طباعة
sada-elarab.com/557751
أتذكر تحذير سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى– رئيس الجمهورية– من خطر هذه المشكلة منذ عامين فى أحد مؤتمرات الشباب قائلا "أن النمو السكانى المتزايد عائق كبير أمام التنمية" ودعا سيادته إلى الاكتفاء بطفل أو طفلين.
وأتذكر أيضا تحذير الدكتور بطرس بطرس غالى- الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة– من وطأة ومخاطر الانفجار السكانى الذى تشهده مصر وتعانى منه، لافتا الأنظار إلى أن هذه المشكلة هى أكبر عائق للتنمية وتحسين معيشة المجتمع. وهكذا تحدث العديد من الخبراء وحذروا من هذه المشكلة باعتبارها أكبر تحديات مصر الآن. وتحدث رجال الدين بأن الرأى الدينى السليم فى ذلك لا يهتم بالكثرة العددية المطلقة للأفراد وإنما بمدى تأثيرهم وقوتهم، بل إن الدين ذم الكثرة العددية التى بلا فائدة أو قوة ففى الحديث الذى رواه ثوبان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم كثر، ولكنكم غثاء كغثاء السيل... إلى آخر الحديث الشريف).
ويقول علماء الاجتماع إذا كنا نتوالد كالأرانب فسنموت كالأرانب.
إن مصر من حيث عدد السكان تحتل المرتبة الأولى عربياً، والثالثة إفريقيا، والرابعة عشرة بين دول العالم.إن البعض ساوى بين مشكلة الزيادة السكانية التى تواجهها مصر، والإرهاب من حيث الخطورة على المجتمع.
وهنا لخطورة هذه المشكلة ينبغى التصدى والتنسيق لحلها من جميع الجهات بجهود مكثفة ومتتابعة ومدروسة لحماية مصر من خطر هذه المشكلة.
فالمجتمع المدنى بكل هيئاته ومؤسساته ينبغى أن يقوم بدوره كاملا فى هذا الإطار، من خلال إعلام الناس بخطورة هذه المشكلة ومدى تأثيرها عليهم وعلى أبنائهم، والرد على الأفكار والاعتقادات المتوارثة والمغلوطة فى هذا الشأن سواء كانت دينية أم اجتماعية، من خلال متخصصين فى الدين وعلم الاجتماع.
ويأتى هنا الدور المهم للحكومة والبرلمان فى وضع التشريعات المناسبة والقوية والجريئة التى تحد وتواجه هذه المشكلة، تشريعات تناسب خطورتها على الدولة المصرية، ويتم تطبيقها بحزم على أرض الواقع لمواجهة هذا الخطر العظيم قبل فوات الأوان. وما اطلعت عليه فى هذا الشأن المتعلق بمدى وعى الدولة بحجم هذه المشكلة وخطتها فى مواجهتها، يدل على أن هناك وعى كامل من القيادة السياسية بمدى خطورة مشكلة الزيادة السكانية وأثرها المدمر على الأجيال الحاضرة والمستقبلية.وهناك خطة تتبعها الدولة لحماية الجميع من النتائج المدمرة لاستمرارية وجود هذه المشكلة.
حفظ الله مصر وحمى شعبها ورئيسها وحقق لها تنمية وازدهارا.