من أهم اسباب الانحراف السلوكي الجنسي لدي بعض الشباب غياب دور الأسرة في التربية الجنسية، التي تتناسب مع المراحل العمرية المختلفه للأبناء، وهذا ما توصلت إليه من خلال بحث أجريته على ٥٠٠ فتاة مصرية، حيث وجد أن الغالبية العظمي، منهن يحصلون على المعلومات الخاصة من الأصدقاء والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما نتج عنه اكتساب الشباب للمفاهيم والمعلومات المغلوطة وممارسة السلوكيات الشاذه التي لا تتناسب مع التعاليم الدينية والثقافة الشرقية لمجتمعنا، ولكي نتفادي ما يتعرض له الشباب من مخاطر سلوكية جسيمة، يجب على الأسرة احتواء الشباب مبكرا منذ بداية مرحلة المراهقة وجعل لغة الحوار والنقاش مبدأ أساسي بالأسرة، لأن مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التى يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التى تتسم بالتجديد المستمر، ويكمن الخطر فى ظهور الكثير من التغيرات والصراعات ووجود المشاكل النفسية والسلوكية أثناء هذه المرحلة.
فترة المراهقة هى المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى البلوغ، قد تبدأ من عمر الحادية عشر وتستمر حتى الواحد والعشرون، وتتسم هذه المرحلة بوجود تغيرات فسيولوجية وجسمانية واجتماعية وانفعالية، مما يجعل المراهق يعانى من الكثير من الصراعات:
صراع ما بين الاستقلال من الأسرة واعتماده على الأسرة فى الحصول على الدعم المالى والأمن والأمان، فيشعر المراهق أنه طريد مجتمع الكبار والصغار، فلا يجد نفسه فى لعب الأطفال، ولا يعتد بكلامه فى جلسات الرجال.
أيضا يعانى المراهق من صراع لما تعلمه من الشعائر الدينية فى الصغر وتفكيره الناقد وفلسفته الخاصة للحياة، وأيضا يعانى من الصراع الثقافى بين جيله الذى يعيش فيه، بما له من أراء وأفكار والجيل السابق. كل هذه التغيرات والصراعات، تؤدى إلى ظهور العديد من المشاكل التى تعكر صفو الأسرة، مثل العناد والتمرد والخجل (الانطواء) والسلوك العدوانى والعنف واحتمالية حدوث الانحراف السلوكى مثل التدخين وتعاطى المخدرات والانحراف الجنسى والشذوذ.
ولكى نواجه هذه المشكلات المصاحبه للشباب:
يجب على الأهل الإطلاع والمعرفة والاستفادة من خبرات الآخرين السابقة فى مجال التعامل مع فئه الشباب.
ويجب أيضا إشراك الشباب فى المناقشات العلمية الحياتية، التى تتناول علاج مشكلاته وتعويده على طرح المشكلات ومناقشتها فى جو مليىء بالثقة والصراحة، وكذلك إحاطة الشباب بكل أمور الحياة، بما يتناسب مع مرحلته العمرية وبطريقة مقبولة اجتماعية، تتناسب مع ثقافتنا الشرقية حتى لا يقع الشباب فريسة للجهل والضياع .
فيجب على الآباء تقليل الفجوة، بينهم وبين الأبناء من خلال زرع الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، وإعطاء الأبناء حيز من الحرية ممزوج بالمتابعة والنصح والإرشاد وعلى الآباء تقبل الخصوصية لأبناءهم والحفاظ عليها مع مراقبة تصرفاتهم من خلال الحوار والنقاش .
وتذكروا دائمًا التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والانفتاح على الثقافات الغربية التي لا تتناسب مع تعالمنا الدينية وثقافتنا الشرقية، لذلك واحتواء الأبناء ورسخ المبادىء والتعاليم الدينية منذ الصغر مع توفير المناخ الأسري الممزوج بالحب والاحترام، هو الحل لنشىء جيل يتميز بالسلوكيات السوية الإيجابية الخالية من الانحرافات السلوكية الجنسية.