكثرها تجرداً وسمواً ورفعه.
ويجسد الإحتفال بيوم الشهيد أهمية التأكيد على فكرة العطاء بدون مقابل، والتضحيه بالروح من أجل كرامة الوطن، فالشهيد رمز حى يبقى بيننا، لأنه قدم حياته فداء لوطنه، وفي كل مناسبه يكون الشهيد هو الحاضر الغائب.
ولم تمر ذكرى أو أي مناسبه إلا ونتذكر جميع الشهداء الذين قدموا حياتهم فداءًا لمصر الحبيبه، خاصة الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من ضباط وجنود قواتنا المسلحة العظيمه، والشرطة المصريه الباسله، ورغم أن قلوبنا تعتصر ألماً وحزناً علي من ضحوا بحياتهم كلما مرت ذكرى إستشهادهم، إلا أنهم يبقوا أحياء بيننا، لأنهم كانوا لنا الفداء ولمصر الرمز والقدوة، ورسموا بدمائهم طريقاً للخلود، ووضعوا أرواحهم على أكفهم وواجهوا الموت بكل شجاعة وبسالة، يدافعون بيقين وثبات عن «وطن» يُقبلون لتبقي شوارعنا آمنه، وتدق الأجراس في كنائسنا، ويرتفع صوت الأذان في مساجدنا، لأنهم علي حق في مواجهة قوى الشر والتطرف وخفافيش الظلام، وخوارج العصر، واستشهدوا في ميادين العزه والشرف من أجل صون الأمن وصون تراب مصر وحماية مقدراتها.
يوم الشهيد هو يوم تعبر فيه مصر عن تقديرها لتضحيات شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن، والدوله المصريه لم تقصر في الإهتمام بأسر وأبناء وزوجات الشهداء، ولم تمر مناسبة إلا ونجد الرئيس عبدالفتاح السيسي يضع أبناء الشهداء في المقدمه، كما أن الدوله المصريه تولى هذه الفئات إهتماماً خاصاً، ورعايه مُطلقه، وهذا أقل شئ يمكن ان تقدمه مصر لأبناء وزوجات الشهداء، فنجد الرئيس يستقبل أسر الشهداء ويحنو عليهم، ليبعث برسالة حب وطمأنينة لهم من جميع أجهزة الدوله، فذاكرة وطننا لم ولن تنسى أسر الشهداء والمناقب التى جسدوها وهم يوسدون أبنائهم سرى الوطن، وأيضاً ذوى الشهداء أظهروا جدارة الأسرة المصريه في تنشئة أبنائها علي القيم العليا ومكارم الأخلاق والثوابت الوطنية، وضربوا المثل في عمق الإيمان والصبر، ورباطة الجأش والوطنيه الصادقه.
يظل شهداء الوطن، هم رموز مصر الحقيقية، وهم الرموز الخالدة في وجدان الوطن، وفي ذاكرة جميع الأجيال، فهذا اليوم "يوم الشهيد" يعكس أروع صور التلاحم الوطني، والترابط الحقيقي بين القيادة والشعب، ففيه نستذكر ذكرى الأبطال، ونغرس في نفوس أبنائنا حب مصر، وتعزيز الإنتماء لها، ونشجعهم علي تقديم كل غالٍ ونفيس مقابل عزتها وإبقاء رايتها خفاقه بين الأمم، واليوم يتعمق فيه بيننا أكثر أن مآثرهم لا تعرف خط نهاية، وأن عطائهم ينبوع خير لا ينضب، ومشكاه لا ينطفئ نورها، فهم حاضرون بيننا في كل إنجاز يتم علي ارض الواقع، وشركاء في كل نجاح، وبصمتهم مطبوعه في ضمير كل مواطن، تحفز على الإخلاص والتفاني، في خدمة مصر وشعبها، ومن أعظم مآثر شهدائنا الأبرار أنهم عززوا الروح الوطنيه في نفوس أبنائنا، فازداد نسيجنا الإجتماعي تماسكاً وصلابه وقوه، وازداد مجتمعنا تكاتفاً وعطاءًا.
سيظل شهر مارس يتميز بعبير أرواح الشهداء الأبرار، ترفرف أرواحهم الطاهرة حولنا في ذكرى يوم الشهيد، ليشهد الوطن علي ما قدموه من تضحيات بدمائهم الذكية، من أجل أن نحيا ويحيا الوطن ومن أجلنا جميعاً لنعيش في إستقرار وأمان وسلام.
كل التحية والسلام والتقدير من كل مواطن مصري لكل الشهداء الأبرار وأسرهم العظيمه.
عظم شهيدك #المجد_للشهداء