طباعة
sada-elarab.com/623211
الطاقة مقياس إستقرار الشعوب تتخطى قانون قيصر الأمريكى المنظم للحياة داخل الأراضى السورية بعد حرب طاحنة الممتدة منذ سنوات بعد التوصل لإتفاق لنقل الكهرباء الأردنية عبر الشبكات السورية لإنارة بيروت و مدن لبنان التى أظلمتها الصراعات السياسية ، فالطاقة كانت هى المؤشر الأول لسوء الأوضاع فى لبنان و كانت الجسر الذى أعاد وزراء الحكومة السورية إلى الواجهة ممثلة فى المهندس غسان الزامل وزير الكهرباء و الطاقة السورى ، فما عجزت عنه المؤسسات السياسية لسنوات نجحت فيه قوة الطاقة غير المرئية التى تسير فى الكابلات و تؤثر فى جميع مناحى الحياة ، وحدها الطاقة التى وافقت أمريكا على عبورها دون قيد أو شرط ، وحدها الطاقة التى رعاها البنك الدولى دون مفاوضات و حسابات إقتصادية تمتد فى بعض الأحيان إى أعوام ، وحدها الطاقة التى لا حدود لها .
يذكر أن قانون قيصر هو أسم للعديد من القوانين الأمريكية التى تستهدف حماية المدنيين السوريين فى مواجهة الحكومة السورية و التى أقرها الكونجرس الأمريكى ، وهو مشروع يستهدف الأفراد و الشركات الذين يقدمون المساعدة و التمويل للدولة السورية ، ويستهدف عدد من الصناعات السورية بما فى ذلك البينية التحتية و الصناعات العسكرية و إنتاج الطاقة ، وقد تم إقرار هذا القانون بداية من ديسمبر 2019م.
والربط الكهربائى الأردنى السورى اللبنانى هو حلقة من سلسلة ربط كهربائى تتزعمه الدولة المصرية يربط ليبيا بمصر و المملكة العربية و الأردن و العراق و غيرهم من الدول العربية ، فالبينية التحتية المصرية و خبرات الطاقة التى إزدادت بشكل ملموس خلال السنوات القليلة الماضية تؤهل لربط كهربائى يفوق التعاقدات و الإتفاقيات التى تم الإعلان عنها و البقية تأتى .
وسبق ذلك نقل الغاز المصرى إلى لبنان بناء على إتفاق رباعى بين مصر و الأردن و سوريا و لبنان ، والذى بموجبه يضخ الغاز المصرى فى الأنابيب إلى لبنان مروراً بالأردن و سوريا بعد أحد عشرة عاماً من توقفه والذى يرى المراقبون أن هذا الخط ليس فقط لمساعدة لبنان فى تجاوز أزمته بل قد يمتد وصولاً إلى مشروع طموح يحمل أسم خط الغاز العربى ، يذكر أن الربط بين مصر و دول الشام ومن ثم إلى أوروبا مروراً بتركيا حلم قديم يراوض الدول العربية ، ومنذ أيام عاد هذا المشروع العملاق إلى الواجهة من خلال الإعلان عن إحياء اتفاق قديم لتزويد لبنان بالغاز المصري عبر هذا الخط، لتشغيل محطة الكهرباء في دير عمار شمال لبنان ، وهذا الربط يحتوى على عدة مراحل ، مرحلتها الأولى بين العريش و العقبة الأردنية تم إنجازه فى 2003م ، بطول 265 كم ، و المرحلة الثانية من العقبة إلى الرحاب داخل الأردن ، و المرحلة الثالثة من الأردن إلى دير على بدمشق ، ومنها إلى حمص وتم إنجازه فى 2008م ، و المرحلة الرابعة كان من المفترض أن تصل بين حمص و شبكة الأنابيب التركية وهو ما تعثر نتيجة الإضطرابات التى شهدتها سوريا و توتر العلاقات التركية العربية .