رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

اخبار

بعد 55 عامًا من العطاء.. وداعًا أمير الإنسانية

السبت 03/أكتوبر/2020 - 04:27 م
صدى العرب
طباعة
شيماء صلاح
نصف قرن من العلاقات الوطيدة بين مصر والكويت فى عهد الشيخ صباح


رحل عن عالمنا قائد العمل الإنسانى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عمر يناهز 91 عامًا، بعد رحلة حياة مليئة بالعطاء والإنجازات، ليبقى خالدا ليس فقط فى قلوب الكويتيين، بل فى قلوب العرب والعالم أجمع بشكل عام، وقلوب المصريين بشكل خاص، نظرا للعلاقات التاريخية القوية بين البلدين، على المستويين الرسمى والشعبى.

اتشح العالم العربى بالسواد بعد رحيل الأمير الملقب بأمير الانسانية إلى جوار ربه. شهدت رحلة كفاحه محطات كثيرة ومسيرة حافلة بالعطاء، منذ توليه أول مسؤولية "عمل عام" فى 1954 وهو فى الـ 25 من عمره، ومرورًا بتوليه منصب أول وزير للإعلام بالكويت، ثم منصب وزير الخارجية على مدار 40 عامًا، فرئيس للوزراء خلال الفترة من 2003 إلى 2006، ثم أميرًا للكويت منذ عام 2006، وما تخلل ذلك من مناصب ومهام ومسؤوليات عديدة تولاها، لم يتوان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فى خدمة وطنه وأمته والإنسانية بشكل عام، وقد لقب "قائدًا للعمل الإنسانى" وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الحاكم الـ15 لدولة الكويت الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويتولد فى 16 يونيو عام 1929،وكان يرافق والده فى رحلاته الخارجية.بدأ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حياته السياسية الأولى وتمرس فى العمل العام ولم يكن قد تجاوز الـ25 عامًا من عمره عندما تم تعيينه فى 19 يوليو عام 1954 عضوًا فى اللجنة التنفيذية العليا التى عهد إليها بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية وبعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضوًا فى المجلس التأسيسى الذى عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين فى أول تشكيل وزارى عام 1962 وزيرا للإرشاد والأنباء، التى تحول اسمها بعد ذلك لوزارة الإعلام، ليكون أول وزير لها فى تاريخ الكويت.

كما بذل طوال سنوات قيادته لوزارة الخارجية جهدًا كبيرًا فى تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم، كما قام بالعديد من الوساطات التى أسهمت فى حل العديد من الأزمات. وشهدت البلاد نتيجة ذلك استقرارًا فى سياستها الخارجية وثباتًا اتضحت ثماره فى الثانى من أغسطس عام 1990 عندما وقف العالم أجمع مناصرًا للحق الكويتى فى وجه غزو الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، والذى أثمر صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 الذى أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية لتحرير الكويت.

عندما تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.. أسندت إليه مهمة تشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن ولى العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بسبب ظروفه الصحية، وذلك يوم 14 فبراير 2001 فى 13 يوليو 2003، صدر مرسوم أميرى بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء، ليسجل نجاحًا جديدًا فى قيادة دفة السياسة الداخلية، كما نجح على مدار 40 عامًا فى قيادة السياسة الخارجية لبلاده، ومنذ اللحظات الأولى لتوليه منصب رئاسة الوزراء، حرص الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تبنى رؤية شاملة وعميقة للتنمية فى الكويت تطول مختلف قطاعات الدولة، وعلى رأسها القطاع الاقتصادى، فقام بتشجيع القطاع الخاص وفتح فرص العمل الحر أمام الشباب من خلال دعم المشروعات الصغيرة.

واستمر فى مسيرة العطاء رئيسًا للحكومة الكويتية حتى يناير عام 2006، عندما اجتمع مجلس الوزراء واتخذ قرارًا بالإجماع بتزكية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرًا للبلاد، وفقا للمادة 3 من قانون توارث الإمارة الصادر عام 1964 وكان أول أمير كويتى منذ عام 1965 يؤدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، وعلى مدى 55 عامًا من تولى الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم شهدت البلاد نهضة تنموية شاملة.

ونعت جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى سمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذى انتقل إلى جوار ربه لتفقد الأمة العربية والإسلامية زعيمًا عظيمًا من طراز فريد، بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات فى خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها.

وأوضحت جمهورية مصر العربية، أنها تذكر فى هذه الظروف الأليمة بكل العرفان والتقدير المواقف الأخوية للأمير صباح، وبصماته البارزة فى نهضة الكويت والأمتين العربية والإسلامية، فلقد كان قائدًا حكيمًا كرّس حياته فى خدمة شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، وستظل أعماله وإنجازاته راسخة فى الوجدان وستبقيه نموذجًا يحتذى به فى القيادة والبذل والعطاء.

وأكد البيان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى إذ ينعى لمصر وللأمتين العربية والإسلامية أخًا وصديقًا عزيزًا، ليعرب باسمه وباسم مصر حكومةً وشعبًا عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى الشعب الكويتى الشقيق وأسرته الكريمة فى هذا المصاب الجسيم، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يسدد سبحانه وتعالى خطى دولة الكويت لمواصلة مسيرة التقدم والازدهار والدفاع عن قضايا العروبة والإسلام وشهدت العلاقات الثنائية بين مصر والكويت تطورا ملحوظا فى عهده وتشاورا فى مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن مناقشة آخر المستجدات والقضايا المشتركة.

ولذلك فمن الواضح أن هناك أواصر قوية تربط الكويت بالشعب المصرى، وخاصة خلال فترة حكم الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح الذى وافته المنية اليوم عن عمر ناهز الـ91 عاما؛ إذ كان عهده تاريخا حافلا بالعديد من الزيارات لتعزيز العلاقات بين الدولتين. ومنذ تولى الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، وقد ازدادت متانة العلاقات بين مصر والكويت؛ إذ تبادل المشاورات واللقاءات مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؛ وكانت أبرزها زيارة مبارك للكويت عام 2009 حين استضافت الكويت القمة العربية الاقتصادية.

وقد اتسمت العلاقات المصرية- الكويتية بالمتانة أثناء عهد الراحل مبارك؛ حتى إن الكويت نعت وفاة مبارك فى مقال بعنوان "وداعا حسنى مبارك صديق الكويت الوفى"، بحسب صحيفة "القبس" الكويتية. وفى فبراير2020 أطلقت الكويت اسم مبارك على أحد صروحها المهمة، وفقا لأمر صباح الأحمد، بعدما نعاه متذكرا "مواقفه السياسية النبيلة تجاه الكويت"، وخاصة لما لعبته مصر خلال عهده من دور محورى فى تحرير الكويت من الغزو العراقى ومنع نظام صدام حسين من تهديد أى دولة خليجية عام 1991.

ولم ينس الشعب الكويتى موقف مبارك خلال أزمة احتلال الكويت؛ إذ سعى بموقفه الرافض بشدة للاحتلال العراقى لحقن دماء الأشقاء العرب، حيث حاول بكل ما أوتى من عزم وقوة إقناع صدام حسين بسحب قواته من الكويت.

وقالت صحيفة القبس الكويتية تعقيبا على وفاة مبارك "دائما سيبقى اسم مبارك عنوانا للوفاء والإخلاص فى قلب كل كويتى فتحت له مصر أبوابها وأرسلت قواتها ليكونوا مع أشقائهم فى المهمة الأنبل وهى تحرير الكويت من براثن الغدر".

وحتى بعد خروج مبارك عن الحكم، استمرت علاقة الأمير صباح الأحمد بمصر فى عهد الراحل محمد مرسى؛ إذ حرص مرسى على زيارة الكويت فى 2012، بدعوة رسمية من الأمير الصباح، ما يعكس تقدير وحرص الأمير على ضرورة استمرار العلاقات بين البلدين.

وبعد إسقاط مرسى بفضل تظاهرات 30 يونيو الرافضة لسياساته، واصل أمير الكويت سلسلة من الزيارات؛ إذ حضر مراسم تنصيب عبدالفتاح السيسى رئيسا لمصر فى عام 2014، ببينما زار السيسى الكويت عام 2015، تبعها بزيارة أخرى فى عام 2017، أخرها الزيارة البارزة التى حدثت فى 2019 لعقد "القمة الكويتية- المصرية" والتى وصفها الساسة الكويتيون بأنها "زيارة من الوزن الثقيل".

لم يقتصر الأمر على العلاقات السياسية والدبلوماسية وحسب؛ حيث أعلنت الكويت عام 2013 تقديمها حزمة من المساعدات الاقتصادية لمصر، والتى قدرت بـ 4 مليارات دولار، كما كان للصندوق الكويتى للتنمية دورا بارزا فى دعم المشاريع المصرية والتى كان أبرزها تطوير قناة السويس وتوصيل مياه نهر النيل إلى سيناء.

وكان الرئيس السيسى صرح من قبل أن أمن دول الخليج ومن ضمنها الكويت خط أحمر بالنسبة لمصر، وأن مصر سوف تبذل الغالى والنفيس من أجل حماية الأشقاء فى الخليج ضد أى عدوان واختصر الرئيس السيسى ذلك فى جملة "مسافة السكة"؛ ليؤكد سرعة استجابة مصر فى حماية أشقائها فى الخليج ضد أى أطماع خارجية. وربما كانت آخر تلك المواقف الداعمة لمصر هذا العام، حينما أعرب أمير الكويت عن وقوفه بجانبها فى كل ما يصون مصالحها ويحفظ حقوقها وأمنها المائى، بما فى ذلك دعم بلاده لمصر فى ملف سد النهضة ووقد توالت ردود الأفعال من قادة العرب والعالم، الذين نعوا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بعد أن أعلن الديوان الأميرى الكويتى وفاته فأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، وولى عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن تعازيهما فى وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وقال بيان من الديوان الملكى، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان استقبلا ببالغ الحزن وعظيم الأسى نبأ وفاة الشيخ صباح، وقدما خالص التعازى وصادق المواساة لعائلة آل صباح الكريمة فى دولة الكويت، وللشعب الكويتى الشقيق، وللأمتين العربية والإسلامية.

وأضاف البيان: «أكد الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية وشعبها يشاركون الأشقاء فى دولة الكويت أحزانهم، ويبتهلون إلى الله جل وعلا أن يلهم الأسرة الكريمة والشعب الكويتى الشقيق الصبر والسلوان فى هذا المصاب الجلل، وأن يديم على دولة الكويت وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. إنا لله وإنا إليه راجعون». كما نعى العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الشيخ صباح، بعد «عمر حافل بالعطاء والإنجازات فى خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها».

وقال بيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية إن «المملكة التى آلمها هذا المصاب الجسيم لتعرب عن خالص تعازيها وصادق مواساتها إلى أسرة آل الصباح الكرام وحكومة وشعب الكويت»، وأعلن الحداد الرسمى على روح الراحل وتنكيس الأعلام فى البحرين لمدة 3 أيام.

كما نشر العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى تغريدة عبر تويتر، قال فيها: «فقدنا أخاً كبيراً وزعيماً حكيماً مُحباً للأردن، سمو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، كان قائداً استثنائياً وأميراً للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوان فى مساعيه الخيّرة عن بذل كل جهد لوحدة الصف». وأعلن الديوان الملكى الأردنى فى تغريدة على تويتر أيضاً، الحداد «على فقيد الأمة الكبير، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فى البلاط الملكى الهاشمى لمدة 40 يوماً».

أعرب رئیس الوزراء البریطانى بوریس جونسون أمس عن خالص تعازيه للشعب الكویتى بوفاة الشیخ صباح الأحمد، معتبراً أن «الأمیر الراحل سیبقى خالداً فى ذاكرة العالم». وقال جونسون فى بیان صحفى «تلقیت نبأ وفاة أمير دولة الكويت ببالغ الحزن والأسى فقد كان له دور كبیر لا ینسى فى دعم العمل الإنسانى حول العالم وفى تعزیز الاستقرار الإقلیمى».

وأضاف أن الأمیر الراحل قدم خلال حیاته مساهمات شخصیة فاعلة فى دعم الاستقرار فى الشرق الأوسط علاوة على دعمه للمبادرات والمساعدات الإنسانیة النبیلة فى عدد من دول العالم ستبقى راسخة فى التاریخىأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، نايف فلاح مبارك الحجرف، عن «بالغ الحزن والأسى» لوفاة أمير الكويت. وقال فى بيان إن هذا «المصاب الجلل أحزن شعوب دول مجلس التعاون والأمتين العربية والإسلامية، لما للفقيد الراحل من محبة صادقة وتقدير عظيم ومكانة كبيرة ترسخت فى القلوب بفضل من الله عز وجل، ثم بما قام به من أدوار عظيمة فى مسيرة مجلس التعاون وجهود حثيثة ومخلصة لنصرة قضاياها ورفعة شأنها ودعم نهضتها ومسيرتها التنموية».

وتابع: «العالم فقد بوفاته أمير الإنسانية ورائد التنمية، ساعياً دوماً بالخير والمحبة والسلام، هادفاً إلى تعزيز التآلف والتعاون والتضامن بين شعوب العالم، ولم يدخر وسعاً من أجل خير الإنسانية جمعاء». نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط «وفاة زعيم عربى نادر»، وتذكر «الحس العروبى الصادق الذى تمتع به الراحل العظيم، ومواقفه المشرفة فى خدمة القضايا العربية ودعمه للجامعة العربية الذى لم ينقطع، ومساعيه الحميدة للحفاظ على وحدة الصف العربى بحكمته المعهودة، وتمسكه المستمر بالحوار كنهجٍ لحل المُشكلات المستعصية». وقدم الأمين العام خالص العزاء لولى العهد وقيادات دولة وشعب الكويت، مؤكداً أن «ذكرى الشيخ صباح ستظل حية فى قلوب محبيه على امتداد العالم العربى».

وورى جثمان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الثرى بمقبرة الصليبيخات، وكان فى وداعه أمير الكويت الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الأمة مرزوق على الغانم، وقد دعت الأوقاف الكويتية لأداء صلاة الغائب لتنهى رحلة امير الانسانية بعد 55 عاما من العطاء.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads