طباعة
sada-elarab.com/546622
فى فترة الحكم لولاية كاليفورنيا الأمريكية انتشرت هناك رياضة قديمة عبارة عن مصارعة للحيوانات، وعلى وجه الخصوص تحديدا كانت مصارعة للثيران، كان الهدف منها الترفية وإيجاد التسلية لعمال المناجم هناك وقتها، إلى أن استطاع السكان هناك إضافة حيوان جديد إلى حلبة المصارعة وهو الدب الأمريكى، كان الهدف من ذلك إيجاد نوع جديد من الإثارة والتشويق، إلا أنها تحولت لمصارعة كبيرة بين الثيران والدببة، وغالبا كانت تنتهى تلك المصارعة إما بإطاحة الثور بالدب بقرونة من الأسفل إلى الأعلى ليطرحه قتيلا، أو كان يحدث العكس عندما ينقض الدب على الثور من أعلى إلى أسفل كاسرا عنقة بمخالبة وأنيابة.
ليربط الكاتب الإسبانى "دون جوزيه دى لافيجا" عام 1688 مايحدث فى تلك المصارعة لاستنتاج لفظ "bulls and bears" لإطلاقة على مايحدث فى أسواق التداول، لتشابه مايحدث فى حلبة المصارعة الخاصة بالثيران والدببة بما يحدث بين متداولى الأوراق المالية والبورصات، لما له من منافسة كبيرة غالبا ماتنتهى لصالح البائعين أو المشترين الذين تشابهوا مع "الدببة أو الثيران".
وما يحدث فى الأسواق هو محاولات دائمة ومستميتة لفرض السيطرة سواء من البائع أو المشترى لتحديد اتجاه الأسعار والمؤشرات، ومع إكتشاف الذهب ونشاط حركة تداول أسهم المناجم فى كل من سان فرانسيسكو ونيويورك، ومن ثم إزدهار المعاملات، انتشر استخدام تعبير الثور والدب فى كتابات المعلقين على أداء أسواق المال والبورصات، ليستقر تدريجيا هذا المصطلح فى لغة البورصة ويصير من الكلمات الدارجة فى هذا المجال بين جموع المضاربين والمستثمرين، ليستقر الأمر بنحت تمثالين متقابلين أحدهما للثور، والآخر للدب، ويتم وضعهما خارج سوق نيويورك للأوراق المالية فى وول ستريت تعبيرا عن الصراع الدائم بين البائع والمشترى فى سوق الأوراق المالية لينتشر الموضوع عالميا على مستوى بورصات العالم ويصبح المصطلح دارجا فى لغة البورصات العربية والأجنبية.