طباعة
sada-elarab.com/563209
فى المقال السابق اوضحت للقارئ العزيز ان الطريق الاول لتحقيق اهداف التنمية المستدامة السبعة عشر رغم تحديات كل دولة هو نجاح الادارة على المستوى العام للدولة، وعلى المستوى الخاص فى كل وزارة ومؤسسة ومنشأة داخل الدولة.
وفى هذا المقال استأذن القارئ الفاضل ان اقدم له مثالا عمليا ونموذجا يحتذى به فى نجاح الادارة، وهذا المثال للفيلسوف والمفكر رجل الادارة العالم الدكتور محمد الخُشت.
الحقيقة ان الدكتور الخُشت كانت ادارته لجامعة القاهرة– اكبر جامعة بالعالم من حيث عدد الطلاب والعاملين– ادارة احترافية شديدة النجاح فى كل ملف من ملفات الجامعة.
لخص هذه التجربة والرؤية فى الادارة احد الصحفيين الاجانب الكبار قائلا:
(الخُشت هو الرجل الذى جاء ليفتح الابواب والعقول)
ولا عجب ان يحقق هذا النجاح مفكر وفيلسوف رائد فى مجال التجديد الدينى.
فإننا اذا امعنا النظر فى التاريخ الانسانى نجد ان الفلسفة والدين هما من حددا مسار التاريخ، فهما ليس من خارج الواقع ولا بعيدان عنه وانما محركان ودافعان له نحو الامام او هكذا ينبغى ان يكونا.
لقد استطاع الدكتور الخُشت ان يحقق انجازا واضحا ونجاحا كبيرا فى كل ملف من ملفات جامعة القاهرة، واول الاسباب التى ادت الى تحقيق ذلك هو اهتمام الدكتور الخشت بالبحث العلمى وبكل ادواته مستعينا بخبرته الكبيرة فى ادارة الجامعة التى بدأت منذ عام 2002 بعملة كمستشار للجامعة حينذاك– كان وقتها الاصغر سناً بين مستشارين رئيس الجامعة - ومنذ ان تولى مسؤولية رئاسة الجامعة وبدا بالدعم الكامل لقطاع البحث العلمى بمختلف السُبل، والتى كان منها توفير ادوات البحث العالمى من معامل وغيرها، وتوفير المنصات الخاصة بالمشروعات البحثية، وانشاء اول مجلة لجامعة القاهرة دولية خاصة بالعلوم الانسانية.
اما بالنسبة للمكانة الدولية للجامعة، فبعد ان كان الحوار قائما قبل ذلك حول ما اذا كانت جامعة القاهرة تعد ضمن الخمسين جامعة على مستوى العالم ام لا. فوفقا لتصنيف ليدن (Leiden Ranking ) اصبحت الان من ضمن الثلاثمائة الاولى على مستوى العالم، وهذه القفزة لم تكن فى هذا التصنيف وفقط وانما فى تصنيفات اخرى عالمية كتصنيف شنغهاى، وتايمز الانجليزى وغيرهم.
وايضا مجلة جامعة القاهرة هى الخامسة على مستوى العالم من حيث ترتيب المجلات العالمية متعددة التخصصات.
وبالنسبة للتحول الرقمى فى جامعة القاهرة، فلقد بدأت الجامعة فى العمل نحو هذا التحول منذ عام 2017، حتى استطاعت جامعة القاهرة ان تحقق قفزة حقيقية نحو تحول جامعة القاهرة كجامعة زكية عصرية.
وبالنسبة لإدارة جامعة القاهرة فى فترة ازمة كورونا، كانت تتميز ادارتها منذ البداية باعلى مستوى من مهارات الادارة والتى منها الاستباقية والاحترافية والانسانية والواقعية، فالاستباقية لأنها كانت اعلنت خطتها لمواجهة الازمة فى 28 يناير 2020 فى الوقت الذى لم تكن الازمة فيه قد بدأت فى مصر ولكن كان الموضوع مازال يتم الحديث عنه انه فى الصين، ومنظمة الصحة العالمية كانت مازالت تتردد فى الاعتراف به كجائحة.
وهنا كانت النجاحات المتعددة فى هذا الشأن والتى كان منها اصدار اول دليل توعية للعزل المنزلى، وعمل اول تجربة للتعليم عن بُعد لمواجهة تحديات هذه الازمة.
لقد كانت السمة الاولى لكل قرارات الدكتور الخُشت فى ادارة الجامعة هى السمة الوطنية، ويتضح ذلك جليا عندما اتخذ قرارا خاصا بالسادة اساتذة الجامعة الذين يندبون او يعارون للعمل بالخارج فى احدى الجامعات الاجنبية، فهنا الزمهم الدكتور الخُشت عند نشرهم ابحاثهم العلمية الا يكتفوا بوضع اسم الجامعة الاجنبية ولكن عليهم ان يضيفوا ايضا اسم جامعة القاهرة تقديرا لدولتهم ووطنهم.
اما بالنسبة لمدى ناجح عالمنا الجليل فى ادارة باقى ملفات جامعة القاهرة، كملف التعليم المدمج_ ربط المناهج بالواقع العملى –
التحول نحو اللامركزية- انشاء فروع لجامعة القاهرة –تزويد الطلاب بالجرعات الثقافية والفنية المناسبة التى تساعدهم على تشكيل شخصيتهم على النحو الذى يجعلهم نماذج جيدة فى المجتمع مما يعود بالنفع على وطنهم والانسانية جمعاء.
استأذن القارئ العزيز ان اوضح ذلك وغيره بشيء من التفصيل فى مقالى القادم.
حفظ الله مصر
وحمى شعبها ورئيسها
وحقق لها تنمية وازدهارا