عربي وعالمي
مكتبة المسجد النبوي.. منارة للعلم والمعرفة
الأربعاء 28/يوليو/2021 - 02:49 م
طباعة
sada-elarab.com/593131
تُعد مكتبة المسجد النبوي مركزًا رئيسيًا من مراكز العلم بمدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-وتحتوي على مجموعاتٍ كبيرةٍ من مصادر المعرفة، كما تهيّئ لمرتاديها سُبلاً عديدة للحصول على المعرفة بمختلفِ أشكالها.
ففي العام التالي من توحيد المملكة العربية السعودية وافق الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على مقترح إنشاء مكتبة المسجد النبوي في عام 1352 هـ، وكان أول مدير لها أحمد بن ياسين الخياري وأول موقع لها كان في الطابق العلوي من باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الناحية الشمالية الغربية من التوسعة السعودية الأولى، وفي عام ١٤٢٨ هـ خصصت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي موقعاٌ في السطح الغربي الشمالي من التوسعة السعودية الثانية يتسع لجميع القاعات والدخول إليها من خلال صعود السلم الكهربائي في باب رقم " 10 " ، حيث تعمل الإدارة العامة لمكتبة المسجد النبوي والإدارات التابعة لها على استقبال الزوار والرواد على مدار 24 ساعة يومياً طوال العام، وتحتوي على 10 مهام متنوعة لراحة الزائرين والباحثين وطلاب العلم.
وتشتمل المكتبة على عدد من الإدارات والأقسام المتخصصة، ومنها إدارة المكتبة الرقمية الذكية، التي جاءت بعد التحول الرقمي العالمي في المعلومات حيث رأت إدارة مكتبة بالمسجد النبوي أن الاستفادة من الحواسيب أصبح ضرورة لطلاب العلم والباحثين ووفرت خمسة حواسيب تحتوى على كتب معينه محملة على الأجهزة نفسها، فكانت هذه الخطوة هي النواة التي بدأت منها المكتبة الرقمية ، وفي عام 1425هـ اُفتُتِحَت قاعة في باب 12 وتحمل اسم (المكتبة الرقمية) التي كانت تحتوي على 27 جهازاً ، ثم جرى تحويلها داخل المكتبة العامة باب 10 وفي عام 1428هـ أصبحت إدارة مستقلة بمسمى (إدارة المكتبة الرقمية الذكية ) تابعة للإدارة العامة لمكتبة المسجد النبوي، وأصبحت تضم عدة أقسام مختلفة، ويوجد بالمكتبة الرقمية (146000) كتاب رقمي .
وكذلك إدارة الخدمات المكتبية ووحدة مكتبة الطفل، التي تحتوي على قاعة كبيرة ومجهزة بجميع الخدمات من التكييف والإضاءة وسقيا زمزم والفرش والطاولات والكراسي وأجهزة الحاسب الآلي والأنظمة التقنية الحديثة لاستقبال جميع الباحثين والزائرين، كما يوجد بها جميع الكتب التي وردت عن طريق الشراء أو الإهداء أو الوقف، وتحتوي على أكثر من 178 ألف كتاب و516 دولابا وتتسع لأكثر من (300) زائر في الساعة، ويوجد بها (72) تصنيفا للعلوم والفنون، وترتب الكتب بالترتيب الأبجدي حسب حروف فهرسة كل كتاب، كما تُميّز الكتب بالترميز الرقمي " بالباركود " بألوان مختلفة لكل تصنيف، فيما تقوم مكتبة الطفل بتقديم المواد واستقبال الأطفال وتضم أكثر من (130) مصدرا شاملا للقصص والسيرة النبوية وغيرها من الكتب المناسبة لهم.
كما تضم مكتبة المسجد النبوي إدارة المخطوطات،التي تقع في الدور الأول والثاني من باب عثمان بن عفان -رضي الله عنه- نهاية التوسعة السعودية الأولى، وتضم خزانة المخطوطات الأصلية ( كتب ومصاحف ) ومصورات رقمية وأجهزة تصوير وأجهزة حاسب آلي ومواد وأجهزة لتعقيم وصيانة المخطوطات ومعرضا لعرض نماذج بديعة من المخطوطات والمصاحف المذهبة بأرقى ما تكون عليه الكتب الفاخرة، وتقوم الإدارة بفهرسة كاملة للمخطوطات بطرق دقيقة وحديثة, تشمل المخطوطات الأصلية والمصورات الرقمية وتخزينها في الحاسب الآلي عن طريق المسح الضوئي وحفظ المخطوطات في خزانة خاصة ومناخ ملائم، وتُعقَّم بأحدث وأصح طرق التعقيم وترميمها.
كما تضم إدارة المخطوطات أكثر من 600 مصحف مخطوط من أنفس وأندر المصاحف المخطوطة حول العالم، وأكثر من 250 مصحفا مطبوعا، وأكثر من 1040 مجلدا من المخطوطات الأصلية المفردة، وأكثر من 265 مجلدا من المخطوطات الأصلية والمجاميع التي تحتوي على 1550 عنوانا ورسالة، وتضم أكثر من 260ألف عنوان من المخطوطات الرقمية، بالإضافة لإدارة التوريد والتزويد والتي تُعنى بتزويد وتأمين الكتب الجديدة للمكتبة عن طريق الشراء أو الإهداء، كما تقوم بفهرسة وتصنيف الكتب حسب التصنيف المتبع في المكتبة وعرض الكتب على اللجنة العلمية للنظر فيما يتناسب مع مكانة المسجد النبوي.
وتهتم إدارة الخدمات الفنية بمكتبة المسجد النبوي، بتجليد وترميم الكتب والمحافظة على التراث الإسلامي المطبوع من خلال الاهتمام بجودة التجليد وتوفير الأنواع الفاخرة منه وصيانة التمزق إن حصل في جلد وكعب وغلاف الكتاب , وتُطبع البيانات الخاصة بالكتاب كالعنوان واسم والمؤلف على كعوب الكتب وتُكتب بالطبع الحراري الآلي واليدوي، كما أن الإدارة تقوم بعمليات التغليف البلاستيكية الشفافة لجميع الأعمال التي ترد إلى الإدارة مثل تغليف بطاقات العاملين إضافة إلى عملها في التصوير والطباعة حيث يقوم قسم التصوير بخدمة جميع إدارات وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بصفة عامة والمكتبة بصفة خاصة، كما تُفرز الكتب الجديدة ورقياً وتُخلَّص من الشوائب ثم تُؤرشف إلكترونياً.
كما تحتوي مكتبة المسجد النبوي على إدارة المكتبات الخاصة والدوريات، والمكتبات الخاصة التي يقصد بها مكتبات العلماء والمشايخ وغيرهم الذين يقومون بوقف مكتباتهم على مكتبة المسجد النبوي حسب الضوابط المتبعة سواء كان الوقف في حياته أو بوصية منه بعد الوفاة , كما أن عدد المكتبات الخاصة حالياً (73) مكتبة.
وتضم إدارة المكتبات الخاصة الدوريات وهي المجلات والمصنفات والتقارير الدورية التي تصدر سنوياً أو نصف سنوي أو ربع سنوي وتهتم الإدارة بالمجلات المحكمة وذات الفائدة العلمية، وتُبرزها؛ ليستفيد منها الباحثون والزوار وعددها (7500) دورية، إلى جانب إدارة اللغات والترجمة بالمكتبة التي تختص بالكتب غير العربية ليطلع عليها الزوار الناطقون بغير العربية في المسجد النبوي، وتحتوي على كتب بلغات مختلفة كاللغة الأوردية والإنجليزية والفرنسية والتركية والفارسية والألمانية، إضافة إلى أكثر من 22 لغة في أكثر من 2400 كتاب ورقي وأكثر من 7000 كتاب رقمي، كما توجد في المكتبة مصاحف للمكفوفين عدد(6) وكتب خاصة للمكفوفين بلغ عددها(67).
يُذكر أن مكتبة المسجد النبوي، شهدت الكثير من التطورات على مر السّنين، وهي مقصد علمي ومعرفي للباحثين من المهتمين وطلاب الجامعات، نظراً لما تحتويه من كتب ومؤلفات ومعارف تاريخية مختلفة، تُقدم لهم إدارة خدمات الباحثين بالمكتبة الخدمة وفق نظام الملكية الفكرية، وخدماتها الاستشارية والمساعدة للباحثين للقيام بمهام البحث في الفهارس والتصنيفات.