طباعة
sada-elarab.com/595547
بالرغم من أنها التجربة الأولى للمؤلف الدكتور شادي عدلي في عالم الكتابة المنشورة، إلا انها بلا شك تنبئ بمولد كاتب موهوب فذ، متمكن لغوياً ويعرف جيداً كيفية اختيار الفاظه واستخدامها في المكان المناسب للتعبير عما يريد. شادي يقدم لنا وجبة دسمة من الخواطر الشعرية في سياق روائي شيق يصفها المؤلف بانها مجموعة من المواقف الحياتية متفرقه في صورة متصلة منفصله حول الصراع الدائم بين العقل والقلب وسطوة احدهما على الآخر.
يصف أيضا الكاتب أوراقه وما تحوية من مشاهد واحداث بانها حقيقية .. حقيقة الموت ذاته، وهو شيء يلمسه مباشرة من يقرا هذه الأوراق. فبالرغم من بساطة التعبير إلا انه قاسي إلى ابعد الحدود. بمجرد تصفح الجزء الأول منها، تلتهمك التجربة في خضم من المشاعر ندر وجودها واستشعارها في زماننا الحاضر بكل ما يحيطنا من مادية إلى ابعد الحدود. تأني هذه الأوراق كالصفعة او الصدمة التي تنبهنا لوجود آخر وبعد لم نعهده منذ زمن بعيد، وعكس تيارات الكتابة السائدة في هذا العصر المليئة بالعنف اوالتي تميل للرعب لتلبية الرغبة المحمومة لنوع واحد من القراء، تأتي هذه التجربة المتفردة لتنثر قطرات من الندى على القلوب العطشى لمثل هذا النوع من الاعمال.
صدق التجربة والكلمات تستشعره من الصفحات الأولى، بل ومن السطور الأولى لينقلك إلى عالم المؤلف مباشرة ويهتز معه مقياس توترك فرحا وحزنا وربما ألماً مع كل قمم وقيعان الرواية حتى ترسو بك في مرفأها الاخير.
لن يكون هذا غريبا اذا علمنا ان المؤلف يعد شخصا متعدد المواهب فهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفنون- تخصص التصميم الداخلي، حيث اختار أيضا موضوعاً مختلفاً حول استخدام علم الطاقة داخل الفراغات المعمارية -عمل في مجال التدريس الجامعي والاستشارات الهندسية في مصر لسنوات ثم انتقل للعمل كمدير للمشروعات بأحدي كبرى شركات التطوير العقارية. حصل على عدة جوائز في كتابة القصة القصيرة أيام الدراسة الجامعية. شادي له أيضا باع طويل وسابقة اعمال في عالم الفنون بالمشاركة في العديد من معارض التصوير الضوئي محليا وعالميا حيث حصد أيضا عددا من الجوائز في هذا المجال من داخل مصر وخارجها.
حازت الرواية على قبول واعجاب العديد من الشخصيات العامة والخاصة في المجتمع بالفعل وقد قاربت الطبعة الأولى على النفاذ.
تحية واجبة للمؤلف على صدقه وجرأته في نشر تجربته الذاتية بهذا الأسلوب البديع وتحية لدار النشر التي تتبنى مثل هذه الاعمال الواعدة لإخراج جيل جديد واعد من المؤلفين عكس التيار.
في انتظار أعمال أخرى ونجاحات أكبر!