اقتصاد
الأسواق تبدأ قبول إحتمال فوز ترامب
![صدى العرب](/upload/photo/news/0/5/600x338o/831.jpg?q=1)
تحول المستثمرون فجأة إلى حالة "العزوف
عن المخاطرة" بسبب التغير الأخير في الزخم تجاه احتمال أن يتم إعلان دونالد ترامب
رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات الأمريكية التي ستجرى بعد بضعة أيام.
وكانت الأسواق قد بدأت للتو في تسعير أي علاوة مخاطر مما سيؤدي لانخفاض هائل في الإقبال
على المخاطرة في الأسواق وزيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والين الياباني.
ويجب أن تكون الصورة واضحة وهي أن احتمال
فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هو أمر لم يتم تسعيره حتى الآن في الأسواق،
مما يعني أن هناك احتمال لحدوث مزيد من المتاعب لأسواق الأسهم ولتزايد الطلب على أصول
مثل الذهب والين الياباني. ويمثل التحرك الأخير للين الياباني أزمة جديدة للبنك المركزي
الياباني وسيصاب هذا البنك المركزي بصدمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى إذا فاز ترامب،
لأن فوز ترامب من شأنه زيادة الطلب على الين الياباني بشكل كبير جدا والقضاء على أي
أمل ضعيف بأن يواصل الين تراجعه مثلما يريد البنك المركزي الياباني.
وربما نكون على بعد بضعة أيام فقط من انتصار
ترامب مما سيهز التوقعات بالنسبة للأسواق العالمية ويقلبها رأسا على عقب حيث سيذكر
التاريخ في صفحاته هذا الفوز باعتباره أشد صدمة سياسية في العصر الحديث.
ويذكر أن عام 2016 كان في الأساس عاما مجنونا
حيث شهد تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي مما أدى لإصابة العالم
بصدمة، ومن المنتظر أن يكون لفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية على
أقل تقدير تأثيرا مشابها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد شهدنا خلال هذا العام
أيضا الشهرة الفائقة غير المتوقعة للعبة بوكيمون مما سيجعلنا نتذكره باعتباره عاما
مرحا وسعيدا، ولذلك يجب علينا عدم استبعاد أي مفاجآت أخرى قد يشهدها عام
2016.
وقد حان الآن وقت تقبل الاحتمال المتزايد
بأن دونالد ترامب يمكن أن يفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ويصبح أقوى إنسان
على ظهر الكرة الأرضية خلال أقل من أسبوع واحد فقط.
وما زالت الأسواق المالية لم تقم حتى الآن بتسعير مثل هذا الأمر، وتكمن المشكلة في أن المستثمرين قد بدءوا للتو في تسعير أي علاوة مخاطر.
فالتاريخ الحديث يعيد نفسه مرة أخرى لأن هذه هي نفس القصة التي حدثت بالضبط
قبل إجراء الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن من الناحية النظرية فإن رد فعل الأسواق المالية على فوز ترامب من المفترض
أن يكون أكثر حدة وشدة، وسيتشجع المستثمرون لمواصلة توخي الحيطة والحذر آخذين كل الاحتمالات
في الاعتبار وذلك من أجل التقليل من هذه المخاطر.