فن وثقافة
كلمة يصدر ترجمة رواية "يوم كان جدي بطلاً" لمؤلفها باولوس هوخغاترير
الخميس 29/يوليو/2021 - 10:58 ص
طباعة
sada-elarab.com/593276
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبو ظبي ترجمة رواية " يوم كان جدي بطلاً"، لمؤلفها باولوس هوخغاترير، وقد نقلها إلى اللغة العربية عن اللغة الألمانية الدكتور الفارس علي وراجع الترجمة الأستاذ مصطفى السليمان.
تدور أحداث الرواية في نهاية الحرب العالمية الثانية، بإحدى المزارع النمساوية، حيث تتولى عائلة يعقوب لايتنر رعاية الفتاة المنكوبة كورنيليا داينهارت ذات الثلاثة عشر عامًا، التي تعاني من صدمة عصبية فقدت على أثرها ذاكرتها، عقب إحدى الغارات الجوية لدول الحلفاء على بلدتها سانت فالنتين في أكتوبر 1944، فأصابت منزلها، وأفقدتها عائلتها.
ينقل المؤلف باولوس هوخغاترير، وهو اختصاصي بعلم نفس الأطفال، أجواء الحرب من منظور الفتاة كورنيليا، التي أطلقت عليها عائلتها الجديدة اسم نيللي. فقد درجت على تدوين تفاصيل الحياة في هذه المزرعة في دفترها البني، سواء علاقاتها بأفراد العائلة المكوّنة من المزارع يعقوب، وزوجته باربرا، وبناته الخمس، وأخيه الأكبر لورنز، أم بغيرها من الأسر والشخصيات المجاورة، وأن ترصد بقلمها ملامح هذه الشخصيات بدقة فائقة، وتستعرض علاقاتها المتأرجحة مع بنات المزرعة، خصوصًا الفتاة أنتونيا التي اتسمت علاقتها بها بالغيرة، والشك، والغضب، والحقد، في مقابل علاقتها بآنيماري المتميّزة بالدفء والمودة الممزوجة بالحدب. بعد خمسة أشهر، تفد إلى المزرعة مجموعة من سكان البلدة للاحتماء من الغارات الجوية التي لا تتوقف، وفي معيّتهم شاب روسي هارب من أسر القوات الألمانية، بحوزته لوحة فنية بها أشكال هندسية غريبة، مدعيًّا أنها له، وأنه منتمٍ إلى المدرسة الفنية السوبرماتية. توليه الفتاة نيللي اهتمامًا خاصًّا، وتتطوّر بينهما علاقة مرهفة، وترقُب في الوقت نفسه علاقته بالفتاة أنتونيا. تقترح عليه نيللي أن ينتحل لنفسه اسم شخصية ألمانية منحدرة من منطقة الدانوب، تمويهًا لملاحقيه. قبيل نهاية الحرب بأسابيع قليلة تصل مفرزة من فرقة المدرعات الألمانية المعروفة بفرقة الكلاب السلوقية، مكوّنة من ملازم، وعريفين. يخضع الملازم مجتمع المزرعة الصغير بقسوة لوصايته، مستهينًا بأعرافه، وخصوصيته، وطقوسه الدينية. ويقوم الملازم بالتحقيق مع الشاب الروسي، إذ ارتاب في أمره من أول وهلة، ويقدّمه لمحكمة عسكرية صورية انعقدت وانفضت في غضون ساعة، داخل إحدى غرف المزرعة، تنتهي بإعدامه رميًا بالرصاص، وهو ما حدا بالجد لورنز إلى اتخاذ قرار وجودي، أضحى به في نظر الفتاة نيللي بطلًا. توثق نيللي في دفترها البني هذه الحادثة بالإضافة إلى حادثتين أخريين؛ تتعلق الأولى بمأساة أسرة صغيرة لقي طفلها حتفه غرقًا. أما الأخرى، فتتعلق بطيار أمريكي وقع في أيدي جمهرة من الناس، قد تملكهم الغضب من جراء الغارات الجوية، فلم يتردّدوا لحظة في اتخاذ قرار بشنقه.
رواية قصيرة منسوجة نسجًا بليغًا محكمًا، تطالع في مرآتها أشكالًا متعدّدة من الموت والحياة؛ الموت العبثي في "الزمان الأصفر،" على نحو ما عبّرت به إحدى فتيات المزرعة. علاوة على ذلك، فهي رواية تحتوي على الكثير من الحياة التي تتراءى لك في ثنائيات مختلفة تجمعهما أحيانًا لحظة واحدة؛ الحب والغيرة، الشغف والجفوة، الرضى والسخط، القناعة والشره، الخيبة والرجاء، التعاطف والتحامل، الحقائق والأساطير، الإيمان والهرطقة، والدّين. يكتشف القارئ مع آخر سطر من سطور هذه الرواية، أنه كان بحضرة عمل متميّز، حري بأن يدرج ضمن روائع الأدب العالمي، بل الألماني – عمل يسمح، شأن كل الأعمال الأدبية العظيمة، بتأويلات أخرى عديدة، ربما بعدد قرائه.
باولوس هوخغاترير؛ هو كاتب، ومتخصص في علم نفس الأطفال. حاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، آخرها شهادة الفن النمساوي عام 2010. نشر عدة أعمال، أشهرها: "حديث عن الجراحة" (2005)، و"قاعدة نيستن" (1995)، و"قصة المياه البرية" (1997)، و"كاريتا كاريتا" (1999)، و"حديث عن الغربان" (2002)، و"حلاوة الدنيا" (2006)، و"بيت المراتب" (2010).
الفارس علي؛ هو أكاديمي ومترجم، تخرج في جامعة القاهرة، وحصل منها على ماجستير الدراسات اللغوية المقارنة عام 1995، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة برلين الحرة عام 2006 في الدراسات السامية واللغوية المقارنة. يعمل أستاذًا مساعدًا بجامعة القاهرة، وجامعة زايد. وللمترجم عدد من المؤلفات والمقالات المحكمة في مجال تخصصه والترجمات عن الألمانية، أبرزها "مادلين الزائفة" عن مشروع "كلمة" عام 2017. وقد نال جائزة جامعة القاهرة في النشر العلمي.