طباعة
sada-elarab.com/557753
استقبل الرئيس السيسى الأربعاء الماضى بقصر الاتحادية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى فى زيارة سريعة لمصر استغرقت عدة ساعات للتشاور والتنسيق تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وكذلك موضوعات التعاون الثنائى وذلك فى إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والإمارات.
وأشاد الرئيس خلال الزيارة بالتطور الكبير والنوعى الذى شهدته العلاقات المصرية- الإماراتية فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، والنمو الملحوظ فى معدل التبادل التجارى وحجم الاستثمارات، مؤكدًا الحرص المشترك بين البلدين للمضى قدمًا نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.
وتطرق اللقاء إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية وأمن البحر الأحمر، حيث عكست المناقشات بين الرئيس السيسى وولى عهد أبوظبى، تفاهمًا متبادلًا على مواصلة بذل الجهود المشتركة للتصدى للمخاطر التى تهدد أمن واستقرار مجتمعات المنطقة من قبل تدخلات خارجية تهدف لخدمة أجندات لأطراف لا تريد الخير لدول وشعوب المنطقة، حيث شدد الرئيس فى هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج كامتداد للأمن القومى المصرى ورفض أى ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
كما تم التباحث بشأن جهود التعاون المشترك لمكافحة فيروس كورونا المستجد، حيث أعرب السيد الرئيس عن خالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات على تعاونها وما قدمته لمصر فى هذا الإطار، وتم التوافق على استمرار التنسيق فى هذا الصدد بين جهات تقديم الرعاية الصحية بالبلدين الشقيقين.
وجاءت هذه الزيارة لتؤكد مدى الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين والتعاون والتشاور حول مختلف القضايا المتعلقة بتعزيز العمل العربى المشترك، وكذلك التنسيق تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك وموضوعات التعاون الثنائى وذلك فى إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والإمارات، تلك العلاقات التى أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتستمر عبر عقود ولتزداد قوة بإرادة مشتركة صادقة فى إطار من الأخوة والاحترام المتبادل والثقة والتفاهم والمصير المشترك، حيث أثبتت السنوات الأخيرة فاعلية تلك العلاقات فى مواجهة المخاطر التى استهدفت أمن المنطقة ومصالح شعوبها ومقدرات دولها.
وعلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على استقباله لولى عهد أبوظبى، الشيخ محمد بن زايد.
وكتب الرئيس: «شرفت اليوم بلقاء أخى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزيارته الكريمة إلى بلده الثانى مصر، وقد تشاورنا اليوم فى مختلف القضايا.. التى نمضى فيها معا، بقوة وإرادة صادقة، فى إطار من الأخوة والاحترام والثقة والمصير المشترك بين البلدين».
إن العلاقات المصرية- الإماراتية تحمل تاريخا طويلا يرجع إلى ما قبل العام 1971 الذى شهد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت مصر من أوائل الدول التى دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت للاعتراف به فور إعلانه ودعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب.
ومنذ ذلك التاريخ استندت العلاقات الإماراتية- المصرية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة التحديات التى تشهدها المنطقة، وقد تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسؤوليها على كل المستويات للتنسيق حيال تلك التحديات.
وشهدت السنوات الماضية تنسيقا وثيقا بين البلدين على الصعيد السياسى خصوصا حيال القضايا الرئيسية على الصعيدين العربى والدولى، وتعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسؤوليها للتنسيق حيال تلك المواقف، وهو ما أظهر نجاحا كبيرا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين.
وتعد العلاقات بين مصر ودولة الإمارات، علاقات عميقة الجذور، حيث تؤكد الإمارات أن دعمها لمصر ثابت ومتواصل ينطلق من دور مصر وأهميتها وثقلها السياسى والتاريخى، وهو أمر تكرس فى عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويزداد رسوخًا فى ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لذا فإن العلاقات بين البلدين الشقيقين تأخذ مسارًا تصاعديًا على الدوام، حيث تحرص الإمارات على دعم كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة التنمية والأمن والاستقرار فى مصر، والوقوف إلى جانبها فى الحرب على الإرهاب والتطرف، باعتبارها معركة مشتركة ضد هذه الآفة التى تهدد المنطقة والعالم.