طباعة
sada-elarab.com/600954
المتابع جيدًا للسياسة الخارجية، يجد أن مصر ممثلة فى القيادة السياسية حرصت على تعزيز التعاون مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، فمنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، إدارة شؤون البلاد، أبدى اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف الحيوى والمهم، حتى نجح الرئيس فى إعادة مصر إلى دورها الإقليمى والمحورى على كافة الأصعدة، عقب سنوات عجاف.
النظام المصرى الحالى أعاد لمصر دورها الفاعل والمؤثر إقليميا ودوليا، بعدما نجح فى حسم عدد من الملفات الفاعلة على المستوى الإقليمى والإفريقى، نتيجة لجهود كبيرة بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة فى الملف الإفريقى من خلال التقارب الكبير، بعد تهميش واضح خلال العقود السابقة، الأمر الذى دفع البعض ممن يحملون الكراهية لمصر لاستغلال هذا الفراغ للتوغل داخل هذه البلدان والتأثير على قرارات هذه الدول، فما كان إلا العودة للحضن الإفريقى لقطع الطريق على كل هؤلاء، وهو نجاح كبير حققه الرئيس السيسى فى هذا الملف.
وبالنظر إلى التحركات المصرية والتواجد على الساحة الإقليمية، نجد أن القيادة المصرية حريصة على التواجد فى كل الفعاليات بما يخدم المصالح المشتركة بين الدول، ومن هذا المنطلق جاءت مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر بغداد للشراكة والتنمية، الذى عقد مؤخرا، بمشاركة مجموعة من الدول شملت مصر والأردن والسعودية والكويت والإمارات وقطر وتركيا وإيران وفرنسا، إضافة إلى المنظمات الإقليمية الكبرى، ممثلة فى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجى ومنظمة التعاون الإسلامى.
مشاركة مصر فى المؤتمر، جاءت تأكيدا لموقف مصر الداعم لوحدة واستقرار العراق واستعادته لقوته ومكانته الإقليمية، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ألقى كلمة وجه من خلالها مجموعة من الرسائل تمثلت فى تجسيد مستوى غير مسبوق للتعاون وعلاقات الشراكة مع الأشقاء العراقيين، وكذلك الرغبة الصادقة فى تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء عبر آليات فعالة ومتعددة على الصعيد الثنائى المصرى العراقى أو الثلاثى المصرى العراقى الأردنى، إلا أن الرسالة الأقوى كانت موجهة إلى الشعب العراقى مفادها "حافظوا على بلادكم وشاركوا فى الانتخابات المقبلة، وابنوا وعمروا وتعاونوا فالعراق يستحق بكم الرقى والتطور والسلام، ولكم أخوة فى مصر حريصون على نهضتكم ومرحبون بنقل تجربتهم فى مجالات مختلفة، والشعب الذى يملك هذه الحضارة العريقة يملك مستقبلا واعدا".
تأتى هذه المشاركة بعد شهرين تقريبًا من الزيارة التاريخية للرئيس السيسى إلى العراق كأول رئيس مصرى يزور بغداد منذ 30 عاما للمشاركة فى فعاليات القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن، واستكمال ما تحقق خلال القمم السابقة التى انطلقت عام 2019، فى مختلف المجالات ومتابعة المشروعات التى يجرى تنفيذها، بشكل يوضح عمق العلاقات التاريخية المتميزة بين الدول الثلاث، فضلا عن تعزيز التشاور السياسى بينهم حول سبل التصدى للتحديات التى تواجه الوطن العربى ومنطقة الشرق الأوسط، وفقًا لما أعلنه المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية.
خلاصة القول إن الرئيس السيسى يقدم نموذجًا فريدًا فى التعامل مع الملفات الخارجية والحرص على التقارب والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بما يخدم المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا.