طباعة
sada-elarab.com/556708
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة رسمية الأسبوع الماضى لفرنسا، تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وجاءت هذه الزيارة فى إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها خلال الفترة القادمة حيث شملت الزيارة عقد مباحثات قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس ماكرون تناولت كافة جوانب وموضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك التنسيق السياسى المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وتضمنت الزيارة لقاءات الرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الفرنسى، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الفرنسيين، ورئيسى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسى، وذلك لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، خاصة تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الاوسط، فضلًا عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية خاصة فى المجالات الاستثمارية والتجارية فى ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة فى المشروعات القومية الكبرى فى اطار عملية التنمية الشاملة التى تشهدها مصر. وتتزامن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فرنسا فى هذا التوقيت مع عدة متغيرات إقليمية ودولية.
وتأتى تلك الزيارة فى ظل توقعات بانعكاسات إيجابية لها ليس فقط على مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، لكن أيضا على مستوى التنسيق والتعاون فى الملف الليبى وشرق المتوسط لمواجهة أطماع تركيا.
كما أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة فى هذا التوقيت زيارة السيسى إلى فرنسا فى هذا التوقيت، كما أنها تدشن مرحلة جديدة فى العلاقات المصرية- الفرنسية القائمة على فكرة المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة.
كما أن هذه الزيارة لها دلالات سياسية واستراتيجية، ورسائل غير مباشرة موجهة للأطراف التى تسعى للعبث فى أمن الإقليم وعلى رأسها تركيا.
إلى جانب أن زيارة السيسى لفرنسا تأتى قبل أيام من عقد القمة الأوروبية التى ستكون لها تداعياتها على المستوى الإقليمى، وتكمن أهمية زيارة الرئيس لفرنسا أيضا فى بحث تنويع مصادر السلاح، باعتباره أمرا حيويا لمصر.
كما أن باريس أصبحت طرفا رئيسيا فى إقليم شرق المتوسط، وبالتالى سيكون للتنسيق مع مصر أهمية كبيرة لمواجهة التحديات المختلفة بالإقليم، وفى هذا الإطار طلبت فرنسا الدخول فى المنظمة الإقليمية لغاز شرق المتوسط بصفة مراقب شأنها شأن الجانب الأمريكى. كما أن مشاركة فرنسا فى التدريبات العسكرية البحرية بإقليم شرق المتوسط خلال الأيام الأخيرة، والمناورات متعددة الأطراف التى شملت عدة أطراف إقليمية بينها قبرص واليونان ومنها مناورة «ميدوزا 10» العسكرية المشتركة فى شرق البحر المتوسط، بين كل من فرنسا واليونان وقبرص ومصر، قبالة سواحل الإسكندرية.
ومناورات «ميدوزا 10» مهمة للغاية بحكم توقيت المناورة التى جاءت فى ظل تصاعد الاستفزازات التى تمارسها تركيا فى شرق البحر المتوسط وبالتزامن أيضا مع تدخلها السافر فى ليبيا.
ولقد حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين حيث تكتسب الزيارة أهمية خاصة فى هذا التوقيت مع تنامى التحديات التى تواجه المحيط الأورومتوسطى.
والخلاصة أن العلاقات المصرية- الفرنسية لها طبيعة متميزة تستمدها من تاريخ التفاهم السياسى المشترك بين البلدين ولا شك أن زيارة الرئيس السيسى لفرنسا تمثل إضافة جديدة وقوية لهذه العلاقات المتواصلة فى المجالات كافة، حيث عبرت المباحثات الثنائية عن توافق كبير فى المواقف إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية ومجريات ما يحدث من انتهاكات من الجانب التركى فى شرق المتوسط.
كما أن لهذه الزيارة أهمية قصوى فى تنمية التعاون العسكرى والأمنى بين مصر وفرنسا والذى وصفه الرئيس ماكرون بالمثالى، بالإضافة للتنسيق المشترك فى مجال مكافحة الإرهاب، الذى يمثل تحديًا كبيرًا للمحيط الأورومتوسطى، بالإضافة لتبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالشأن الليبى واتفاق الطرفين على أن الحل السياسى هو الخيار الأساسى فى تسوية الوضع القائم.
ولا ننسى النتائج الاقتصادية المرجوة من هذه الزيارة، والتى تتمثل فى نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسية، إلى جانب تدفق السياحة الفرنسية نحو عدة مدن مصرية، فى ضوء التدابير الوقائية التى جرى اتخاذها واستطاعت أن تخفض معدلات الإصابة بكورونا، وهو ما أشار له الرئيس السيسى بأن مصر من الدول القليلة فى العالم التى استطاعت أن تحقق نموا اقتصاديا إيجابيا فى ظروف أزمة كورونا.