الشارع السياسي
دراسة.. 50 مليار دولار خسائر تركيا من دعم " الإخوان" وتوترعلاقاتها مع القاهرة ودول الخليج
الجمعة 12/مارس/2021 - 03:01 م
طباعة
sada-elarab.com/570795
قال أبوبكر الديب الباحث في الإقتصاد السياسي، إن تركيا تكبدت خسائر هائلة وصلت إلي 50 مليار دولار خلال 7 سنوات بسبب دعمها للإخوان وتوتر علاقاتها مع مصر ودول الخليج العربي.
وأضاف الديب، في دراسة حديثة أن موقف أنقرة السياسي المعادي للمنطقة أفقدها اتفاقيات اقتصادية كبيرة كانت قائمة أو ربما كانت علي وشك التوقيع وكان الجانب التركي يستفيد منها أكثر من مصر وبالتالي فتركيا هي الخاسر الأكبر من تأثر العلاقات الاقتصادية مع القاهرة التي تمثل محورا مهما في المنطقة ورمانة الميزان فيها.
وأشار الباحث في الاقتصاد السيسي ، إلي أنه في 23 أبريل 2015 أعلنت مصر عدم تجديد اتفاقية الخط الملاحي '' الرورو'' مع تركيا، والتي كانت تقضي بنقل الصادرات التركية من المواد الغذائية والأجهزة الكهربائية والمنسوجات عن طريق الموانئ المصرية إلى دول الخليج العربي، حيث كان الخط الملاحي بين مصر وتركيا يتمثل في نقل الصادرات التركية من ميناءي ''ميرسن'' و''اسكندرونا'' التركيين، إلى ميناءي دمياط وبورسعيد المصريين على البحر المتوسط، وبعدها تسيير الشاحنات في الطرق المصرية إلى ميناء الأدبية المصري على البحر الأحمر، لنقلها على متن سفن تركية إلى السعودية ومن ثم دول الخليج العربي، وأبلغت مصر رسميًا تركيا بالقرار، وكانت الاتفاقية تصب في صالح تركيا وتعطي تسيهلات لها من أجل بيع منتجاتها لدول الخليج وبتكلفة نقل أقل وليست في صالح مصر والعائد الأكبر لتركيا، كما أثر توتر العلاقات السياسية بين مصر وتركيا على كل الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين البلدين وقد كان فائض الميزان التجاري بين البلدين في صالح تركيا لذلك كانت هي الخاسرة.
وأكد الديب ، أن الاستثمارات التركية في مصر تأثرت هي الأخرى بشكل كبير حيث كانت البضاعة القادمة من تركيا لها معاملة جمركية مفضلة تم إلغاءها ، وبلغ حجم الاستثمارات التركية فى مصر 2 مليار دولار، وكان من المقرر مضاعفتها 3 أو 4 مرات لولا سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتراجعت حركة التبادل التجاري بين مصر وتركيا.
وقال الديب ، إن عجز الموازنة في تركيا، سجل رقما قياسيا جديدا بلغ خلال النصف الأول من العام الماضي نحو109 مليارات ليرة وانكمش الإنتاج الصناعي التركي 19.9 بالمئة على أساس سنوي في مايو مع استمرار التباطؤ الاقتصادي الحاد الناتج عن إجراءات احتواء تفشي فيروس كورونا.. وهبط احتياطي البلاد من النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي إلى ما دون 50 مليار دولار بعد أن فقدت 1.7 مليار دولار. انهارت مداخيل صناعة السياحة في السوق التركية خلال العام الماضي، بفعل أزمة فيروس كورونا، وفشل القطاع الصحي في السيطرة على الوباء.
وأضاف الباحث في الاقتصاد السيسي ، أن دخل السياحة التركي بلغ 12.05 مليار دولار أمريكي، في عام 2020 نزولا من 35 مليار دولار أمريكي مسجلة في العام السابق له 2019، وسط هبوط حاد لعدد السياحة الوافدة وخاصة العربية بمعدل يصل الي 81 % ، فيما كانت تركيا تتوقع أن تبلغ قرابة 40 مليار دولار أمريكي، إلا أن البلاد واجهت صدمة في عدم قدرتها على التعامل مع تفشي الجائحة وعدم قدرة المنشآت على توفير متطلبات السلامة، فضلا عن التوترات مع دول المنطقة.
وأشار الديب ، إلي أن المقاولين الأتراك في الشرق الأوسط تعرضوا لخسارة لا يقل عن 3 مليارات دولار خلال السنة 2019، نتيجة للانطباع الذي تشكل ضد تركيا، وتراجعت المشاريع التركية بالسعودية من 3 مليارات دولار في 2018 إلى 21 مليون دولار في 2020 ، فيما تكبد الاقتصاد التركي نحو 20 مليار دولار، بعد حملات المقاطعة الشعبية بدول الخليج.
وأوضح الديب تركيا تتطلع مؤخرا إلى إعادة العلاقات مع مصر بعد سنوات من العداء في خطوة تمثل جزء من تحول استراتيجي أوسع في مواجهة عزلتها المتزايدة حيث قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، في وقت سابق من هذا الشهر "يمكن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر ودول الخليج".. وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن الجهود الدبلوماسية جارية لإصلاح العلاقات.
وأشار الباحث في الاقتصاد السيسي ، إلي أن تقرير تحليلي لوكالة VOA "الإذاعة الرسمية الأميركية"، كشف أن أنقرة أدركت أن عودة الإخوان إلى السلطة انتهت وأن الجماعة أصبحت من الماضي، وبالتالي حان الوقت للتخلص من إرث هذه الجماعة التي تحالفت معها منذ الربيع العربي لأهداف أيديولوجية وإعادة العلاقات بمصر.. وأوضح التقرير أن دعم أنقرة للإخوان المسلمين خلال الربيع العربي كان محوريا لأهداف أيديولوجية إلى حد كبير، لإبراز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تعزيز التضامن الإسلامي ويبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن طريقة لإعادة هذه السياسة إلى الوراء ولقد دفعت تركيا ثمناً باهظاً للعمل ضد مصر والمنطقة في خطوة أضعفت أنقرة، وأخرجتها من منتدي غاز شرق المتوسط.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن أنقرة على وشك إعادة الاصطفاف مع القاهرة، "لدينا العديد من القيم التاريخية والثقافية المشتركة مع مصر وعندما يتم استخدامها نعتبر أنه قد تكون هناك تطورات مختلفة في الأيام المقبلة".