الشارع السياسي
بدء أعمال الدورة الثالثة للمجلس العربي للسكان والتنمية الذي تنظمه الجامعة العربية
الثلاثاء 07/ديسمبر/2021 - 12:51 م
طباعة
sada-elarab.com/617385
بدأت اليوم اعمال الدورة الثالثة للمجلس العربي للسكان والتنمية الذي تنظمه جامعة الدول العربية ويعقد برئاسة يوسف شُرفة، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائري ، وبمشاركة الوزراء المعنيين بالسكان والتنمية ورؤساء الوفود من الدول العربية
.
ويناقش المجلس على مدي يومين جدول اعمال يتضمن 13 بندا منها ، الاستراتيجية العربية للتخطيط السكاني؛ المشاركة في الدورة 55 للجنة السكان والتنمية للعام 2022؛ تأثير التغيرات المناخية على السكان في الدول العربية؛ تعزيز قدرات العاملين في الشأن السكاني حول استخدام البرمجيات الحديثة؛ المخاطر الاجتماعية وسبل مواجهتها؛ بناء قدرات الإعلاميين لتوظيف الفنون الإعلامية الحديثة لدعم قضايا السكان والتنمية.
وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في كلمة افتتاحية أن المؤتمر
يعقد خلال فترة عصيبة وحرجة حيث لاتزال جائحة فيروس كورونا المستجد وطفراته تضرب العالم بقوة من جديد بالرغم من تسريع وتيرة عمليات التطعيم على مستوى العالم؛ ومخلفة وراءها حصيلة ما يقرب من 5 ملايين وفاة و263 مليون مصاب على مستوى العالم، ومتسببة في نكسات خطيرة للمكاسب الإنمائية عالمياً، فضلاً عن التداعيات السلبية طويلة الأجل والتي القت بظلالها القاتمة على الاقتصاد العالمي بشكل غير مسبوق يكاد يفوق في شدته الكساد العظيم.
وقالت إن هذه الجائحة أبرزت أزمة الضعف الجذري للهيكل العالمي للرعاية الصحية وبخاصةً تلك المرتبطة بتوفير معلومات وخدمات الصحة الإنجابية والجنسية مما أدى الى تغير معدلات الخصوبة؛ حيث أظهرت تحاليل البيانات مؤخرا أن الوباء أوقف الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة وعطل برامج الصحة الإنجابية مما أدى إلى حوالي 7 ملايين من الحمل الغير مرغوب فيه بين الفئات الهشة.
ولفتت إلى إن إعادة تخصيص الموارد بعيدًا عن هذه الخدمات خلال هذه الجائحة كان له تأثيرا سلبياً على صحة النساء والفتيات، وأدى إلى تفاقم فجوة عدم المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وبذلك كانت النساء المتضرر الأكبر من كل التبعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية خلال هذه الأزمة.
وأشارت إلى الدول العربية تشترك في عدد من القضايا والتحديات السكانية والتنموية والتي تؤثر على مسيرتها نحو تحقيق التنمية المستدامة، ولعل أبرزها على سبيل المثال لا الحصر تلك المرتبطة بقضايا الصحة الانجابية وما يرتبط بها من ممارسات ضارة (زواج قسري، العنف ضد المرأة وارتفاع معدلات الانجاب)، بالإضافة إلى المعوقات المرتبطة بالأعراف الاجتماعية وديناميات النوع الاجتماعي وتمكين المرأة، فضلا عن التحديات المرتبطة بفجوة المعلومات نتيجة وجود قصور شديد في البيانات والمعلومات وإتاحتها في الدول العربية.
وقالت أن كل هذه التحديات تلعب دورا هاما في بلورة رؤية المنطقة وتنبثق عنها أولويات القضايا السكانية التي تتمحور بشكل رئيسي حول إدماج الديناميات السكانية في جهود التنمية، والعمل على تحقيق العائد الديمغرافي.
وأضافت قائلة "نعقد اليوم الدورة العادية الثالثة للمجلس العربي للسكان والتنمية، هذا المجلس الوليد الذي أتت ظروف انشائه بالتزامن مع جائحة وضعت العالم امام تحديات جسام تمس الانسان مباشرة ان كان بروحه او بقوته".
وأشارت إلى أن المجلس حاول ان يقوم بمهامه في ظل كل هذه التحديات وينفذ قراراته بالطرق والوسائل المتاحة لديه مع عدد من الشركاء على رأسهم صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأعربت عن أملها بدفع عمل المجلس ودعمه لكي يقوى ويتمكن ويساهم في دفع قضايا السكان والتنمية ضمن عجلة التنمية.
وأشارت إلى أن المجلس العربي للسكان والتنمية عمل خلال الدورتين السابقتين على بلورة الاستراتيجية العربية للتخطيط السكاني لكي تمثل اطاراً مرجعياً للدول العربية يمكن من خلاله بلورة رؤية للمنطقة تستجيب للتحديات الإنمائية والديناميات السكانية وتساهم في تطوير خطط تنفيذية واستراتيجيات وطنية للسكان.
كما عقد تحت مظلته ورش تدريبية لتعزيز قدرات المجالس واللجان الوطنية للسكان: الإدارة المحكمة بالنتائج بالتعاون مع المجلس الأعلى للسكان في الأردن وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان؛ فضلاً عن العديد من الاجتماعات ناقشت خلالها المواضيع السكانية الطارئة وذات الأولوية كالسكان والأمن الغذائي والصحة الإنجابية والإسلام؛ وأيضاً تم اصدار العديد من الدراسات منها منا تم تعميمه على الدول الأعضاء ومنه ما زال قيد المراجعة.
واوضحت ان جدول الأعمال يتضمن عددا من الموضوعات التي تهدف بمجملها لمواجهة وتخفيف آثار الجائحة على الفئات السكانية المختلفة وكذلك الحفاظ على ما تحقق على الأرض من مكاسب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية 1994 وإعلان القاهرة 2013.
وقالت إن المجلس يسعى لمواكبة المستجدات والأولويات المطروحة على الساحة الدولية والعالمية ولعل أبرزها التغيرات المناخية، حيث يفرض التصاعد المتسارع لقضية التغير المناخي، ومظاهرها وتبعاتها المتعددة تحديات كبيرة على مختلف الفئات السكانية، وكذلك شيخوخة السكان كأحد الديناميات السكانية التي تلقى بتداعياتها على النمو الاقتصادي وما يترتب عليه زيادة الضغوط المالية والضغوط على الاقتصاد الكلي.
وأكدت أهمية قطاع الاعلام وما لديه من تأثير في حشد التأييد ورفع الوعي لدى المجتمع بالقضايا السكانية المختلفة وتعزيز دور المجلس العربي للسكان والتنمية بالوصول الى كافة شرائح المجتمع، وخاصة ان هدفنا الأول والأخير هو "ان لا يتخلف احد عن الركب"
وفي ختام كلمتها تقدمت بالشكر للوزراء على الحضور والى الوفود المشاركة وكل من ساهم في تنظيم هذا الاجتماع وحيت الشراكة المتواصلة والمتعززة بين جامعة الدول العربية وصندوق الأمم المتحدة للسكان الأسرة والتي كان لها الأثر القيم على فعاليات وأدوار إدارة السياسات السكانية والعديد من إدارات القطاع الاجتماعي، والوقع الايجابي على العمل العربي المشترك الاجتماعي والسكاني والتنموي وكذلك الشركاء من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ومنظمة شركاء من أجل السكان والتنمية والاتحاد الدولي لتنظيم.