اخبار
لواء أ.ح طيار سمير عزيز: أسقطت طائرة قائد القوات الجوية الإسرائيلية
الأحد 11/أكتوبر/2020 - 04:10 م
طباعة
sada-elarab.com/546787
.. 220 طائرة دمرت محطات الرادار ومراكز القيادة والسيطرة للعدو
أفضل من طار بالميج 21 خارج الاتحاد السوفيتى، تخرج فى الكلية الجوية عام 1963 دفعه 14 طيران، وهو أحد أبطال حربى الاستنزاف وأكتوبر، ويقول عنه اللواء أحمد كمال المنصورى «الطائرة التى يقودها سمير تئن منها الأشجار، ويمكنك عندما تنزل تحتها أن ترى اللون الأخضر ودهان الطائرة قد تشوه الناتج عن اصطدامه بأوراق الأشجار الخضراء»، هذه المقولة تبين مدى شجاعة هذا الرجال وإقدامه على التحليق المنخفض لهذه الدرجة لحماسه الشديد ومهارته. فلقد أسقط ثلاث طائرات إسرائيلية يوم 20 يوليو1969، بما فيهم المقاتلة الميراج كان يقودها «ايتان بن الياهو» الذى أصبح فيما بعد قائد سلاح الجو الإسرائيلى فيما بين 1997 إلى 2003، وهو قناص ماهر لطائرات العدو، يتميز بالجراءة والجسارة والإقدام، من أشهر طيارى القوات الجوية لما عرف عنه من الشجاعة والإقدام، فقد أجمعوا زملائه الطيارين على جرأته الشديدة جدا فى الطيران وقدرته على تطويع الطائرة لتلبى ما يريده.
قال اللواء سمير تخرجت برتبة ملازم طيار التحقت بجناح المقاتلات، وحصلت على فرقة مقاتلات فى مطار كبريت، ثم انتقلت إلى المقاتلات الميج-21 وكانت أول دفعة تنقل إلى الميج-21 التى وصلت مصر حديثا فى ذلك الوقت، وتم اختيارى ضمن أفضل 3 طيارين. بعدها انتقلت إلى اليمن عام 1965 وكنت برتبة ملازم أول، وكانت هناك طائرات ميج-17 فقط، وكانت فترة هادئة.
واوضح انه كان يوم 5 يونيه 1967 كنت حالة أولى على الممر من 6 إلى 8 صباحًا فى مطار فايد برتبة نقيب، بمعنى أننى فى كابينة طائرتى على أول الممر مسلح ومستعد للإقلاع فى أى لحظة للاشتباك، وكان معنا بالمطار طائرات سوخوى-7.
وبعد انتهاء المدة سمعت صوت انفجار كبير وشاهدت الطائرات تحترق على أول الممر، وكان معى أحد زملائى، فقال لى «إحنا بننضرب» واتجهنا إلى أول الممر لنقلع وكان هناك 4 طائرات تم قصفها، واستمر قصف الطائرات فى أماكنها، وكانت طائرات الميج-21 مرصوصة تفصلها مسافات بسيطة وأمامها السوخوى-7 فى صف مقابل، ورأيت هذا المشهد حيث جاءت طائرة إسرائيلية وقصفت طائرة ميج-21 موجودة بالمطار فانفجرت، وسرعان ما اشتعلت النار فى الطائرة المجاورة لها التى خرج منها صاروخ انفجر بطائرة سوخوى 7، وبعدها ذهبنا إلى قاعدة انشاص فوجدنا نفس المشهد.
وقال ان وضع القوات الجوية فى النكسة كان يرثى له، فقد رصدت إسرائيل 12 طائرة لكل مركز جوى مصرى خلال عملية ضرب المطارات، واستخدمت نوعًا جديدًا من الأسلحة فى هذا الوقت كان يعرف باسم القنبلة الخارقة للأسمنت وخلال يومين دمرت إسرائيل معظم الطائرات وضرب الممرات ولكن سرعان ما توحد الشعب والجيش وعزم الجميع على تحرير الأرض.
وشدد سميرعلى ان القوات الجوية لم تحارب فى 67، وكان لدينا عزيمة وإصرار على الدخول فى الحرب مهما كان الثمن، وبدأت القوات الجوية فى إعادة بناء نفسها، وكانت البداية ببناء «دشم» للطائرات فى كافة المطارات، وساعدت فى حماية كاملة للطائرات المصرية ولم تدمر طائرة واحدة على الأرض خلال حرب أكتوبر المجيدة، يضاف إلى ذلك أن القوات الجوية أعادت بناء وإصلاح ممرات الإقلاع والهبوط، وتم إنشاء ممرات سرية لا تظهر من السماء معدة للطوارئ. ووصلت إلى مصر بعد ذلك طائرة جديدة تسمى Mig-21 FL وكانت هذه الطائرة مزوده بصاروخين فقط ولا يوجد بها مدفع وكانت تعتمد على الرادار فى الكشف عن الهدف، وانتقل السرب إلى المنصورة وكان الاختلاف قد ظهر من خلال بناء الدشم والممرات التبادلية، والبالونات حول المطار.
وعن الضربة الجوية فى حرب أكتوبر أكد ان القوات المسلحة استفادت بكافة أسلحتها كثيرا من حرب الاستنزاف، وفيما يتعلق بالقوات الجوية كانت القيادة على قناعة تامة بضرورة مفاجأة العدو بالطيران المنخفض لتفادى الرادارات المتطورة، الأمر الذى تطلب مجهودًا جبارًا من طيارى الاستطلاع لتصوير طرق الهجوم وجغرافيا الأرض والهضاب والتلال، وكذلك مجهود كبير من طيارى القاذفات لتطوير أسلوب الطيران المنخفض والتعود عليه كأسلوب طيران وحيد لحسم المعركة.
وكانت خطط الهجوم الجوى تقوم على تنفيذ الضربة الجوية بأكبر عدد متاح من الطائرات ومن مطارات مختلفة وفى نفس التوقيت وعلى اقل ارتفاع ممكن، وهو ما حقق عنصر المفاجأة التى شلت العدو. وكان التخطيط يراعى حمولة ومدى وسرعة كل طائرة ومكان انطلاقها والهدف المتجهة له، بحيث تكون كل الطائرات فوق أهدافها فى وقت واحد، وكل هذا تم بالورقة والقلم وحسابات فنية بشرية دون أجهزة كمبيوتر أو أقمار صناعية.
وقبل موعد إقلاع الطائرات لتنفيذ الهجوم يوم 6 أكتوبر أقلعت بعض الطائرات الحربية من عدة مطارات لعمل طلعات روتينية تدريبية للتمويه والخداع ولعدم لفت نظر العدو لما يتم التخطيط له، وتحدث الطيارون فى اللاسلكى مع برج المراقبة بشكل عادى حتى يلتقط العدو حواراتهم كالمعتاد.
وفى مطار المنصورة الذى كنت أتواجد به أقلع عدد من تشكيلات الميج 21 وقاموا بدورة طيران عادية وعند الانخفاض للهبوط فوق المطار، استمرت الطائرات على ارتفاعها المنخفض، وبعيدا عن أعين الرادارات الإسرائيلية لتهبط فى مطار بلبيس كما تم من قبل عشرات المرات فى التدريبات.
وفى التوقيت المحدد نجحنا فى تحقيق أهدافنا بنسبة 90%، حيث دمرت 3 ممرات رئيسية فى مطارى المليز وبير تمادا، و3 ممرات فرعية وتدمير 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعى مدفعية ميدان، وتدمير مركز القيادة الرئيسى فى أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب وتدمير عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار، وكان مقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو فى نفس اليوم قبل الغروب، ولكن ألغيت نتيجة نجاح الضربة الأولى.