طباعة
sada-elarab.com/566514
يبدو العنوان غريبا بعض الشيء ويسترعي الانتباه، فللوهلة الاولى سوف نتساءل من اي جيش خرج هؤلاء المقاتلون؟ ومن اية دولة انطلقوا؟ ومن له مثل هذه القدرة الالكترونية على مهاجمة اسرائيل؟ وكيف حدث ذلك وهل هذا من قبيل المبالغة ؟ اسئلة عديدة يثيرها العنوان. بيد ان المقاتلين قاموا بالفعل بهجومهم الالكتروني في السابع من الشهر الجاري، وهو أكدته المصادر الاسرائيلية نفسها، ولم تكن الحادثة هذه سوى احدى فصول الحرب السيبرانية الصامتة التي سبق ان نوهنا عنها، وبالتالي فهي ليست جديدة على اسرائيل.
لقد بدأ التحدي الالكتروني العربي لاسرائيل اول مرة في 7 من نيسان/ابريل 2014 عندما اعلنت مجموعة عربية تسمى نفسها “منظمة أنونيموس الدولية” انها اخترقت مواقع حكومية اسرائيلية وكشفت أسماء مستخدميها وكلمة السر الخاصة بهم. وكتبت المجموعة حينها رسالة لهذه المواقع الاسرائيلية تقول فيها" لن ننسى فلسطين انها في قلوبنا". وعلى مدى ست سنوات تكررت مئات العمليات السيبرانية ضد اسرائيل لسنا بصدد الخوض في تفاصيلها وسنقصر اهتمامنا على الاشهر الاخيرة..
في 13 من آيار/مايو 2020 تعرضت عشرات المواقع الإلكترونية الإسرائيلية لهجمات إلكترونية في وقت متزامن، وظهرت على الصفحات الرئيسية لهذه المواقع صور مدينة تل أبيب ومدناً إسرائيلية أخرى وهي تحترق، وتحدثت مديرية "المواقع الإلكترونية الوطنية الإسرائيلية" عن "استهداف شركات خاصة ظهرت على مواقعها عبارات: "بدأ العد التنازلي لتدمير إسرائيل منذ زمن طويل" وتفيد المصادر الاسرائيلية ان الهجوم اعد من قبل مقاتلين من المغرب العربي.
وفي 4 كانون الاول/ديسمبر 2020 أكدت هيئة الأسواق المالية الإسرائيلية والهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل حدوث هجوم إلكتروني على شركة التأمين الاسرائيلية “شيربيت” وقد أدى ذلك الى تسريب معلومات مهمة.
وفي 13 من كانون الاول/ ديسمبر2020 تعرضت 40 شركة إسرائيلية في مجال البرمجيات تابعة لـ"عميتال (Amital) إلى هجوم إلكتروني ونقل جهاز "السايبر الوطني الإسرائيلي"، أن هذا الهجوم كان "واسعاً ومنظماً. وقال موقع Algemeiner Theإن المعلومات المسروقة قد يكون لها قيمة استراتيجية للدول المعادية لإسرائيل، وبخاصة ان من بين عملاء شركة "عميتال" شركات تستورد معدات عسكرية حساسة.
وفي 7 شباط/فبراير الجاري نقلت صحيفة "جوروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مستشارة الأمن السيبراني، إينات ميرون اعترافها بوقوع هجوم إلكتروني على شركة Ness Digital Engineering في ثلاث دول هي : إسرائيل والولايات المتحدة والهند"، والشركة المذكورة تعمل مع الجيش الاسرائيلي، وقد تعرضت للهجوم كل من الصناعات الفضائية الإسرائيلية، وبريد إسرائيل، وسلطة المطارات الإسرائيلية، والجامعة العبرية، وغيرها من بين الشركات .
وتعترف اسرائيل بتعرضها في السنوات الاخيرة لعدد كبير من الهجمات الالكترونية من قبل مؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم وايران. وكشفت صحيفة هارتس العبرية، في تقرير لها عن قيام منظمة ايرانية تدعى Pay2Key، بهجوم استهدف أكثر من 80 شركة اسرائيلية ومن بينها أكبر مقاول دفاع اسرائيلي. وهذا لا يعني ان اسرائيل بقيت مكتوفة الايدي ولم ترد، فهي تغتال يوميا بكل السبل غير المشروعة الفلسطينيين وتهاجم المواقع الاستراتيجية الايرانية، اذ يذكر رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، غلام رضا جلالي، إن" إيران تتعرض لـ 50 ألف هجوم سيبراني يوميا، ونحو 8 هجمات سيبرانية جدية سنويا".
نذكر الحقائق السابقة لنؤكد بأن المقاومة العربية الاسلامية للاحتلال الاسرائيلي مستمرة الكترونيا وهي بنمو دائم وتتخذ من المواقع الاستراتيجية للعدو اهدافا لها، وان المقاتلين الالكترونيين لا ينتمون بالضرورة الى جيش محدد او ينطلقون من دول محددة فهم كل انصار فلسطين في العالم كما تعترف اسرائيل التي بدأت هي بالذات بعسكرة الفضاء الالكتروني باستخدام طائرات الدرون بالاغتيالات والتفجير عن بعد .
ومن جديد نؤكد على ضرورة امتلاك العرب للقدرات السيبرانية وبناء قوى امنية الكترونية قادرة على رد العدوان، فحروب المستقبل هي حروب المعلومات، ومن يحدد نتائجها ليس من يمتلك القوة فقط، وإنما القادر على شل قوة العدو والتشويش على اجهزته ومعلوماته وايقاعه باوهام الاقتدار الزائف.