الشارع السياسي
خسائر الجماعات المتطرفة.. دراسة تكشف تحولات الإرهاب في إفريقيا خلال 2020
الخميس 24/ديسمبر/2020 - 03:41 م
طباعة
sada-elarab.com/558560
ربما تكون الأحداث الكثيرة والمفاجآت التي حملها عام 2020 قد أعطت انطباعات بأن الحركات الإرهابية قد تراجعت عن عملياتها خلال هذا العام ، إلا أن ما شهدته مناطق مختلفة في العالم وخاصة في القارة الأفريقية يسير على النقيض تمام من هذه التنبؤات، فقد استمرت الحركات الإرهابية في تنفيذ عملياتها، وفي المقابل ظهرت مبادرات مواجهة هذه الحركات على نحو متزايد، مما طبع عام 2020 بمجموعة من السمات المرتبطة بنشاط الحركات الإرهابية وأهدافها في القارة الأفريقية.
وكشفت دراسة حديثة أعدها مركز فاروس للدراسات الافريقية والاستراتيجية أن عام 2020 اتسم بنمو التهديدات الإرهابية في القارة في ظل تزايد العمليات وبروز مناطق جديدة تصاعدت فيها الأنشطة الإرهابية، حيث ذكرت تقارير دولية أن القارة الأفريقية شهدت في الأشهر الـ6 الأولى من العام نحو 1168 هجمة إرهابية مقارنة بـ982 اعتداء إرهابيًّا في 2019، كما تمددت العمليات ووصلت إلى دول كانت بعيدة إلى حد ما عن مسرح العمليات، مثل منطقة البحيرات الكبرى وجنوب أفريقيا وغربها.
وأضافت الدراسة أنه ووفقًا للمؤشر العالمي للإرهاب الذي يصدر عن معهد الاقتصاد والسلام (سيدني) فقد حظي عدد من الدول في أقاليم أفريقيا جنوب الصحراء على أعلى معدل من العمليات خلال عام 2019، هذه الدول هي بوركينا فاسو، موزمبيق، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مالي، النيجر، الكاميرون، إثيوبيا، وسجلت بوركينافاسو أكبر زيادة في عدد الوفيات نتيجة العمليات الإرهابية خلال هذا العام؛ حيث تتطابق التهديدات الإرهابية في هذه الدول مع عدد آخر من التهديدات المناخية وانتشار الفقر والنمو السكاني المرتفع مع ضعف المرونة المجتمعية، مما يزيد من عمق الأزمة الانسانية التي تواجهها هذه الدول.
وأوضحت الدراسة أنه استمرت العمليات الإرهابية التي تتولى القيام بها الحركات الإرهابية المنتشرة في شرق أفريقيا ومنطقة الساحل وإقليم غرب أفريقيا خلال عام 2020، ففي 6 يناير 2020، هاجمت حركة الشباب قاعدة عسكرية كينية بالقرب من لامو حيث قتلت الجماعة ثلاثة أمريكيين بعد أن استهدفت قاعدة عسكرية كينية تستخدمها القوات الأمريكية كمحطة خارجية. واعتبرت حركة الشباب هجوم “ماندا باي” تدبيرًا انتقاميًّا من المحاولة الأمريكية لتصنيف القدس عاصمة لإسرائيل. وزعم أن الهجوم نفذ بتوجيه وقيادة القاعدة.
ولفتت الدراسة أنه خلال عامي 2019، 2020 كان لتنظيم الدولة الإسلامية دور كبير في أشهر الهجمات الإرهابية التي شهدتها دول أقاليم جنوب الصحراء، فخلال عام 2019 حظت أقاليم جنوب الصحراء على نحو 41 % من هجمات التنظيم، ولكن تزايدت الهجمات في عام 2020، في الوقت الذي تصاعد فيه الصراع والمعارك بين أفرع تنظيم الدولة الإسلامية ونظيرتها في تنظيم القاعدة في منطقة الساحل وإقليم غرب أفريقيا.
وأضافت الدراسة أن التحولات الكبيرة التي تشهدها الحركات الإرهابية في أفريقيا الكثيرتطرح من التحديات سواء على مستوى صناع القرار وكذلك على مستوى الشعوب والمجتمعات التي تجد انفسها في عمليات إرهابية كثيرة بمفردها تدافع عن بقائها. وهذا يتطلب البحث عن استراتيجيات محلية تعتمد على تصور المواطنين حول أسباب نشوب التهديدات هذا بجانب الخطط العسكرية والتنموية وامن الحدود للدول والمؤسسات الاقليمية والدولية، كما تتطلب مكافحة الإرهاب في أفريقيا اعادة التفكير بصورة جدية من قبل المؤسسات والدول حول التدخلات الخارجية وخاصة الغربية وتقييم دورها الماضي في مكافحة الإرهاب في القارة، ولذلك، لابد ان تنصرف استراتيجيات مكافحة الإرهاب أولا إلى التعرف عن قرب على طبيعة الاحتياجات المجتمعية والانسانية في المناطق المختلفة في القارة الأفريقية، وكذلك محاولة تداول السلطة وتحقيق بعض المبادئ الديمقراطية لتخفيف الأعباء من على كاهل الضعفاء في القارة الذين أصبحوا ضحايا لسياسات الحكومات ومصالح القوى الخارجية من ناحية، وضحايا لأكثر الحركات الإرهابية وحشية في العالم.