الشارع السياسي
مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف الصادرة اليوم

سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الخميس الضوء على عدد من الموضوعات جاء في مقدمتها الجولة الأفريقية الحالية التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي ، والحرب الكلامية بين والولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
ففي صحيفة " الأخبار " وفي عموده " بدون تردد " تحت عنوان " مصر.. وإفريقيا - الصداقة والصالح " ، قال الكاتب محمد بركات " من الإيجابيات الواضحة فى التوجه السياسى المصرى على الساحتين الاقليمية والدولية الأن هو الإدراك الواعى بالأهمية البالغة لتطوير ودعم العلاقات المصرية الأفريقية فى كل المجالات وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية".
وأضاف " إن هذا هو الإدراك الذى بدا واضحا ومؤكدا من خلال السعى المصرى الجاد لإقامة قاعدة ثابتة من المصالح المشتركة مع الدول الشقيقة بالقارة الافريقية تحقق المنافع المتبادلة وتقوم على أساس متين من المشروعات الاستثمارية فى المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية وكل نواحى التنمية".
واستطرد " نستطيع التأكيد فى ضوء ذلك على وجود حرص مصرى كبير على التواجد والحضور الفاعل والمؤثر على الساحة الأفريقية من خلال زيادة وتوثيق التعاون المشترك فى كل مشروعات التنمية بالدول الأفريقية الشقيقة وخاصة مشروعات البنية الأساسية وتطوير نظم الرى وإنشاء الطرق ومحطات الكهرباء وغيرها".
وتابع قائلا " فى هذا الاطار تأتى الأهمية الكبيرة للجولة الأفريقية التى يقوم بها الرئيس السيسى حاليا والتى تشمل أربع دول افريقية شقيقة هى تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد وما جرى ويجرى خلالها من مباحثات ومشاورات هامة حول جميع القضايا التى تهم القارة الافريقية وعلى رأسها قضايا التنمية الاقتصادية ومواجهة الارهاب وتحقيق الامن والسلام للدول والشعوب الافريقية".
واختتم الكاتب قائلا " ومع تقديرى الشديد لما يقوم به الرئيس السيسى وتوجهه المؤكد لدعم وتطوير العلاقات المصرية الافريقية إلا أن الأمر يستحق ويحتاج إلى مشاركة كاملة وقوية من القطاع الخاص المصرى ورجال الأعمال المصريين لتفعيل ودعم الصداقة والتعاون مع الشعوب الأفريقية فى كل مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وصولا إلى بناء وإقامة قاعدة صلبة وقوية من المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة بين مصر والدول والشعوب الأفريقية الشقيقة بصفة عامة ودول حوض النيل على وجه الخصوص".
وفي سياق آخر يتعلق بالأزمة بين واشنطن وبيونج يانج ، وتحت عنوان "الحرب الكلامية تنتهي إلى فاشوش"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" : بدأت الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكى «ترامب» والكورى الشمالى «كيم جونج اون» على نحو مسرحى وتبادل الرئيسان التهديدات بالتدمير الشامل، انتهت الحرب الكلامية بفاشوش كبير على نحو مسرحى متزامن،عندما ذهب الرئيس الكوري إلى وحدة الصواريخ في القوات الكورية ليتفقد جاهزيتها لإطلاق أربعة صواريخ تنطلق من القاعدة وتعبر فوق جزر اليابان لتسقط على مسافة 30 ميلاً من ساحل القاعدة الأمريكية فى جزيرة «جوام» أكبر قاعة أمريكية خارج الولايات المتحدة، تأكيداً على قدرة صواريخ كوريا الشمالية على أن تضرب أهدافاً أمريكية فوق الأرض الأمريكية..
وأضاف مكرم "قبلها بساعات محدودة كان رئيس أركان حرب القوات الأمريكية الجنرال جوزيف وينفورد فى سيول عاصمة كوريا الجنوبية لمباحثات مع رئيس كوريا الجنوبية، أعلن الجنرال الامريكى بعدها أن القوات الأمريكية جاهزة لاستخدام كامل قدرتها وقوتها العسكرية للتعامل مع كوريا الشمالية ، لكننا نركز الآن على العمل الدبلوماسى وتنفيذ عقوبات مجلس الأمن التي تمنع كوريا الشمالية من تصدير الفحم والحديد إلى الخارج وتكلفها ما يقرب من المليار دولار فى العام نقصاً فى مواردها المالية الشحيحة، وأن هدف العمل العسكرى فى هذه المرحلة دعم الجهود الدبلوماسية وتأكيد جدوى العقوبات الاقتصادية وليس الحرب، ونحن الآن فى العاصمة سيول للتركيز على الحل السلمى!
وقال إنه بهذا الفاصل المسرحي المفاجئ على الجانبين، انتهت الحرب الكلامية إلى فاشوش، وتراجعت التهديدات المتبادلة بالتدمير الشامل، وإن بقى فى دائرة الغموض هذا السؤال المهم، ماذا يمكن أن يكون رد فعل الولايات المتحدة إذا أطلقت كوريا الشمالية صواريخها الأربعة ووصلت بالفعل الى مسافة 30 ميلاً من ساحل جزيزة «جوام» دون أن تسقط على أرض الجزيرة؟!.
ورأى مكرم في ختام مقاله أن ما منع الحرب الكلامية من أن تصبح حربا نووية هو الرادع النووى الذى يخلق حالة من توازن الرعب لدى الطرفين تمنع الحرب بعد أن ثبت للأمريكيين أن كوريا الشمالية تمتلك الآن قدرة صاروخية يمكن أن تحمل قنبلة نووية إلى أى من المدن الأمريكية، فإن الصحيح بالفعل أن موافقة الصين وروسيا على عقاب كوريا الشمالية تحت مظلة مجلس الأمن ومنعها من تصدير الفحم والحديد إلى الخارج هو العامل الحاسم فى ترشيد ردود أفعال الرئيس الكوري، بما يؤكد أن ضغوط التسوية السلمية يمكن أن تكون أكثر فاعلية وتأثيرا من صيحات «الغضب والنار» التى أطلقها الرئيس ترامب ومن تهديدات الرئيس الكوري بتدمير الإمبراطورية الأمريكية !.