عربي وعالمي
مؤتمر استشراف مستقبل الإعلام يصدر توصياته بمنح الحماية القانونية لأطراف العملية الإعلامية والتصدي لمخاطر الإعلام الأسود للجماعات الإرهابية
الأحد 18/أكتوبر/2020 - 12:58 م
طباعة
sada-elarab.com/547682
أصدرت اللجنة المنظمة لمؤتمر استشراف مستقبل الاعلام مجموعة التوصيات التي قدمها المشاركون في المؤتمر الذي انعقد افتراضيا يوم الاربعاء الماضي تحت رعاية معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون بن محمد آل نهيان وبمشاركة الاميرة هند بنت عبد الرحمن آل سعود الرئيسة الفخرية للمؤتمر والشيخة هند القاسمي ضيفة الشرف والدكتور طلال أبو غزالة خبير الملكية الفكرية وعدد من خبراء الاعلام في الوطن العربي .
وتضمنت التوصيات دعوة لاصباغ الحماية القانونية على أطراف العملية الإعلامية وضرورة التصدي لمخاطر الإعلام الأسود الذي أطلقته الجماعات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة.
و كان المؤتمر قد عقد دورته الأولى عبر بث مشترك من استوديو تلفزيوني لأول مرة في المجال التقني بتنظيم من المجلس التاسيس لملتقى الاعلا م الدولي في دبي برئاسة المستشارة الإعلامية ملاك الكوري.
وفي بداية جلسات المؤتمر القى معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون ال نهيان راعي كلمة افتتاحية قال فيها : اصبح واجبا علينا مواكبة التطورات العصرية في هذا القطاع الهام الذي أصبح الإعلام الجديد جزء لا يتجزأ منه في استخدام وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات المتطورة للتنافسية في هذا المجال لتقديم الأفضل القائم على المصداقية والشفافية والحرص على نقل الأحداث من مواقعها بسهولها ويسر ووقت قياسي مؤكدا أنه يتحتم علينا التزام كل الحرص على التحقق من صحة المعلومات التي يتم تناولها مشيدا بالمجلس التأسيسي لملتقى الإعلام الدولي وبتنظيمه المتميز للمؤتمر الإعلامي الدولي الأول الذي حمل عنوانا كبيرا لاستشراف الإعلام الجديد الذي يواجه الكثير من التحديات التقنية التي تحتاج إلى مواكبة عصرية من وسائل الإعلام .
وفي كلمتها في الجلسة الافتتاحية اوصت صاحبة السمو الأميرة هند بنت عبد الرحمن آل سعود الرئيس الفخري للدورة الأولى للمؤتمر جميع المؤسسات الإعلامية بضرورة تضافر الجهود من اجل تحقيق العديد من الأهداف التي تطمح اليها.
وركز المتحدث الرئيسي الدكتور طلال أبو غزالة خبير الملكية الفكرية على عدة جوانب منها :دعوة الاعلام الرقمي الى انتاج محتوى عربي مبتكر و غير مقلد داعيا المؤسسات الإعلامية والاكاديمية و الإعلاميين الى ضرورة الاهتمام بدراسة الاعلام الجديد كتخصص اكاديمي من خلال مؤسسات تخول لهم العمل في الاعلام الرقمي بكل تميز و مهنية مؤكدا ضرورة مواكبة التطور الإعلامي في عصر متسارع التحولات
وخلال حديثها أكدت المستشارة الإعلامية ملاك الكوري رئيسة المجلس التاسيسي لملتقى الاعلام الدولي على دور الحكومات و المؤسسات الإعلامية في إعادة صياغة خططها الاستراتيجية والنظر في هيكلة المؤسسات و تاهيل كوادرها على اتقان التقنيات التكنولوجية المرتبطة بالاعلام الرقمي المتطور و إيجاد قوانين جديدة تؤطر انظمةالعمل الإعلامي في اسكاله الجديدة.
وشارك شادي ضاوي المستشار في تطوير الأعمال الرقمية والمستشار هيثم سيف خبير ومطور أعمال في إدارة المناقشات والحوارات التي جرت في المؤتمر إلى جانب ملاك الكوري المستشارة الإعلامية في المجال الاقتصادي.
وتمحورت جميع أوراق العمل التي قدمت في المرتمى تحول استشراف الإعلام الجديد وكان من أبرزها ورقة عمل قدمها الدكتور الشريف محمد الحسني (من الأردن ) حول إدارة العملية الإعلامية في ظل مستجدات الوضع الراهن (تحديات و الذي أكد فيها على أهمية الدور الإعلامي في إدارة الأزمات التي تواجه مؤسسات الأعمال والأفراد والمجتمعات على حد سواء موضحاً كيفية النظر من الناحية الإدارية لمعالجة ومواجهة الأزمات بطرق حديثة تواكب كل التغيرات التي تمر بها الأزمة مع ضرورة الانتباه والتركيز على استشعار الأزمة والأحداث والمعطيات التي قد تتنبأ بوقوع أزمة ومن ثم كيفية مواجهة الأزمة حال وقوعها والتصدي لها من خلال اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التي تحد منها وعدم انتشارها وكيفية احتواء ودراسة الآثار المترتبة عليها والى أي مستوى قد وصلت ومن ثم التحضير لما بعد الأزمة ومراجعة الخطط والدروس المستفادة حتى نكون على أهبة الاستعداد في حال تكرار حدوث أزمات مجددا.
و في ورقة العمل لتي قدمها الإعلامي والكاتب الصحفي محمد محيا (من السعودية) حول الإعلام الحكومي في الوطن العربي والتحديات السياسية والاقتصادية والإعلامية وردت عدة توصيات تلخصت في : ضرورة تبني الإعلام مفاهيم التحسين المستمر لمواجهة التحديات في ظل بيئة عمل تتميز بالديناميكية والتغير المستمر والعمل على استمرارية تدفق المعلومات والبيانات المتعلقة بالأزمة بكل شفافية، وتقييم مدى استجابة كل المنظمات وبيئات الأعمال والإفراد للازمة من خلال رؤية الخبراء والمختصين حول كل السيناريوهات الخاصة بمواجهه الأزمة وفي كيفية التعامل معها وإبراز أسباب تطور الأزمة وإبعادها وتأثيراتها التي يمكن أن تحد منها وتوعية الجهور بأساليب مواجهه الأزمة وتداعياتها والأدوار والوظائف المنوطة بكل جهة للإسهام في احتوائها وإعداد وتنفيذ رسائل اتصاليه إعلامية تفسر الأزمة وكذلك طرق مواجهتها والأنشطة المبذولة من الجهات المعنية بالأزمة لاحتواء أثارها ولابد من التخطيط الجيد بحيث يكون له الأثر الأكبر والأبرز في إدارة الأزمات .
حوأشار محيا إلى ان التطور التكنولوجي كان له أثر فعال على المجتمع الدولي و المحلي من خلال أدوات الاتصال الحديثة و المباشرة مما أدى لظهور أشكال إعلامية عصرية حديثة و أصبح التحول الرقمي والإعلام الإلكتروني من سمات هذا العصر الحديث ، وهذا يعني ظهور مؤسسة و منظومة إعلامية عالمية جديدة .
وأضاف قائلا : إن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر، بالإضافة إلى كل الإمكانيات التي يوفرها الإنترنت لطرح الأفكار و مشاركتها مع الجمهور وبناء العلاقات الثقافية على المستوى العالمي نتج عنه تفعيل و تحديث الصورة الذهنية للجماهير و الشعوب على الصعيد العالمي مضيفا أنه من هذا المنطلق لابد من تركيز البحث في هذا المجال على رفع مستوى الإعلاميين و تمكينهم من القيام بدورهم الإعلامي المسئول على أكمل وجه في ظل هذا التطور.
وفي ورقة عمل بعنوان استشراف مستقبل الإعلام إخراجيا قدمها المخرج الدكتور قاسم القضاة (من ايطاليا ) قال: إن عملية الإخراج جزء مهم جدا من منظومة العمل الإعلامي والتناسق والإبداع في الإخراج يسهم في بلورة وسهولة وتقبل العمل الإعلامي المميز مشيرا إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الإخراج هو عدم الاحتراف وهذا ما يساهم سلبا مع الأسف الشديد في اسلوب الطرح الإعلامي ولكي نرتقي لابد من التأهيل الأكاديمي من دورات تدريبية باستمرار ومتابعة للتطور والتحديث في العالم حتى نصنع مخرجين متخصصين موهوبين مصقولين علميا وهذا يثري بالتالي العمل الإعلامي الناجح مضيفا بأنه بالرغم أن كل التحديات والمعوقات والصعوبات التي تحدث بالعالم نؤكد دوما على قدرة الإنسان على الإبداع وإيجاد الحلول .
و في مداخلة من باريس قالت الدكتورة و المستشارة صفاء الحمايدة انه في اطار هذا الاعلام الرقمي ذي المنظومة الإعلامية المتكاملة والابتكارية تم تحديث دور الاعلاميين في جوانب عدة منها على سبيل المثال :دورهم في تسهيل الاتصال بين المؤسسات و منظمات المجتمع المدنيالداخلية و الخارجية للعمل في ظل شبكات سياسية عالمية و لذلك فان الاعلاميين يحتاجون اليوم الى اتقان مهارات عالية المستوى تؤهلهم للتنسيق بينها و العمل معها وتفعيل دورها لتحقيق الاعلام المؤثر و المسوؤل.
و في ورقة عمل قدمها بعنوان " الرؤية القانونية في استشراف مستقبل الإعلام طرح الأكاديمي و الإعلامي الدكتور محمد أبو هزيم
أشار إلى أنه في الفضاء الإعلامي اليوم أصبح كل متمكن من تقنيات الشبكة العنكبوتية الفيس بوك والتويتر والسناب شات والوسائل الأخرى العديدة من وسائل التواصل الاجتماعي التي لا ننتهي الا ونجد حدثا جديدا وتطورا كبيرا ربما أسرع من اي توقعات وقال :
انه أمام هذا الفضاء الواسع كان لابد من إصباغ الحماية القانونية لأطراف العملية الإعلامية او للداخلين لهذا الفضاء الذي أصبح نقطة التقاء للجميع بدون موعد بعد ان أصبح هذا الفضاء نقطة التقاء للمتطرفين والإرهابيين والقتلة والمجرمين بل وأصبحت صناعة المتفجرات دروسا تعطى من خلال الشبكة العنكبوتية فاختلطت الأوراق وضاعت القيم ... وأمام هذا الواقع أصبح كل مواطن اعلاميا او ما يسمى( إعلام المواطن ) وبالتالي لم يعد العالم قرية صغيرة فقط كما يقول البعض بل أصبح العالم اليوم عبارة عن سطح منزل الكل يستطيع مشاهدة الكل في بث حي ومباشر.
وفي مداخلة للمستشار الصحفي والمحلل السياسي والأمني ورئيس تحرير موقع "جوهرة العرب" الإخباري الدكتور محمد ملكاوي من الأردن
أكد بأنه مطلوب (مهننة الإعلام) وتعريف من هو الإعلامي والصحفي، لحماية المهنة من الدخلاء، لافتاً إلى أن الشخص المبدع في البناء لا يمكن أن يُسمح له أن يقول أنه مهندس، مثلما هو الحال للشخص الذي يمتلك معلومات طبية مهمة بسبب عمله في المستشفى وغرف العمليات، فلا يُسمح له أن يقول أنه طبيب، وحتى الشخص الذي يحفظ التشريعات فلا يحق له أن يقول أنه محامٍ، إذا فلماذا يُسمح لأي شخص يمتلك حساباً في السوشيال ميديا (تويتر، فيسبوك، يوتيوب، واتساب ألخ) أن يقول أنه إعلامي، وأن يقوم بتعريف نفسه على أنه (مهني محترف في قطاع الصحافة والإعلام).
واضاف : بأن ذلك لا يعني حرمانهم من حقهم في التعبير وإبداء آرائهم، لأن هذا حق لهم، وسنكون نحن الإعلاميين أول من يدافع عن هذا الحق، حيث أنه يحق للطبيب والمهندس والمحامي وأي إنسان أن يعبر عن رأيه في مختلف وسائل السوشيال ميديا، لكن ذلك لا يعني أنهم أصبحوا إعلاميين مهنيين، بسبب حقهم في التعبير عن رأيهم، وممارستهم حقهم الديمقراطي في إبداء الرأي والرأي الآخر.
واختتم الملكاوي حديثه بالتوصية
بأن يتم تبنّى دعوته الى مخاطبة كافة الجهات الإعلامية الرسمية والنقابية والمهنية في الدول العربية كي تعملً على وضع تشريع يحفظ مهنية الإعلام والإعلاميين، من خلال وضع تعريف مُحدد لمن هو الإعلامي والصحفي، ومحاكمة كل من يُعلن أنه صحفي أو إعلامي أو يمارس الإعلام دون ترخيص، لأن ذلك يحمي هذه المهنة من دخلاء السوشيال ميديا، الذين هم السبب الرئيسي في انتشار فوضى الإعلام ونشر وتعميم مختلف المواد الإعلامية المغموسة باساليب الخداع والتضليل الإعلام.
واكد.ملكاوي أن الدول والحكومات (قبل وسائل الإعلام) هي التي تعاني من فوضى الإعلام في السوشيال ميديا، خاصة بعد أن تحوّل (مُستقبل الرسالة الإعلامية) وهو الفرد في المجتمع إلى (مُرسل للرسالة الإعلامية) بسبب ثورة التكنولوجيا، وثورة الاتصالات، وثورة المعلومات، التي دخلت كلّ بيت من جهة، وأصبحت متركزة في جهاز واحدٍ، وهو الهاتف الخلوي الذكي، وأصبح الإعلام في دائرة الخطر بأيدي غير الإعلاميين المهنيين.
وتحدث استاذ القانون الدولي و سفير الجودة و التميز بالمنظمة الأوروبية العربية في بروكسل الدكتور إبراهيم الزير (من المملكة الأردنية الهاشمية)
عن أهميه الإعلام الرقمي باعتباره لغة العصر الحديث داعيا الى تطهير الإعلام العصري الرقمي من الإعلام الأسود و الموازي للإعلام الحر الذي بحمل الشفافية ويحارب من قبل الإعلام الممنهج و المنطوي تحت جناح الجماعات الإرهابية و الهادف إلى القضاء على البنية الاساسية للدول العربية.
و أشار الزير الى أنه لابد من تطهير الإعلام الحر الحقيقي مما يسمى بالإعلام الأسود الذي يجب القضاء عليه تمهيدا لإبراز إعلام يحقق منظومة تهدف إلى وعي المواطن العربي ويتميز بالشفافية و يكون مؤثرا من خلال دراسات علمية رقمية حديثة.
وفي مداخلة للإعلامية وفاء يوسف من فلسطين تطرقت إلى الإعلام الرقمي والتحول الذي طرأ على الإعلام في السنوات الخمس الأخيرة ،بالإضافة إلى تحديات العصر ،وأهمية المحافظة على جودة المحتوى والمضمون أكثر من أي وقت مضى للسمو بالمهنة والمحافظة على مهنية الإعلامي ورسالته مشيرة إلى أهمية صدق الكلمة ونقل المعلومة الصحيحة.