طباعة
sada-elarab.com/546438
خلال حرب السادس من أكتوبر 1973، سطر الجيش المصري العظيم بطولات وملاحم خلدها التاريخ لكل الأجيال، وجاء الإنتصار في تلك الحرب، عبر معارك عديده كانت الغلبه فيها للجيش المصري صاحب العقيده إما النصر أو الشهاده، والتي من خلالها رفعت راية النصر خفاقه، وسوف تظل هذه المعارك محفوره في قلوب وعقول وأذهان كل من عاشوها، سنتذكرها طوال حياتنا بكل فخر وعزه وشرف، فخلال حرب أكتوبر المجيده خاض الجيش المصري معارك عنيفه ما بين بريه وجويه وبحريه، وحقق الجيش فيها إنتصارات ساحقه، ودارت أغلب هذه المعارك في 36 نقطه حصينه أنشأها العدو الإسرائيلي علي خط قناة السويس، بجانب 22 موقعاً حصيناً بسيناء، ومن أبرز هذه المعارك معركة ( عيون موسي )، والتي سطر فيها المصريون أعظم معاني التضحيه والفداء والبذل والعطاء من أجل مصرنا الحبيبه، معركة « عيون موسي »، كان الهدف الرئيسي منها هو الإستيلاء وتدمير نقطه حصينه للعدو الإسرائيلي في خط بارليف، بل إنها أحد أهم وأقوي مواقع العدو الصهيوني، والتي بسببها تعرضت " مدينة السويس "، للتدمير، وسميت بهذا الإسم نظراً لقرب الموقع من آبار عيون موسي، وتم إنشاؤها تحت قيادة « حاييم بارليف »، رئيس الأركان الإسرائيلي، والذي تولي منصب وزير الصناعه قبل الحرب مباشرة، وهو طبعاً صاحب فكرة إقامة ( خط بارليف )، وبسبب هذه النقطه الحصينه تم تهجير سكان " مدينة السويس "، نتيجه لحجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينه، وإستحالة عيش السكان بها، فكانت النقطه حصينه للغايه، ومدافعها الثقيله من عيار 155 ملم، تدك السويس بقذائفها التي تُطلق كل 30 ثانيه، كان الموقع يتكون من 6 دشم وكل دشمه محميه بقضبان السكه الحديد، والصخر المحمي بشباك من الفولاذ والذي يتحمل قوة قنبله وزنها 10 آلاف رطل، ويضم أيضاً الموقع فصيلة مشاه ميكانيكي، و 5 دبابات وبطارية صواريخ، ويحاط بالموقع ثلاث طبقات من الألغام، وكان الموقع يحتوي على مدفع رشاش مضاد للطائرات لصد أي هجوم سواءً بري أو جوي، وللإستيلاء علي هذا الموقع وهذه النقطه، صدر يوم 8 أكتوبر، أمر قتال للفرقه 19 مشاه بقيادة العميد « يوسف عفيفي »، بالإستيلاء علي الموقع، وبالفعل تم الإستيلاء عليه بعد إستسلام جميع قواته، وفي يوم 10 أكتوبر صدر أمر بتدميره لعدم إستفادة العدو الإسرائيلي منه مره أخري، وتمكنت القوات المصريه من نسف 5 دشم بالديناميت من الداخل، وترك واحده للزياره فقط، فقد كانت جميع مدافع الموقع موجهه نحو مدينة السويس وبورفؤاد وخليج السويس، وكانت مثبته بقواعد خرسانيه لا يمكن تحريكها، ولذلك صدر الأمر بتدميرها، وكان الموقع يضم 6 مدافع وكل مدفع موجود في دشمه عيار ( 155 ملم )، فرنسي الصنع وكان وزنه 24 طن، ويصل مداه إلي 27 كم، وقوته التدميريه تصل إلى 200 متر مربع في الثانيه الواحده، وهو ما يسمي بمدفع «« أبو جاموس »»، نظراً للصوت الناتج عن إطلاقه، تظل معركة " عيون موسي "، من أهم العمليات والمعارك الشرسه لقواتنا المسلحه المصريه الباسله، أثناء حرب أكتوبر المجيده، وعلي مدار أيام حاول الجيش الإسرائيلي شن هجوم مضاد لإستعادة النقطه الإستراتيجيه التي إستخدم فيها ضربات الطيران، إلا أن بسالة وعزيمة وإصرار أبطالنا نجحت في صد كل تلك الهجمات بنجاح، وأصبح الموقع الآن مزاراً سياحياً يستقبل الرحلات والزوار ويلتقطون به الصور مع المدافع والأسلحه، وبعد إنتهاء حرب أكتوبر زار الرئيس الراحل محمد أنور السادات والملك فيصل ملك المملكه العربيه السعوديه النقطه الحصينه .