الشارع السياسي

"القاهرة_كيب تاون" طريق عبور القارة السمراء للتنمية والتكامل الإقتصادي والإندماج

الأربعاء 08/ديسمبر/2021 - 06:57 م

sada-elarab.com/617667

بقلم : عبدالناصر محمد

يعد طريق القاهرة _ كيب تاون محور تنموي يضم 9 دول افريقية يبدأ من القاهرة في الشمال وينتهي جنوب القارة في دولة جنوب افريقيا حيث يضم تسع دول أفريقية هي مصر التي تعد نقطة البداية ثم السودان وإثيوبيا، وكينيا وتنزانيا وزامبيا، ثم زيمبابوي والغابون، وينتهي في عاصمة جنوب أفريقيا كيب تاون

يطلق على طريق القاهرة _ كيب تاون طريق إفريقيا السريع أو طريق الشمال العظيم وهو يعد أحد أهم مشروعات البنية التحتية في القارة السمراء يستهدف الربط التجاري بين دول إفريقيا.

ويمثل هذا المحور ثلث سكان القارة ونصف ناتجها المحلي فطريق القاهرة كيب تاون طريق عبور القارة السمراء للتكامل الإقتصادي والاندماج خاصة لأهميته في تحقيق الاندماج الكامل مع كل دول القارة السمراء وزيادة التبادل التجاري والاستثماري الافريقي عن طريق تفعيل منظمة التجارة الحرة الأفريقية

يتم إعداد دراسات تنفيذ طريق القاهرة _ كيب تاون في التسع دول التي يمر بها فالمرحلة الأولى لهذا المشروع تبدأ من مدينة الإسكندرية في شمال مصر حتى مدينة أرقين على الحدود بين مصر والسودان وتم تمهيد الطريق المخطط لها في مصر حيث سيمر بمحافظات الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان

وفي إطار تحقيق الإندماج المصري الأفريقي وبناء تكتل اقتصادي قوي لدول القارة مبني على الشراكة يأتي إنشاء طريق القاهرة _ كيب تاون لزيادة التعاون التجاري والاستثماري الافريقي وهذا يأتي ضمن الأجندة الأفريقية 2063 والتي تبناها الاتحاد الأفريقي عام 2013

يعد هذا الطريق من أهم مشروعات التنمية على المستوى العالمي يهدف إلى تنمية حركة التجارة بين دول افريقيا مما يزيد معدلات التجارة العالمية ويحقق رواج اقتصادي لكل دول العالم.

وقد أنهت مصر الجزء الخاص بها حتى الحدود السودانية وتنفذ شركة المقاولون العرب جزأين من الطريق بين إثيوبيا وكينيا وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى البالغة 95 كم كما يتم العمل على الانتهاء من المرحلة الثانية التي تقدر بـ74 كم

ويمثل هذا الطريق أهمية كبيرة في تعزيز شبكة الاتصال مع دول القارة ويساهم في تقليص حجم الحواجز الجمركية مما يزيد من انتعاش التجارة الأفريقية

ان إكتمال طريق القاهرة _ كيب تاون سيحقق نتائج لا تعد ولا تحصى على المستوى الأفريقي يضاعف حجم التجارة البينية ويزيد من فرص الاستثمار البيني وسيكون له مردود إيجابي على اتفاقيات التعاون المشترك خاصة اتفاقية الكوميسا واتفاقية التجارة الحرة الأفريقية

أما مردوده على مصر فيزيد حجم الصادرات والواردات المصرية من وإلى دول القارة وخاصة مع دول حوض النيل ويجعل مصر حلقة وصل لنقل البضائع بين أوربا وآسيا إلى أفريقيا ويسهم في تحقيق مخطط الحكومة المصرية لمضاعفة حجم الصادرات المصرية إلى أفريقيا لتصل إلى 30 مليار دولار

أن الانتهاء من هذا الطريق يؤكد جدية الدول الأفريقية في إقامة روابط وقنوات إتصال تهدف إلى تحقيق أهداف الشراكة البينية فحجم التبادل التجاري بين مصر ودول أفريقيا حقق نمواً ملحوظاً وخاصة مع دول حوض النيل حيث بلغت الصادرات المصرية نحو 1.2 مليار دولار أميركي نهاية عام 2019 بزيادة 1.4 في المئة عن 2018

وتقدر قيمة التبادل التجاري بين القاهرة ودول "الكوميسا" نحو 3.9 مليار دولار

يوفر طريق القاهرة _ كيب تاون تكاليف الشحن والنقل مما يزيد من انتعاش التجارة البينية

كما يعد طريق القاهرة _ كيب تاون أحد أهم محاور الربط الإقليمية بين مصر ودول افريقيا يعمل على تسهيل نقل البضائع بين دول افريقيا التي كانت تواجه الكثير من العراقيل في عمليات الاستيراد والتصدير

طريق القاهرة _ كيب تاون يعد أهم وأطول طريق بري حيث يقدر طول الطريق 9700 كم مما يساهم في نمو حركة النقل البري بين دول افريقيا ويتم نقل البضائع بين الدول التي يمر بها في زمن قياسي لا يزيد عن 4 أيام على عكس النقل البحري الذي يستغرق شهوراً كما أن هذا الطريق سيفتح مجالات التنمية للمواطن الأفريقي ويخلق الكثير من فرص العمل ويحسن مستوى المعيشة للمواطن الأفريقي

طريق القاهرة _ كيب تاون سيكون أحد أهم شرايين التنمية بالقارة الأفريقية لخلق تنمية صناعية وزراعية وسكنية جديدة ويزيد حجم الاستثمارات الأجنبية بالقارة ومن المتوقع الانتهاء من هذا الطريق في عام 2024

ومن أهم نتائج إقامة هذا الطريق أنه يساهم في النهوض بدول القارة تجارياً واقتصادياً وتحسين اقتصادياتها وتحقيق الوحدة الأفريقية وتوطيد العلاقات البينية وتقارب الثقافات بشكل كبير ومطلوب تضافر جهود الدول الأفريقية للإسراع في تنفيذه وإزالة أي تحديات تواجهه لتحقيق التنمية الشاملة لدول القارة

أن إنشاء هذا الطريق سيكون له بالغ الأثر على القارة السمراء جراء هذا المشروع الكبير الذي يسهم في إقامة أسواق مشتركة بالقارة الأفريقية وفتح آفاق تنموية جديدة كما يمنح السوق الأفريقية القدرة على التنافس بالسوق العالمية

ويفتح آفاق جديدة أمام الشباب للحصول على فرص العمل وتقليص معدلات البطالة وتحقيق التنمية الشاملة

ويؤدى إلى تبادل الخبرات بين الدول الأفريقية فى مجالات الزراعة و الصناعة ويساعد على زيادة التعاقدات بين المستثمرين في شتي المجالات وهذا يعود بالنفع على الاقتصاد الأفريقي

ومن أهم إيجابيات مشروع القاهرة _ كيب تاون يتمثل في التوسع في الشريان النقلي لأفريقيا وزيادة حجم التبادل التجاري بين دول أفريقيا مع سرعة وصول البضائع في زمن قياسي وسريع

كما يعد أحد المشروعات الطموحة التي تبنتها دول افريقيا وتعمل على تنفيذها وأهميته تكمن في ربط شبكة الطرق الأفريقية وهذا بدوره سيسهم فى زيادة عملية التبادل التجاري بين دول القارة السمراء و زيادة الاعتماد الذاتي على الإنتاج الأفريقي وزيادة حجم الصادرات وزيادة حجم الاستثمارات بها وزيادة العملة الصعبة.