اخبار
علي جمعة: الإسراء والمعراج معجزة أبدية مستمرة إلى يوم الدين
الأربعاء 23/فبراير/2022 - 09:44 ص
طباعة
sada-elarab.com/628129
في إطار الاستعداد للاحتفال بذكرى رحلة الإسراء والمعراج، نشر الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، وعضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، نبذة عن رحلة الإسراء والمعراج على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مؤكدا أنها لم تكن معجزة منتهية المفعول، محددة الزمان والمكان، بل مازالت ماثلة أمامنا بما احتوته من أحداث وعبر، كما أنها مازالت منهلا عذبا تستفيد منه الأمة في معالجة قضاياها الراهنة اقتداء بالحبيب المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم.
معجزة الإسراء والمعراج
وأضاف «جمعة»، أن معجزة الإسراء والمعراج علم غيب جعله الله شهادة لرسوله، فكان الغيب مرئيا مُشاهدا في عين وبصر النبي صلى الله عليه وسلم، غيب تراه عينه، ويدركه عقله، ويستنير به فهمه، ويستوعبه قلبه، وتعيه مدركاته لتعلم الخلائق جمعاء أنه في أعلى مراتب الإيمان واليقين، فالرحلة التي قام بها صلى الله عليه وسلم، إلى بيت المقدس، ثم معراجه إلى ما فوق السماوات السبع لينتهي به المطاف عند سدرة ليعود فيجد فراشه مازال دافئا، كل هذا أمر لم يتكرر مرة أخرى مع بشر، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى تميز المعجزة عن بقية التاريخ الإنساني جملة وتفصيلا.
الإسراء والمعراج منحة إلهية
وتابع «جمعة»: يقول الله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِير»، وإنها لحظة لطيفة لا يدركها الإنسان بحواسه، فهي معجزة زمانية ومكانية، وهي منحة إلهية وتسرية ربانية للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث تجلى علم الغيب للرسول المجتبى فأصبح علم شهادة، وذلك في انتقاله اللحظي من مكة إلى بيت المقدس.
معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون
وقال مفتي الديار المصرية الأسبق في منشوره، إن معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون إنما هي استثناء، لأن الذي خلق المكان والزمان، اختصرهما وطواهما لسيد الأنام، كما لا يمكن أن يفسر ذلك وفق قوانين الأرض، فهو خروج جزئي وكلي عن قوانين الأرض ومدارك الإنسان، وهو ما تفرد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جمع الله عز وجل له في حادثة واحدة بين هذين الخروجين، ففي الإسراء خروج جزئي وكشف محدد لعالم الغيب أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ أصبح من الممكن للإنسان في العصر الحالي السفر من الشرق إلى الغرب في وقت قصير، مما يؤكد إعجاز الإسراء في ذلك العصر.
الإسراء والمعراج حدثت بالقدرة الإلهية
وأشار الدكتور علي جمعة، إلي أن معجزة الإسراء هي كشف وتجلية للرسول صلى الله عليه وسلم عن أمكنة بعيدة في لحظة خاطفة قصيرة، وكل من له علم بالقدرة الإلهية وطبيعة النبوة لا يستغربون من ذلك شيئا، فالقدرة الإلهية لا يقف أمامها شيء وتتساوي أمامها جميع الأشياء والمقدرات، فما اعتماد الإنسان أن يشاهده ويدركه بحواسه البشرية الضعيفة ليس هو الحكم في تقدير الأمور بالقياس أمام القدرة الإلهية، ومن جهة أخرى فإن من خصائص طبيعة النبوة أن تتصل بالملأ الأعلى وفي هذا الأمر تجليات وفتوحات ربانية يمنحها اللطيف القدير لمن يصطفيه ويختاره من رسله.
العلاقة بين الله ورسله
وتابع «جمعة»: الوصول إلى الملكوت الأعلى بأي وسيلة ليس أغرب من تلقي الرسالة والتواصل مع الذات العلية، ولهذا فقد صدق أبو بكر رضي الله عنه هذه المعجزة قائلا: «إني لأصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء»، وأبو بكر الصديق يشير من واقع إيمانه العميق إلى أن هذه الحادثة ليست قضية مهولة ولا هي ضربا من الخيال، بل هي مسألة معتادة بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين الله ورسله ومن كشف الغيب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عندما عاد وجادله المشركون في مكة غير مستوعبين لتلك المعجزة، وطلبوا منه وصف المسجد الأقصى، جلى الله له المسجد رأي العين، فأخذ يصفه لهم ركنا ركنا.